يحتدم التنافس بين حملتي المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، ونظيرته الديمقراطية كامالا هاريس، على أصوات الناخبين من أصحاب الأصول اللاتينية في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، التي تَم فيها حسم نتيجة الدورتين الانتخابيتين الرئاسيتين الماضيتين بفارق نقطة واحدة فقط، لا سيما وأن هناك قرابة 615 ألف منهم مؤهلون للتصويت في نوفمبر المقبل، حسبما ذكرت شبكة CNN الأميركية.
وعلى الرغم من أن الولاية لا تزال ذات أغلبية بيضاء، فإن السكان من أصل لاتيني يشكلون الآن حوالي 9% من إجمالي السكان، كما أن عددهم زاد بأكثر من 40% منذ عام 2010.
ووفقاً لبيانات التعداد السكاني الأخيرة، فإن هناك أكثر من مليون شخص من أصل لاتيني يعيشون في الولاية، إذ يقدر مركز "بيو" للأبحاث أن 615 ألف منهم سيكونون مؤهلين للتصويت في نوفمبر المقبل.
وفي انتخابات 2020، فاز الرئيس جو بايدن في بنسلفانيا بفارق حوالي 80 ألف صوت، وحصل على أصوات اللاتينيين بسهولة، سواء داخل الولاية، أو على المستوى الوطني.
أما في انتخابات 2016، فاز ترمب بفارق ضئيل في الولاية، بينما خسر أصوات الناخبين اللاتينيين أمام منافسته الديمقراطية، حينها، هيلاري كلينتون.
وعلى الرغم من أن هاريس تقدمت على منافسها الجمهوري بين الناخبين اللاتينيين المُسجَلين على مستوى البلاد في استطلاع حديث أجرته شبكات NBC News/Telemundo/CNBC، بنسبة 54% مقابل 40%، إلا أن هامشها البالغ 14 نقطة كان أقل من المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين السابقين مع هذه الفئة السكانية، إذ فاز بايدن بأصوات الناخبين اللاتينيين بفارق 33 نقطة في 2020.
علامات تراجع بين المتحمسين
وأشارت CNN إلى أن علامات تراجع دعم هاريس بين العديد من مؤيديها المتحمسين، ظهرت في فعالية أقامتها حملة المرشحة الديمقراطية مؤخراً في ألينتاون، قائلة إنها "تسعى إلى تبني العديد من الاستراتيجيات لتعزيز الدعم بين الناخبين اللاتينيين في بنسلفانيا واستقطاب هذه الشريحة في الأسابيع التي تسبق الانتخابات".
وأوضحت الشبكة أن هذه الاستراتيجيات تشمل استخدام وكلاء الحملة، والحصول على المزيد من التأييد من قبل المشاهير من ذوي الأصول اللاتينية، والاستثمار في المزيد من الإعلانات الموجهة نحو الناخبين اللاتينيين، وفقاً لما نقلته عن العديد من مستشاري نائبة الرئيس وحلفائها.
كما نقلت الشبكة عن أحد كبار مستشاري حملة هاريس قوله: "نعمل على إيصال رسالة نائبة الرئيس المتعلقة بهويتها وأصولها، وأنها لطالما قاتلت من أجل الشعب الأميركي، وواجهت الجهات الفاعلة الفاسدة، سواء كانت البنوك الكبرى خلال أزمة الرهن العقاري، أو الجامعات التي كانت تخدع طلابها، وهي الرسالة التي يتردد صداها لدى اللاتينيين".
وفي الشهر الماضي، أعلنت حملة هاريس أنها ستخصص 3 ملايين دولار لـ"بث إعلانات جديدة على قنوات الراديو الناطقة باللغة الإسبانية في الفترة بين 15 سبتمبر و15 أكتوبر".
تنافس على أصوات الشباب
وتعقد حملة هاريس المزيد من التجمعات والفعاليات في الولاية المتأرجحة، وفي تجمع حاشد الشهر الماضي، في إحدى مدن بنسلفانيا حاول المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، تيم والز، مناشدة ناخبي بورتوريكو مباشرةً، والذين يشكلون أكثر من نصف الناخبين اللاتينيين المؤهلين في الولاية.
وقال أحد كبار مستشاري، هاريس، إنه في ظل سعي الحملة إلى الحصول على المزيد من التأييد من المشاهير اللاتينيين، فإنها ستستخدم المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ممن لديهم منصات كبيرة، للمساعدة في تعزيز رسالة نائبة الرئيس، فعلى سبيل المثال، ظهرت الأخيرة، في أغسطس، مع صانع المحتوى كارلوس إدواردو إسبينا، الذي لديه أكثر من 10 ملايين متابع على "تيك توك"، للحديث عن سبب ضرورة دعم اللاتينيين لها.
واستغلت حملة المرشح الجمهوري أيضاً "الدعم الذي تحظى به من مؤيدين بارزين لجذب المزيد من الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية"، إذ حصل ترمب على "تأييد ثلاثة فنانين مشهورين وهم نيكي جام، وجاستن كويلز وأنويل إيه إيه"، وظهر الاثنان الأخيران معه في أغسطس الماضي في تجمع جماهيري في جونستاون في جنوب غرب بنسلفانيا.