بعد اغتيال نصر الله.. بايدن يوجه بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط

دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه وجه وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة.

وأضاف بايدن في بيان عن اغتيال إسرائيل للأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله: "هدفنا هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية".

وأشار بايدن إلى أن واشنطن تسعى لتحقيق اتفاق مدعوم من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، لافتاً إلى أن إدارته تجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق يعيد الناس بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان.

وزاد: "حان الوقت لإبرام هذه الاتفاقات وإزالة التهديدات التي تواجه إسرائيل وتحقيق استقرار أكبر في منطقة الشرق الأوسط".

وأكد أن الولايات المتحدة تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه "حزب الله" و"حماس" والحوثيين و"أي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران".

وقال: "حسن نصر الله والجماعة الإرهابية التي كان يقودها، (حزب الله)، مسؤولون عن قتل مئات الأميركيين على مدار 4 عقود من الإرهاب. إن اغتياله نتيجة ضربة جوية إسرائيلية هي تحقيق للعدالة بالنسبة للعديد من ضحاياه، بما في ذلك آلاف الأميركيين والإسرائيليين والمدنيين اللبنانيين".  
 
واعتبر الرئيس الأميركي أن الضربة التي اغتالت نصر الله حدثت في سياق أوسع للصراع الذي بدأ بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن زعيم "حزب الله" اتخذ في اليوم التالي للهجوم، القرار المصيري بالتحالف مع "حماس" وفتح ما أسماه "الجبهة الشمالية" ضد إسرائيل.  

قواعد عسكرية

في العادة، يتم نشر حوالي 34 ألف جندي أميركي في القيادة المركزية الأميركية، التي تغطي مهامها جميع أنحاء الشرق الأوسط، غير أن هذا العدد زاد في الأشهر الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليصل إلى حوالي 40 ألفاً بعد إرسال سفن وطائرات إضافية.

ومنذ عدة أسابيع، كان العدد الإجمالي للقوات الأميركية في المنطقة يقارب 50 ألفاً، لكن الرقم تراجع نحو 10 آلاف مطلع سبتمبر الجاري، حينما أمر وزير الدفاع بانسحاب حاملة الطائرات "يو إس إس روزفيلت" ومجموعتها القتالية من المنطقة، وانتقالها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويهدف الانتشار العسكري الأميركي المتزايد، كما يؤكد "البنتاجون" إلى مساعدة الحلفاء في عمليات الدفاع، وخاصة إسرائيل، إضافة إلى حماية القوات والقواعد التابعة للولايات المتحدة.

ولدى الولايات المتحدة سفناً حربية في جميع أنحاء المنطقة، من البحر الأبيض المتوسط إلى خليج عمان، وتتمركز الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية والبحرية استراتيجياً في عدة مواقع لتكون على استعداد أفضل للرد على أي هجمات.

وهناك حوالي 900 جندي في سوريا داخل قواعد صغيرة، مثل حقل العمر النفطي ومنطقة الشدادي، ومعظمها في شمال شرق البلاد. وتوجد قاعدة صغيرة تعرف باسم التنف، بالقرب من المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

وتملك واشنطن عدداً من القواعد العسكرية في الشرق الأوسط، أكبرها قاعدة "العديد" الجوية في قطر، والتي تضم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.

ويوجد في العراق 2500 جندي أميركي في مرافق عسكرية، مثل قاعدة يونيون 3، وقاعدة عين الأسد الجوية، ولا تزال المحادثات جارية بشأن مستقبل تلك القوات، ومؤخراً وقعت واشنطن وبغداد اتفاقاً بشأن تمركز ومهام هذه القوات.

أما في سوريا، يتوزع حوالي 900 جندي أميركي داخل قواعد صغيرة، معظمها شمال شرق البلاد. وأبرزها قاعدة صغيرة تُعرف باسم التنف، قرب المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

السفن الحربية

تنشر القوات الأميركية في الوقت الحالي حاملة طائرات واحدة في المنطقة، غير أن الأشهر الأخيرة شهدت في بعض الأحيان نشر حاملات طائرات إضافية في الوقت ذاته، وهو أمر نادر، لكنه حدث في فترات مؤقتة بالتزامن مع أحداث هددت بتوسع الحرب.

ويعتبر "البنتاجون" أن وجود حاملة طائرات قوية، تضم مجموعة قتالية تشمل أسراباً من المقاتلات الحربية وطائرات الاستطلاع والصواريخ المتطورة، ما يُشكل رادعاً قوياً ضد إيران بالنسبة لواشنطن.

وتوجد أيضاً حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، و3 مدمرات مرافقة لها في خليج عمان، في حين هناك مدمرتان تابعتان في البحر الأحمر. أما الغواصة الصاروخية "يو إس إس جورجيا"، التي أمرت وزارة الدفاع الأميركية بإرسالها إلى المنطقة خلال أغسطس الماضي، فاستقرت بالبحر الأحمر في نطاق القيادة المركزية، لكن المسؤولين امتنعوا عن الإفصاح عن مكانها الحالي، بحسب "أسوشيتد برس".

وهناك أيضاً 6 سفن حربية أميركية شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس واسب"، والتي تحمل على متنها الوحدة البحرية الاستكشافية (26). كما تنشر 3 مدمرات بحرية أخرى في تلك المنطقة.

الطائرات المقاتلة

أرسلت القوات الجوية الأميركية في أغسطس الماضي سرباً إضافياً من مقاتلات F-22 المتطورة، ليرتفع إجمالي عدد أسراب طائراتها الحربية المستندة إلى قواعد برية في الشرق الأوسط إلى 4 أسراب.

وتشمل هذه القوة أيضاً سرباً من طائرات الهجوم الأرضي A-10 Thunderbolt II، بالإضافة إلى مقاتلات F-15E Strike Eagles، ومقاتلات F-16. ولم تكشف القوات الجوية الأميركية عن البلدان التي تتمركز فيها هذه الطائرات.

وتمنح مقاتلات "F-22" بمجموعة متطورة من أجهزة الاستشعار التي يمكنها تعطيل الدفاعات الجوية للعدو وتنفيذ هجمات إلكترونية. كما يمكن أن تلعب دوراً مشابهاً لقائد العملية، حيث تنظم عمل الطائرات الأخرى في المهمة.

ومع ذلك، أظهرت الولايات المتحدة في فبراير أنه ليس من الضروري أن تكون الطائرات متمركزة في الشرق الأوسط لضرب الأهداف، ففي فبراير، أقلعت قاذفات B-1 من قاعدة دييس الجوية في تكساس، وحلقت لأكثر من 30 ساعة في مهمة ذهاباً وإياباً، موجهة ضربات على 85 هدفاً تابعاً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، وذلك رداً على هجوم نفذته جماعات مدعومة من الحرس الثوري، وأسفر عن مصرع 3 من أفراد الخدمة الأميركيين. 

تصنيفات