حماس تتحفظ على دور السلطة بإعمار غزة.. ومصر تدعو الفصائل لمباحثات في القاهرة

فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال التصعيد الأخير في قطاع غزة - 23 مايو 2021 - REUTERS
فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال التصعيد الأخير في قطاع غزة - 23 مايو 2021 - REUTERS
دبي/ رام الله -الشرق

كشفت مصادر مصرية لـ"الشرق" عن تحفظ حركة حماس على إشراف السلطة الفلسطينية على إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع الحركة مع الوفد الأمني المصري.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن حماس اقترحت أنْ يكون ملف إعادة الإعمار من خلال لجنة وطنية يتم تشكيلها في غزة تضم متخصصين، وشخصيات عامة، وممثلين للفصائل، وهو ما لم يتم التوصل لاتفاق بشأنه حتى الآن.

ووفقاً للمصادر، فقد أكدت القاهرة على ضرورة أن تشرف السلطة الفلسطينية على إعادة الإعمار "لأنها الممثل الشرعي".

وكشفت مصادر فلسطينية في غزة ورام الله، لـ"الشرق"، أن إسرائيل رفضت مطالب حركة حماس التي حملها الوفد المصري بشأن شروط وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار. 

ونقل الوفد المصري لقيادة الحركة، في اجتماع عقد معها، الأحد، في غزة، الموقف الإسرائيلي الذي يصر على أن يجري إعادة إعمار القطاع من خلال السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية، على غرار ما جرى عقب حرب عام 2014.

وقال مسؤول في حماس، لـ"الشرق"، إن الوفد المصري عمل على تثبيت وقف إطلاق النار، لكن الجانب الإسرائيلي يحاول فرض سياسته على القطاع، وهذا ما نرفضه وسنرفضه بشدة".

وكشف أن حماس، سجلت أمام الوفد المصري اعتراضها على مواصلة الإغلاق الإسرائيلي لمعبري "كرم أبو سالم" و"إيرز" وعلى عدم سماح إسرائيل للصيادين بدخول البحر.

وأشار المسؤول في حماس، إلى أن الوفد المصري حمل مواقف الحركة إلى الجانب الإسرائيلي.

هدنة طويلة الأمد

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مصرية لـ"الشرق" أن الوفد الأمني المصري إلى غزة دعا الفصائل الفلسطينية لزيارة القاهرة لبحث التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، لافتة إلى أن الوفد توجه إلى تل أبيب.

ويواصل وفدان مصريان إجراء لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، بهدف الاتفاق على ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار المتزامن في غزة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تعهَّد، الخميس، بتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة إعمار قطاع غزة، في معرض إشادته باتفاق وقف إطلاق النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وقال بايدن، وفقاً لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة "لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة، وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار القطاع".

وأوضح: "سنفعل هذا بشراكة كاملة مع السلطة الفلسطينية، وليس حماس، على نحو لا يسمح لحماس بإعادة ملء ترسانتها العسكرية".

 

"بدء عملية سياسية"

يأتي ذلك فيما دعا مسؤول في الأمم المتحدة الأحد إلى بدء "عملية سياسية حقيقية" تهدف إلى ضمان إعادة إعمار قطاع غزة على المدى الطويل، وتجنب مزيد من سفك الدماء، وذلك خلال زيارة وفد أممي رفيع المستوى إلى القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، بحسب وكالة "فرانس برس"، إنَّ إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء. 

وأكد لازاريني أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها "بيئة سياسية مختلفة"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى التركيز بشكل جاد وحقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش".

وقال لازاريني، إن "المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها".

جهود أميركية

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الأمل بالتمتع بـ"إجراءات متساوية من الأمن والسلام والكرامة".

وواصل الوفد الأميركي برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية هادي عمرو، لقاءاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، تحضيراً لزيارة بلينكن يومي الأربعاء والخميس، التي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار المتزامن، وإعادة إطلاق المسار السياسي، وإعادة إعمار قطاع غزة.

إطلاق المسار السياسي

وقال مسؤولون فلسطينيون إن لقاءات عدة ستعقد في الأيام المقبلة مع الوفد الأميركي، بشأن ملفات العملية السياسية، ووقف إطلاق النار المتزامن في غزة، وإعادة إعمار القطاع.

وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصاً، بينهم 66 طفلاً ومقاتلون وإصابة 1900 شخص، ذلك على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد الآلاف وإلحاق أضرار في مباني القطاع الفقير والمحاصر من قبل إسرائيل منذ حوالى 15 عاماً. 

وخاضت إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، قبل ذلك ثلاث حروب في 2008 و2012 و2014.