تعهد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج ونظيره الياباني شيجيرو إيشيبا، الجمعة، بإقامة علاقات مستقرة وتجاوز الخلافات بين البلدين، مع الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد العالمية، مشددين على أن "تنمية الصين واليابان فرصة مهمة لبعضهما البعض، وليست تحدياً"، وذلك في أول لقاء بينهما.
وقال لي خلال اللقاء الذي عُقد على هامش اجتماعات قادة دول شرق آسيا "آسيان" في لاوس، إنه يأمل أن تتمكن طوكيو والصين من "الالتقاء في منتصف الطريق والحفاظ على العلاقة على المسار الصحيح"، داعياً نظيره الياباني، الذي اُنتخب في مطلع أكتوبر الجاري، إلى تجاوز الخلافات، حسبما نقلت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية.
وشدد لي، على أن الصين واليابان جارتان يفصل بينهما شريط من المياه، ومن مصلحة الشعبين "السير على طريق التعايش السلمي والصداقة الدائمة والتعاون المتبادل المنفعة والتنمية المشتركة".
وأعرب رئيس الوزراء الصيني، عن أمله في أن يلتزم الجانب الياباني بجدية بالمبادئ والتوافق المنصوص عليه في الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، وأن يلتقي بالصين في منتصف الطريق، وأن يحافظ على العلاقات الثنائية على المسار الصحيح، وأن يحافظ على الأساس السياسي للعلاقات الثنائية، وأن يعزز الحوار والتعاون باستمرار.
مخاوف صينية
وأشار لي تشانج، إلى أن الصين مستعدة للعمل مع اليابان لتعزيز المزايا النسبية لكل منهما، واستكشاف المزيد من أقطاب النمو الجديدة للتعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء، والاستفادة الجيدة من آلية الحوار بشأن ضوابط التصدير، والحفاظ بشكل مشترك على استقرار وتدفق سلس لسلاسل الصناعة والتوريد ونظام التجارة الحرة العالمي.
وأضاف أن الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع اليابان في المجالات المتعددة الأطراف لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار والتنمية الإقليمية بشكل مشترك.
وكرر لي أيضاً مخاوف بكين بشأن القيود المفروضة على الصادرات من قبل اليابان.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني الجديد، إن طوكيو وبكين "ستواصلان المضي قدماً معاً على مسار واسع النطاق لتعزيز العلاقات المتبادلة المنفعة على أساس المصالح الاستراتيجية المشتركة، وبناء علاقات ثنائية بناءة ومستقرة".
وأشار إيشيبا، إلى أن اليابان ليس لديها نية لفصل أو قطع سلاسل الصناعة والتوريد مع الصين، وتأمل في تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات لتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين.
وقال إن تمسك اليابان بموقفها بشأن قضية تايوان، كما ورد في البيان المشترك بين اليابان والصين، يظل دون تغيير، مضيفاً أن اليابان مستعدة لتعزيز الاتصالات مع الصين بشأن القضايا الدولية والإقليمية لمواجهة التحديات.
أنشطة الصين العسكرية قرب اليابان
وفي وقت لاحق، أشار إيشيبا في تصريحات لوسائل الإعلام إلى التوغلات الصينية المتكررة في المياه الإقليمية اليابانية حول جزر سينكاكو في محافظة أوكيناوا، وصرح قائلاً: "تعارض اليابان بشدة استمرار وتكثيف الأنشطة التي تنتهك سيادة اليابان والأنشطة العسكرية الاستفزازية في بحر الصين الشرقي"، وفق ما نقله موقع japannews.
كما أعرب إيشيبا عن قلقه الشديد بشأن "الأنشطة القسرية" في بحر الصين الجنوبي.
وحث إيشيبا الجانب الصيني على توضيح الحقائق ومنع تكرار الحادث الذي وقع الشهر الماضي، حيث تعرض صبي يدرس في مدرسة يابانية في شنتشن بمقاطعة قوانجدونج الصينية، للطعن حتى الموت.
كما دعا رئيس الوزراء الياباني، الصين إلى استئناف استيراد منتجات المأكولات البحرية اليابانية بسرعة كما اتفقت عليه حكومتا البلدين الشهر الماضي. وكانت بكين قد علقت الواردات احتجاجاً على تسرب المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية رقم 1 التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية القابضة إلى المحيط الهادئ.
كما أعرب إيشيبا عن قلقه العميق إزاء اقتحام طائرة عسكرية صينية للمجال الجوي الإقليمي الياباني، وتكثيف الأنشطة العسكرية الصينية في المناطق المحيطة باليابان.