أعلنت القيادة المركزية الأميركية CENTCOM، الجمعة، شن ضربات على 15 موقعاً تابعاً لجماعة "الحوثي" في اليمن، مشيرةً إلى أن الأهداف شملت القدرات العسكرية الهجومية لـ"الحوثيين"، وفق وصفها.
وقالت القيادة، في بيان، إن "الضربات تمت الساعة الخامسة مساءً (بتوقيت صنعاء)، استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين"، دون أن تحددها بدقة، لكنها أكدت أن هذه الإجراءات جاءت بهدف "حماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية محمية، وأكثر أمناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية".
وكانت مصادر لـ"الشرق" أفادت، في وقت سابق الجمعة، بأن غارات جوية جديدة استهدفت مواقع خاضعة لسيطرة جماعة "الحوثي" في صنعاء باليمن، فيما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن الجيش الأميركي والبريطاني شنا غارات وهجمات عدة على مناطق باليمن زاعماً أنه يستهدف قواعد ومنصات إطلاق صواريخ تابعة لـ"الحوثيين".
ونقلت الوكالة، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن مقاتلات وسفناً بحرية أميركية وبريطانية شنت غارات وهجمات على 5 مناطق على الأقل، تستخدمها جماعة "الحوثي" في شن هجمات على السفن التجارية والعسكرية التي تخدم المصالح الأميركية في المنطقة.
وزعمت وسائل إعلام تابعة للجماعة، أن 7 غارات أميركية وبريطانية استهدفت مطار الحديدة غربي اليمن، ومنطقة الكثيب، لافتةً إلى أن هناك 4 غارات أخرى على منطقة الصيانة بمديرية الثورة في صنعاء.
وأشارت كذلك إلى استهداف مدينة ذمار، والتي تبعد أكثر من 100 كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء.
وذكرت القناة أن الضربات نفذتها قوات أميركية وبريطانية، لكن مصدراً بالحكومة البريطانية قال إن بلاده لم تشارك في هذا الهجوم.
وتأتي هذه الغارات، بينما تشهد المنطقة توتراً متصاعداً، أبرزها شن إيران هجوماً على إسرائيل، الثلاثاء الماضي، بعشرات الصواريخ، رداً على اغتيال قادة من جماعة "حزب الله" في لبنان، وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله، إلى جانب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران.
وشن "الحوثيون" المدعومون من إيران نحو 100 هجوم على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي. ورداً على ذلك، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع للجماعة عدة مرات لكن الضربات لم تفلح في وقف هجماتهم، بحسب "رويترز".
حملة عسكرية جديدة
وبعث "الحوثيون"، مؤخراً، رسائل تحذيرية عبر البريد إلكتروني لعدة شركات شحن، والتي تمر عبر البحر الأحمر بأنهم أصبحوا عرضة للهجوم، بحسب "رويترز".
وذكرت بيانات صادرة عن "لويدز ليست إنتليجنس"، أن نحو 30% من هجمات الحوثيين حتى أوائل سبتمبر الماضي، كانت على سفن مملوكة لشركات يونانية، وهي تمثل أحد أكبر الأساطيل في العالم، دون تحديد ما إذا كان لهذه السفن صلة بإسرائيل.
وأظهرت البيانات، أن حركة المرور عبر قناة السويس انخفضت من نحو ألفي سفينة شهرياً قبل نوفمبر 2023 إلى نحو 800 سفينة فقط في أغسطس 2024.
وأفادت وثيقة راجعتها "رويترز"، بأن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر "أسبيدس" أكدت، خلال اجتماع مغلق مع شركات شحن في أوائل سبتمبر، تطور تكتيكات "الحوثيين". وساعدت "أسبيدس" أكثر من 200 سفينة على الإبحار بأمان عبر البحر الأحمر.
وقالت "أسبيدس" في الوثيقة التي شاركتها مع شركات الشحن، إن قرار الحوثيين إرسال تحذيرات إلى أساطيل بأكملها يمثل بداية "المرحلة الرابعة" من حملتهم العسكرية في البحر الأحمر.
وحثت "أسبيدس" أيضاً ملاك السفن على إغلاق أجهزة نظام تحديد الهوية الآلي التي تظهر موقع السفينة، وتقدم مساعدة ملاحية للسفن القريبة، قائلة إن عليهم إغلاقها أو التعرض للنيران.
وذكرت "أسبيدس"، أن نسبة دقة هجمات الحوثيين الصاروخية بلغت 75% حينما استهدفوا سفناً تشغل نظام تحديد الهوية الآلي. وورد في الإفادة نفسها أن 96% من الهجمات التي تم شنها حينما كان نظام تحديد الهوية الآلي مغلقاً لم تصب أهدافها.