خسائر إسرائيل البشرية في الحرب.. تضارب في "مراسم التأبين" بين الحكومة والأهالي

نعوش لجنود إسرائيليين سقطوا في هجوم على كفار عزة كيبوتس، جنوب إسرائيل. 17 أكتوبر 2023 - getty
نعوش لجنود إسرائيليين سقطوا في هجوم على كفار عزة كيبوتس، جنوب إسرائيل. 17 أكتوبر 2023 - getty
تل أبيب -رويترز

تنظم عائلات إسرائيلية في تل أبيب، الاثنين، مراسم تأبين مباشرة لأبنائها الذين سقطوا في هجوم حركة "حماس" الفلسطينية على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر 2023، بينما قررت الحكومة بث مراسم مسجلة إحياءً لهذه الذكرى.

ومن المنتظر أن تركز المراسم التي تنظمها العائلات على "الإخفاقات والبطولات" التي ظهرت في ذلك اليوم، بينما تتناول الحكومة في تسجيلها "ذكرى كل من لقوا حتفهم وشجاعتهم والأمل الذي ينبغي التحلي به".

ويأتي هذا التناقض بين موقف العائلات والحكومة من مراسم التأبين، ضمن حالة من الجدل الواسع يشهدها الشارع الإسرائيلي في ما يتعلق بسبل "تذكر أسوأ أيام إسرائيل منذ قيامها قبل 76 عاماً".

وقال جوناثان شيمريز أحد منظمي المراسم التي ستقيمها العائلات: "يمكننا القول إنها حرب على طريقة سرد (قصة الهجوم)".

وأضاف: "سوف تروي هذه الذكرى قصة ما مررنا به في 7 أكتوبر، لم يكن هناك جيش، ولكن كان هناك جنود، لم تكن هناك دولة، ولكن كان هناك مواطنون، وأعتقد أن مراسم التأبين الحكومية لن تتطرق إلى الأخطاء التي وقعت".

يسكن شيمريز تجمع "كفار عزة" السكني الذي تعرض لهجوم عنيف خلال هجوم حماس، واحتجز عناصر من الحركة شقيقه في غزة قبل أن يلقى حتفه في هجوم شنته إسرائيل بالخطأ خلال محاولته الفرار.

وقال شيمريز: "الشريط المسجل الذي ستعرضه الحكومة ومراسم التأبين الأخرى لن تعكس الطريقة التي نرغب من خلالها تذكر ما حدث".

وأضاف أن أي حكومة لا تتحمل مسؤولية إخفاقاتها، هي حكومة منفصلة عن شعبها.

أما الوزيرة ميري ميريام ريجيف، فهي مسؤولة مراسم التأبين الرسمية، وهي من أشد المؤيدين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة بسبب عدم تحمله المسؤولية عن الإخفاقات المخابراتية والعسكرية التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، والذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أدى إلى سقوط 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، وأشعل فتيل حرب مدمرة في غزة.

ويقول نتنياهو إن كل شيء سوف يخضع للتحقيق بعد انتهاء الحرب.

وفي الوقت نفسه، تظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو بدأ يستعيد شعبيته، ولكن ببطء بعد أن تراجعت بشدة في أعقاب هجوم "حماس".

وأعلنت ريجيف عن خططها قبل شهر قائلة: "أنا على دراية بالجدل الدائر بين الإسرائيليين من مختلف الأطياف".

وأضافت أن مراسم التأبين الرسمية سوف تبث بعد الفعالية التي ستنظمها العائلات من أجل تجنب أي نزاع.

وصوّرت الحكومة مراسم التأبين في مدينة أوفاكيم الصغيرة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

وأودى هجوم "حماس" بحياة أكثر من 40 إسرائيلياً من القاطنين في أوفاكيم.

وقالت ريجيف: "لا يوجد بيت في إسرائيل لن يتأثر بالمراسم".

كانت أوفاكيم في أحدث انتخابات معقلاً لحزب ليكود اليميني المنتمي إليه نتنياهو وكذلك لحلفائه المحافظين، على عكس التجمعات السكنية الأصغر في المنطقة، والتي عادة ما تصوت لتيارات أكثر ليبرالية.

وأثار هذا أسئلة لدى كثيرين في إسرائيل، إذ اعتبروها محاولة لتوجيه رواية الأحداث إلى منحى معين.

وعند السماع بمراسم أوفاكيم، موّلت بعض العائلات المكلومة مراسم منافسة في المتنزه المركزي في تل أبيب، وفي غضون ساعات من الإعلان، حُجزت أكثر من 40 ألف تذكرة.

لكن الحضور من المرجح أن يقتصر على 1000 شخص، إذ إن الجيش لا يزال يقيد حجم التجمعات العامة في مناطق كبيرة من إسرائيل؛ بسبب خوفه من إطلاق صواريخ في الصراع المتصاعد مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.

يشعر شيريل هوجيج، وهو من سكان أوفاكيم، بارتياب شديد تجاه قرار الحكومة تصوير مراسمها في المنطقة، وشقيقته تسكن تجمعاً سكنياً قريباً وتعرضت لإصابات بالغة حينما اشتعلت النيران في منزلها.

ويساعد هوجيج في ترتيب المراسم الحية في تل أبيب.

وقال هوجيج: "مثلما تعلمون، فإن الساسة سيحاولون فعل أي شيء لجعل رواية الأحداث تصب في صالحهم".

وأضاف "لسنا بحاجة إلى فيلم مصطنع من تيك توك".

تصنيفات

قصص قد تهمك