نقلت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، عن مصادر أمنية فلسطينية وإسرائيلية، أن وحدة إسرائيلية متخفية في الضفة الغربية، اغتالت شاباً فلسطينياً، قبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن "وحدة إسرائيلية دخلت مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين (قرب رام الله) لاعتقال أحد المطلوبين، ولكنها أردت شاباً آخر من أقربائه".
وأعلنت مصادر طبية هوية ضحية عملية الاغتيال الإسرائيلية، ويُدعى أحمد جميل فهد (24 عاماً) من مخيم الأمعري. وقالت أسرته لـ"فرانس برس"، إن ضابطاً إسرائيلياً اتصل بالعائلة، وقال لهم إن "أحمد" لم يكن المقصود.
اعتذار مرفوض
وقالت شقيقة الضحية، رزان فهد، وهي تقف خلف والدتها التي كانت تحتضن صورة كبيرة له: "ماذا سيفيدنا اعتذارهم، هل سيعيد له الحياة؟"، وقالت العائلة إن "أحمد" كان ينوي الزواج بعد 15 يوماً.
وأفادت إحدى شهود العيان، وتدعى صابرين أبو لبن: "قتلوه داخل سيارته، وهذا يعني أنهم كانوا يستطيعون اعتقاله، لكن قدموا للقتل، وليس للاعتقال".
ويدور الحديث في المخيم عن أن الوحدة الإسرائيلية الخاصة كانت تستهدف محمد أبو عرب، وهو خال الضحية، والمتهم بإطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة في رام الله قبل نحو أسبوع.
وقال محمد أبو عرب الذي التقته "فرانس برس"، خلال مشاركته في جنازة "أحمد": "كنت أنا وأحمد وشباب آخرون في مكان قريب من المخيم، شعرت بأن هناك تحركات مشبوهة، طلبت من أحمد أن يأخذ السيارة وأنا سأتبعه في سيارة ثانية". وأضاف بحزن: "لكن للأسف قتلوه".
وأكد شهود عيان من المخيم أن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم سيارة مدنية عليها لوحة ترخيص فلسطينية. وقال أبو عرب: "أعرف أنني مطلوب لهم منذ الاشتباكات التي وقعت شمال البيرة".
وأطلق ملثمون النار بكثافة خلال تشييع جثمان فهد، الثلاثاء، وسط المخيم، في حين وزع آخرون لافتات ضخمة تحمل صورته.
اعتراف إسرائيلي
من جانبه، أكد مصدر أمني إسرائيلي أنه "خلال محاولة اعتقال لنشطاء في رام الله، سقط شخص على يد قوات خاصة من حرس الحدود" الإسرائيلي.
وبدأت السلطات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين والوسط العربي داخل إسرائيل، بعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار المتزامن بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ووصل بلينكن الثلاثاء إلى إسرائيل، المحطة الأولى ضمن جولة في الشرق الأوسط، لإجراء محادثات حول تعزيز وقف النار، وبدء العمل على إصلاح الأضرار التي سببتها المواجهات الأخيرة بين الطرفين.