أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في النمسا، الأحد، فوز حزب "الحرية" اليميني المتطرف، للمرة الأولى بالانتخابات العامة، ما يبرز تزايد تأييد الأحزاب اليمينية في أوروبا الذي أججته مخاوف من ارتفاع مستويات المهاجرين، والتضخم، وحرب أوكرانيا.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن التوقعات التي بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية ORF، استناداً إلى فرز أكثر من 90% من الأصوات، تشير إلى أن حزب "الحرية" سيحصل على 29.1%، بينما سيحصل حزب "الشعب"، بزعامة المستشار كارل نيهامر، على 26.3%، فيما جاء "الديمقراطي الاجتماعي" (يسار وسط) في المركز الثالث بنسبة 21%.
وقال زعيم حزب "الحرية"، هربرت كيكل، بعد الإدلاء بصوته في بوركرسدورف بضواحي فيينا: "ينتابني شعور جيد. إن الأجواء إيجابية، وأعتقد أننا سنغير المعادلة في صناديق الاقتراع". وأضاف أن الوضع الراهن أو "5 سنوات جيدة، هذا هو السؤال"، مكرراً شعار حملته الانتخابية.
وخسرت الحكومة المنتهية ولايتها، وهي ائتلاف بين حزب نيهامر و"الخضر" المدافعين عن البيئة، أغلبيتها في مجلس النواب.
وذكرت توقعات منفصلة، أجرتها شركة "آرجه فاهلين" للاستطلاعات، أن حزب الحرية سيحل أولاً بفارق 4 نقاط مئوية، وهي نسبة فوز أكبر من النسبة المشار إليها في استطلاعات الرأي النهائية.
وحظي حزب "الحرية" المعارض للجانب الأوروبي والمقرب من روسيا بصدارة ضئيلة في استطلاعات الرأي لأشهر على حساب حزب "الشعب" الحاكم.
المطالبة بالديمقراطية
وذكرت الوكالة أن حزب "الحرية" بزعامة هربرت كيكل، يحتاج إلى تشكيل حكومة ائتلافية لقيادة الأغلبية البرلمانية، فيما قال منافسوه إنهم "لن يعملوا مع كيكل في الحكومة".
وقال كيكل، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "لا نحتاج إلى تغيير موقفنا، لأننا قلنا دائماً إننا مستعدون لقيادة حكومة، ونحن مستعدون لدفع هذا التغيير في النمسا جنباً إلى جنب مع الشعب".
وأضاف: "يتعين على الأحزاب الأخرى أن تسأل نفسها عن موقفها من الديمقراطية" وفقاً للوكالة. وأعرب نهامر عن شعوره "بالمرارة" لفشل حزبه في الحصول على المركز الأول.
كما شدد على أنه لن يشكل ائتلافاً مع كيكل، وقال: "ما قلته قبل الانتخابات، أقوله أيضاً بعد الانتخابات"، وفقاً للوكالة.
واستفاد اليمين المتطرف من حالة الإحباط التي يعيشها الناخبون بسبب ارتفاع التضخم، والحرب في أوكرانيا، وجائحة فيروس كورونا-19، بالإضافة إلى استغلال المخاوف بشأن الهجرة.
ويدعو حزب الحرية أيضاً إلى إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، كما ينتقد بشدة المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ويريد الانسحاب من مبادرة الدرع الجوي الأوروبية، وهو مشروع دفاعي صاروخي أطلقته ألمانيا، وفقاً للوكالة.
ويُعتبر أكثر من 6.3 مليون شخص تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أكثر مؤهلين للتصويت في انتخابات البرلمان الجديد في النمسا.