يدعو إلى إنشاء "ناتو آسيوي" لمواجهة الصين وكوريا الشمالية

شيجيرو إيشيبا.. وزير دفاع سابق يفوز برئاسة وزراء اليابان

وزير الدفاع الياباني السابق شيجيرو إيشيبا يلوح بيده بعد انتخابه رئيساً جديداً للحزب الحاكم في تصويت قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي. 27 سبتمبر 2024 - Reuters
وزير الدفاع الياباني السابق شيجيرو إيشيبا يلوح بيده بعد انتخابه رئيساً جديداً للحزب الحاكم في تصويت قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي. 27 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي -الشرق

فاز وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا، الجمعة، بزعامة الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني الحاكم، في انتخابات شهدت منافسة قوية مع القومية المتطرفة ساناي تاكايتشي، ليصبح بذلك رئيس الوزراء الجديد، ليخلف فوميو كيشيدا الذي تنحى عن المنصب.

وتغلب إيشيبا، البالغ من العمر 67 عاماً، على منافسته اليمينية تاكايتشي، التي كانت تحاول أن تصبح أول رئيسة وزراء في البلاد، بأغلبية 215 صوتاً مقابل 194 في انتخابات الإعادة في مقر الحزب الديمقراطي الليبرالي في طوكيو، الجمعة.

وتصدرت تاكايتشي الجولة الأولى من التصويت بالحصول على 181 صوتاً من إجمالي 735 صوتاً صحيحاً، فيما جاء إيشيبا في المركز الثاني بحصوله على 154 صوتاً في منافسة ضمت عدداً قياسياً من المرشحين وصل إلى 9.

وسيتم تنصيب إيشيبا، رئيساً لوزراء اليابان، الأسبوع المقبل.

ويتولى إيشيبا زمام الأمور في الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم منذ فترة طويلة والذي اُبتلي بالفضائح، وسيتولى قيادة رابع أكبر اقتصاد في العالم بمجرد انعقاد البرلمان في أكتوبر المقبل، وذلك بسبب الأغلبية التي يتمتع بها حزبه في مجلس النواب.

وبعد الإعلان عن فوزه في مقر الحزب الديمقراطي الليبرالي في طوكيو، ابتسم إيشيبا وخلع نظارته لمسح دموعه، وانحنى مراراً وتكراراً بينما هنأه زملاؤه. وقال في خطاب قصير: "سأبذل قصارى جهدي للإيمان بالشعب، والتحدث بالحقيقة بشجاعة وإخلاص، وجعل هذا البلد مكاناً آمناً حيث يمكن للجميع العيش بابتسامة على وجوههم مرة أخرى"، وفق ما نقله موقع Nikkei Asia الياباني.

وعود ومقترحات

ووعد السياسي المخضرم بـ"الخروج الكامل" من معدلات التضخم المرتفعة في اليابان، وتعهد بتحقيق "نمو في الأجور". كما عبر عن دعمه تشريعاً يسمح للنساء المتزوجات بالاحتفاظ بأسمائهن قبل الزواج.

وقال إن اليابان يجب أن تقلل من اعتمادها على الطاقة النووية لصالح الطاقة المتجددة، ودعا إلى نسخة آسيوية من كتلة الأمن التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" لمواجهة تهديدات الصين وكوريا الشمالية.

وفي تعليقات موجزة أمام المشرعين قبل جولة الإعادة، دعا إيشيبا، الذي وصف المنافسة بأنها "معركته السياسية الأخيرة"، إلى اليابان أكثر عدلاً ولطفاً.

وقال: "سنضع حداً لعدم الثقة الواسع النطاق في الحزب الليبرالي الديمقراطي. وبمجرد انتهاء الانتخابات، سنضع قلوبنا في حماية اليابان والمناطق المحلية والقواعد وشعب اليابان".

وبعد اختياره لتوجيه الحزب للخروج من حالة الركود، يتعين على إيشيبا أن يعالج الغضب المتزايد إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة، وأن يبحر في بيئة أمنية إقليمية متقلبة تغذيها تهديدات الصين المتزايدة وكوريا الشمالية المسلحة نووياً، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وعود ومقترحات رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا

  • الخروج الكامل" من معدلات التضخم المرتفعة في البلاد.
  • رفع الأجور.
  • التقليل من الاعتماد على الطاقة النووية لصالح الطاقة المتجددة.
  • الدعوة إلى نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي لمواجهة تهديدات الصين وكوريا الشمالية.
  • دعم تشريع يسمح للنساء المتزوجات بالاحتفاظ بأسمائهن قبل الزواج.
  • القضاء على الفساد الإداري ومعالجة مشكلات الحزب الداخلية. 
  • تحسين صورة الحزب الليبرالي الديمقراطي قبل الانتخابات العامة المقررة في العام المقبل.
  • إنشاء وكالة لإدارة الكوارث في بلد يضربه الزلازل والأعاصير القوية.

عودة ترمب المحتملة وحرب أوكرانيا

وسيتعين على وزير الدفاع السابق التعامل مع التقلبات الدولية الواضحة؛ حيث يتم إعادة تشكيل منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال صعود الصين، وقد تعيد الولايات المتحدة قريباً انتخاب دونالد ترمب، الذي شكك في قيمة الحلفاء الأمنيين مثل اليابان خلال ولايته الأولى كرئيس، وفق "واشنطن بوست".

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، أقام رئيس الوزراء آنذاك شينزو آبي علاقة وثيقة مع الزعيم الأميركي من خلال الإطراء والنزهات في لعبة الجولف. لكن آبي اغتيل في عام 2022، ولم تعد اليابان تمتلك قناة مماثلة يمكنها الاعتماد عليها لإدارة شخصية ترمب.

كما تكافح اليابان مع التهديدات الأمنية المتزايدة وخطر الحرب في المنطقة، مع غزو روسيا لأوكرانيا، وطموحات كوريا الشمالية النووية، والتهديدات العسكرية الصينية المتزايدة. ففي هذا الأسبوع فقط، أجرت الصين اختباراً لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ، وهو أول اختبار من نوعه منذ عقود. وقالت اليابان لاحقاً إنها لم تتلق أي إشعار بالإطلاق.

وقال إيشيبا، إن طوكيو بحاجة إلى لعب دور أكبر في التحالف مع واشنطن، وأن يكون لها رأي أكبر في كيفية نشر القوات الأميركية في اليابان. وكتب في مذكراته لعام 2024 أن "اليابان لا تزال ليست دولة مستقلة حقاً" بسبب "عدم التماثل" في اعتماد اليابان على أميركا من أجل أمنها.

من ناحية أخرى، دعا إيشيبا إلى مشاركة أعمق والمزيد من الدبلوماسية مع الصين، بدلاً من تشويه سمعة بكين. وانتقد العبارة التي يكررها سلفه كيشيدا كثيراً، لحشد البلدان ذات التفكير المماثل ضد الصين بعد الغزو الروسي: "قد تكون أوكرانيا اليوم شرق آسيا غداً".

وكتب إيشيبا في مذكراته، أن الخلط بين الغزو الروسي لأوكرانيا والهجوم الصيني على تايوان كان مدفوعاً بالعاطفة، وليس بالتقييم العملي للتهديدات الصينية وتأثيرها على اليابان.

من هو شيجيرو إيشيبا؟ 

وُلِد إيشيبا في 4 فبراير 1957، لأب كان موظفاً حكومياً وأم معلمة. بعد الانتهاء من دراسته في محافظة توتوري، انتقل إيشيبا إلى طوكيو، ودرس القانون في جامعة كيو.

وبمجرد تخرجه، بدأ إيشيبا العمل في بنك ميتسوي حتى عام 1983 قبل أن يتحول إلى السياسة. في عام 1986، أصبح أصغر عضو في مجلس النواب، حيث خاض الانتخابات من محافظة توتوري كمرشح عن الحزب الليبرالي الديمقراطي.

ومع ذلك، خلال مسيرته المهنية، كان غالباً ما يتم تهميشه بسبب تعارض وجهة نظره مع الحزب في بعض الأحيان، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس". وكانت هذه المحاولة الخامسة لوزير الدفاع السابق لقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي.

رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا في مكتبه بعد مقابلة مع رويترز في طوكيو، 31 أغسطس 2020
رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا في مكتبه بعد مقابلة مع رويترز في طوكيو. 31 أغسطس 2020 - Reuters

على مر السنين، شغل إيشيبا العديد من المسؤوليات، إذ عمل نائباً برلمانياً لوزير الزراعة في عام 1993، ووزيراً للدفاع ووزيراً للسكان وتنشيط الاقتصاد المحلي.

كما انشق عن الحزب الليبرالي الديمقراطي في الفترة من عام 1993 إلى عام 1996، وانضم إلى حزب تجديد اليابان. ومع ذلك، انضم مرة أخرى إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي بعد أن خاب أمله في الفصائل التي تعمل ضد بعضها البعض في الحزب.

يُعرف إيشيبا أيضاً بأنه "منافس" رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، حيث تنافس ضده في انتخابات عام 2012، وانتقد بشدة سياسات الأخير.

تصنيفات

قصص قد تهمك