أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الاثنين، أن هناك "مرحلة جديدة" من الحرب ضد "حزب الله" اللبناني ستبدأ "قريباً"، فيما ذكر مسؤول في الإدارة الأميركية لـ"الشرق"، أن "العملية البرية الإسرائيلية في لبنان ممكنة خلال أقل من 24 ساعة".
وقال جالانت خلال لقائه رؤساء البلديات في شمال إسرائيل، إن المرحلة الجديدة "ستكون مهمة من أجل تغيير الوضع الأمني، وستسمح لنا بإكمال المهمة المتمثلة في إعادة السكان إلى منازلهم" القريبة من الحدود اللبنانية، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأفادت شبكة CBS نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تستعد لشن هجوم بري ضد (حزب الله) في لبنان خلال ساعات".
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، عن مسؤول أميركي ومصدر إسرائيلي مطلع على الخطط العسكرية، قولهما إن إسرائيل "تستعد لشن اجتياح بري محدود على جنوب لبنان، بهدف تطهير البنية التحتية لـ(حزب الله) القريبة من الحدود الإسرائيلية".
وبشأن المناقشات التي جرت داخل إدارة الرئيس جو بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال المسؤول الأميركي: "بدا وكأن إسرائيل تخطط لاجتياح بري كبير"، لكنه لفت إلى أنه "تم تقليص حجم الخطة بشكل كبير، والتركيز على تدمير منصات إطلاق الصواريخ، ومخابئ الأسلحة، والبنية التحتية الأخرى لـ(حزب الله)، ثم يتم بعد ذلك سحب القوات".
وذكر المصدر الإسرائيلي المطلع على العملية، أن "لدى إسرائيل خطط لعملية محدودة قريباً"، مشيراً إلى وجود تفاهم مع واشنطن بأن تل أبيب لن تكرر ما فعلته في قطاع غزة.
وأشار المسؤول الأميركي، إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوقعة "ستكون أصغر من حربها عام 2006 ضد (حزب الله)"، موضحاً أن "الإسرائيليين قالوا إنهم سينفذون غارات محدودة ضد عدد من القرى على طول الحدود".
قلق أميركي من اتساع نطاق الحرب
ولفت المسؤول الأميركي لـ"واشنطن بوست"، إلى أن العملية "ستركز على مهاجمة البنية التحتية للحزب، وذلك على طول الحدود مع لبنان بهدف إزالة التهديدات"، مضيفاً: "الغاية الاستراتيجية هي ضمان عدم تمكين (حزب الله) من الحفاظ على قدرته على مهاجمة إسرائيل".
وأعرب المسؤول عن "قلق إدارة بايدن من احتمالية أن تتحول العملية المحدودة زمنياً وجغرافياً إلى هجوم كبير ولمدة طويلة"، وأردف: "الولايات المتحدة تبحث هذا القلق مع الإسرائيليين".
ودعا بايدن خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إلى "وقف إطلاق النار"، عندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لغزو بري محدود للبنان.
وفي سؤال بشأن ما إذا كان مرتاحاً لخطة إسرائيل، قال بايدن: "ما يريحني هو أن يتوقفوا عن ذلك".
ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين أميركيين ومصدرين مطلعين على الأمر، قولهم إن "القوات الخاصة الإسرائيلية نفذت غارات داخل الأراضي اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية، وهي جزء من الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل".
وزعم مسؤول أميركي أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن النية تشبه عملية إسرائيل التي استمرت 34 يوماً عام 2006 في لبنان"، معتبراً أنها "نسخة مصغرة وبشكل كبير منها، ومما كان مخططاً له مسبقاً".
وتوقع المسؤول، أن "تنسحب القوات الإسرائيلية بعد تنفيذ عمليات في القرى اللبنانية على طول الحدود المعروفة باسم الخط الأزرق".
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج، الاثنين، إن الولايات المتحدة وإسرائيل "ما زالتا تجريان مناقشات بشأن أفضل السبل للمضي قدماً"، في حين أحالت إلى إسرائيل الرد على أسئلة الصحافيين بشأن ما إذا كانت تخطط لشن هجوم بري على لبنان.
وأضافت: "نتواصل معهم بصورة مستمرة، ونحاول معرفة المزيد. نواصل المناقشات حول أفضل السبل للمضي قدماً".
استعدادات "حزب الله"
وتشن إسرائيل منذ أسبوعين موجة من الهجمات على لبنان، مما أدى إلى اغتيال الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله، وعدد من قادة الجماعة إلى جانب نحو ألف لبناني، فضلاً عن نزوح مليون مواطن. فيما تعهدت الجماعة بمواجهة أي اجتياح بري إسرائيلي للبنان.
وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الاثنين، إن الجماعة اللبنانية مستمرة على مسيرة نصر الله، مشدداً على أن الجماعة مستمرة كذلك في "مساندة غزة وفلسطين" والدفاع عن لبنان، وأشار إلى أن اختيار أمين عام جديد للحزب "سيتم في أقرب وقت".
وقال قاسم في أول كلمة منذ اغتيال نصر الله، إن الحزب "مستمر في أهدافه"، مشيراً إلى أن منظومة القيادة والسيطرة بالحزب، ستتابع خطة نصر الله "بالدقة نفسها، والخطوات التي رسمها".
وذكر أن الحزب مستعد لمواجهة برية مع إسرائيل، نافياً أن تكون إسرائيل قد دمرت جزءاً كبيراً من قدرات الحزب العسكرية، وأضاف: "لن تستطيع إسرائيل تدمير قدراتنا العسكرية.. هذا حلم لم، ولن يصلوا إليه".
وبعد ساعات قليلة من خطاب قائم، أعلن "حزب الله" في بيان، أنه هاجم إسرائيل باستخدام الصاروخ "نور"، الذي تقول مصادر مطلعة في الحزب لـ"رويترز"، إنه صاروخ باليستي.
