رفض "التدخل الخارجي" في الانتخابات الرئاسية: شأن سيادي ولن نسمح بأي "إملاءات"

بري لـ"الشرق الأوسط": أتواصل مع "حزب الله" واتفاقي مع نصر الله ما زال سارياً

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال مؤتمر صحافي- 6 نوفمبر 2017 - REUTERS
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال مؤتمر صحافي- 6 نوفمبر 2017 - REUTERS
الشرق الأوسط/ بيروت-ثائر عباس

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ"الشرق الأوسط"، أن لبنان ما زال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين من مسار ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتنفيذ القرار الدولي 1701.

لكنه رفض بشدة في المقابل ربط وقف النار بمسار الانتخابات الرئاسية، قائلاً لـ"الشرق الأوسط" إن "لا علاقة لأحد بموضوع انتخاب رئيس الجمهورية، ومن غير المسموح التدخل فيه، لأنه موضوع سيادي، ومع أننا نرحب بأي مساعدة، إلا أننا نرفض أية تدخلات ومحاولات إملاء".

وقال بري بعيد لقاءات مهمة، أجراها مع وزير خارجية فرنسا، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن بعده قائد الجيش العماد جوزيف عون: "لقد أبلغنا الوزير الفرنسي بالموقف اللبناني الملتزم مضامين نداء الدول العشر الداعي إلى وقف النار وتطبيق القرار 1701 فوراً على الأسس التي تم التوافق عليها مع الموفد الأميركي".

وإذ أكد تطابق الموقف مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتأييده ما صدر عنه، أوضح رداً على سؤال أن التواصل مع "حزب الله" قائم، وأن الحزب "ليس بعيداً عن هذا التوجه".

وقال بري: "هذه المبادرة التي طرحتها سابقاً، كنت توافقت عليها مع السيد حسن نصر الله بالتفصيل، وهذا التوافق ما زال ساري المفعول".

وكان بري استقبل وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، وشكر لفرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون "حرصهما ودعمهما للبنان، لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها جراء العدوان المتواصل والحصار الذي تفرضه إسرائيل على لبنان مانعة إيصال المساعدات لإغاثة النازحين".

وأكد رئيس المجلس النيابي للوزير بارو على "موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمة الرئاسية الفرنسية-الأميركية والذي يحظى بدعم دولي واسع".

ولفت بري إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن الإطاحة بكل الجهود الرامية لوقف العدوان، مؤكداً أن "كرة النار الإسرائيلية تطال لبنان كل لبنان"، مشيداً "بتماسك اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم ضد العدوان الإسرائيلي".

وقال بيان صدر عن مكتب بري ان الوزير الفرنسي "وافق الرئيس بري على عرضه"، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.

أما ميقاتي، فقال بعد اللقاء، إنه وضع بري خلال لقائهما في أجواء الحركة الدبلوماسية التي قام بها في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة "والتأييد الذي حصل للبنان، وأكدنا خلال هذا اللقاء موقفنا الذي أعلناه في نيويورك وخلاصته الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي واليابان والسعودية وقطر وألمانيا وأستراليا وكندا وإيطاليا".

وأضاف ميقاتي أن "كل هذه الدول أصدرت بياناً ونحن كحكومة، وبعد الاتصال مع الرئيس بري، نؤكد تعهدنا بتطبيق كل النقاط التي وردت في البيان، ومنها وقف إطلاق النار فوراً من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 كاملاً، ونحن نرحب بكل ما ورد في النداء، ونتعهد بتطبيقه فوراً".

وتابع: "هذا الأمر مهم جداً ونحن مستعدون لتطبيق القرار 1701، وفور وقف إطلاق النار نحن مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب".

في الملف الرئاسي قال ميقاتي: "تحدثنا أيضا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، وأكد لي دولة الرئيس بري خلال اللقاء أنه فور حصول وقف إطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب إلى انتخاب رئيس توافقي، وليس رئيس تحدٍ لأحد، وهذا الأمر هو من الإيجابيات التي يجب أن نستفيد منها في أسرع وقت من أجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".

هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"

تصنيفات

قصص قد تهمك