بعد تراجع تأييدها بينهم.. هاريس تغازل اللاتينيين بوعود الاقتصاد وأمن الحدود

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال اجتماع رئاسي في لاس فيجاس، نيفادا، الولايات المتحدة، الخميس. 10 أكتوبر 2024 - Bloomberg
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال اجتماع رئاسي في لاس فيجاس، نيفادا، الولايات المتحدة، الخميس. 10 أكتوبر 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

تعهدت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس بمواصلة سياسة الرئيس جو بايدن الصارمة المتعلقة باللجوء عبر الحدود، لكنها لم تلتزم بتقديم خطة لملايين المهاجرين غير الموثقين، الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة كأطفال، والمعروفين باسم "الحالمين" للحصول على الجنسية، حسبما أفادت صحيفة "بوليتيكو"، الأميركية.

وتحدثت هاريس في فعالية حاشدة، استضافتها قناة "يونيفيزيون" الناطقة بالإسبانية، الخميس، عن أهمية إنشاء "مسار مُنظَم وإنساني للحصول على الجنسية للأشخاص المجتهدين"، لكنها لم تقدم أي سياسات محددة لهؤلاء "الحالمين"، الذين غالباً ما يُنظر إليهم، ويُعاملون بشكل مختلف عن المهاجرين غير المسجلين الآخرين؛ بسبب الظروف التي تم جلبهم بها إلى الولايات المتحدة، إذ قالت: "لا ينبغي أن يعيش الحالمون في خوف، بل يجب أن تكون لديهم القدرة على السير على طريق ما للحصول على الجنسية".

ونقلت "بوليتيكو" أنه على الرغم من تعاطفها، فإن تعليقات هاريس تُبرز تفضيلها لتبني تدابير أمنية صارمة على الحدود، وإجراء إصلاح شامل لقوانين الهجرة على حساب السياسات الأكثر تقدمية التي تبنتها خلال حملتها الرئاسية عام 2019.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال تلك الحملة، تعهدت نائبة الرئيس باستخدام سُلطاتها الرئاسية، بشكل أحادي، لإنشاء مسار لحصول "الحالمين" على الجنسية، وعلى الرغم من أن نشطاء الهجرة أنفسهم يقولون" إنه من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه السياسة ستكون مُجدية الآن في ظل عدم اليقين القانوني المحيط ببرنامج "داكا" DACA (طرحته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لمنع ترحيل المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالاً، ويمنح المستفيدين منه حق العيش في البلاد بطريقة قانونية، لكن تم إلغاؤه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب). 

وأضافت الصحيفة أن "تصريحات هاريس تعكس استمرار التحركات المعتدلة التي اتخذها بايدن، بما في ذلك السياسة التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام لتسريع تأشيرات العمل للحالمين الذين تخرجوا من الجامعات، وتلقوا عروض عمل". 

وكانت محكمة استئناف فيدرالية استمعت، الخميس، إلى مرافعات شفهية في قضية تتعلق ببرنامج "داكا"، مما دفع هاريس إلى إصدار بيان قالت فيه إنها "ستقف دائماً مع الحالمين للمحافظة على تماسك العائلات". 

استعادة الدعم من اللاتينيين

وخلال الفعالية الحاشدة التي استمرت لمدة ساعة، في جامعة نيفادا، في لاس فيجاس، أكدت المرشحة الديمقراطية على سجلها في مقاضاة "المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية"، ونددت بالضغوط التي مارسها منافسها الجمهوري على حلفائه في مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري في وقت سابق من هذا العام لإلغاء تشريع أمن الحدود الذي كان يحظى بالتأييد من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري).

وتأتي هذه الفعالية في وقت تكافح فيه هاريس لاستعادة الدعم من اللاتينيين، وهي كتلة تصويتية لطالما كانت تدعم الديمقراطيين لكنها باتت تتبنى أفكار ترمب بشكل متزايد، بحسب الصحيفة. 

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكات NBC News وTelemundo وCNBC، في أواخر الشهر الماضي، أن هاريس تحظى بدعم 54% من الناخبين اللاتينيين المسجلين، مقارنة بـ 40% لترمب، وانخفض الدعم للمرشحين الرئاسيين الديمقراطيين بين هذه الفئة في كل دورة انتخابية، إذ حصل بايدن على 61% من أصوات اللاتينيين في عام 2020، وحصلت هيلاري كلينتون على 66% من أصواتهم في عام 2016، فيما فاز أوباما بأكثر من 70% في عام 2012. 

وعلى الرغم من التحسن الكبير في الأرقام، التي حصلت عليها هاريس في استطلاعات الرأي بين اللاتينيين عن أرقام بايدن في وقت سابق من هذا العام، فإنها بالكاد تحسنت منذ دخولها السباق هذا الصيف. 

وأوضحت "بوليتيكو" أن "هاريس تواجه مشكلة في أريزونا ونيفادا، وهما ولايتان متأرجحتان يتراجع دعمها بين اللاتينيين فيهما"، إذ أظهر استطلاعان للرأي أجرتهما صحيفة "يو إس إيه توداي" وجامعة "سوفولك"، ونُشِرا هذا الأسبوع، أنها تتقدم على ترمب بين اللاتينيين بنسبة 57-38 في أريزونا و56-40 في نيفادا، لكن هذه النتيجة تبدو أقل من المتوقع في كلتا الولايتين.

ومع ذلك، فإن حملة هاريس تواصل محاولة استقطاب اللاتينيين، إذ أطلقت، الخميس، حملة "Hombres con Harris"، مع التخطيط لحضور فعاليات في العديد من المدن في أريزونا ونيفادا وفيلادلفيا وبنسلفانيا، وستضم هذه الفعاليات أعضاء من الكتلة اللاتينية في الكونجرس، وبعض المشاهير من ذوي الأصول اللاتينية. 

حملة مناشدة

وفي فعالية جامعة نيفادا، تطرقت هاريس إلى مجموعة من المقترحات التي تستهدف شرائح معينة من المجتمع، كما تحدثت عن تحمل الديون الطبية ورفع الأسعار، ووضع حد أقصى لتكلفة الأنسولين، وتوسيع الائتمان الضريبي للأطفال، والعمل مع القطاع الخاص لبناء 3 ملايين منزل، وتقديم مساعدة الدفعة الأولى لمشتري المنازل لأول مرة، وتوسيع الائتمان الضريبي للشركات الصغيرة، قائلة: "عندما تتحمل قليلاً من العبء، فإن الناس يزدهرون وحينها نستفيد جميعاً.. هكذا أنظر إلى الاقتصاد". 

ونقلت الصحيفة عن تيد باباجورج، وهو أمين صندوق اتحاد العاملين في مجال الطهي، والقوي سياسياً في نيفادا، والذي تضم عضويته غالبية من اللاتينيين، قوله إن "أعضاء الاتحاد لا زالوا يشعرون بالألم جراء الضغوط المالية، إذ تضرروا بشدة عندما توقفت السياحة في لاس فيجاس بشكل مفاجئ أثناء جائحة فيروس كورونا".

وأضاف باباجورج: "إذا جرت الانتخابات الآن، فإن ترمب سيفوز في نيفادا، ولذا فإنه يجب على الديمقراطيين التوقف عن الاحتفال والقيام بجهود حقيقية من خلال طرق الأبواب، وإجراء المكالمات الهاتفية؛ لأن النتيجة ستكون قريبة للغاية في نيفادا، أقرب مما كانت عليه في أي وقت مضى". 

تصنيفات

قصص قد تهمك