إدارة بايدن تشكل فريق طوارئ "متعدد الوكالات" لمواجهة اختراقات سيبرانية صينية

مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز بين عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية تدلي بإفادتها أمام مجلس الشيوخ في واشنطن. 8 مارس 2023 - AFP
مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز بين عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية تدلي بإفادتها أمام مجلس الشيوخ في واشنطن. 8 مارس 2023 - AFP
دبي -الشرق

شكلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال هذا الأسبوع، فريقاً "متعدد الوكالات" لمواجهة أزمة متنامية تتعلق بهجمات إلكترونية صينية على شركات اتصالات أميركية، يُعتقد أنها لـ"جمع المعلومات الاستخباراتية"، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وقال شخصان مطلعان على التحقيقات الجارية، إن "الاختراق الخطير لشركات الاتصالات أثر حالياً على حوالي 10 أو 12 شركة"، فيما لم يحدد المصدران ما إذا كانت الشركات كلها شركات أميركية، أو ما إذا كانت بعضها شركات تابعة.

وذكرت المصادر أن شركات Verizon Communications وAT&T وLumen Technologies الأميركية، كانت من بين الشركات التي تعرضت شبكاتها للاختراق خلال الهجوم الذي تم اكتشافه مؤخراً.

ولا تزال حكومة بايدن والشركات نفسها وشركات الأمن التي تساعد في التحقيق في الاختراقات، تجهل كيف اخترق المهاجم شبكات الشركات أولاً. وقال العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر إن المحققين يواصلون البحث عن ما سمّوه "هفوات سمحت باختراق الأنظمة".

وقال أحد الأشخاص: "يبدو أن هذا الهجوم، هو عملية استخبارات واسعة النطاق، والحكومة عازمة على معالجتها".

وقالت الصحيفة الأميركية، إن هذه الاختراقات واسعة النطاق تعد خرقاً أمنياً كارثياً، مشيرة إلى أنه تم تنفيذها من قبل مجموعة قرصنة صينية متطورة تُعرف باسم Salt Typhoon، وقد بدا أن الهدف منها هو جمع المعلومات الاستخباراتية. 

وعقد البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً لنواب وزراء الوكالات الرئيسية لتشكيل ما يسمى "مجموعة التنسيق الموحدة". يتمثل دور المجموعة في ضمان وجود رؤية متسقة بين الوكالات فيما يتعلق بالاستجابة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ومكتب مديرة الاستخبارات الوطنية ووكالة الأمن السيبراني وأمن المعلومات التابعة لوزارة الأمن الداخلي CISA.

اختراقات سابقة

وتم تشكيل مجموعات تنسيق مماثلة لمعالجة الاختراق الصيني لخوادم مايكروسوفت في أوائل عام 2021، وقبل ذلك، اختراق SolarWinds الروسي الذي تمكّن من اختراق 9 وكالات فيدرالية، بما فيها البنتاجون، وفق ما نقلته مسؤولون في ذلك الوقت.

ولا يزال المحققون يعملون لفهم نطاق وطبيعة الاختراق الأخير، وما إذ كان المتسللون قد تمكنوا من الوصول إلى معلومات.

وقال مسؤولون أميركيون، إن "مايكروسوفت نسبت الاختراق بشكل خاص إلى مجموعة أطلقت عليها اسم Salt Typhoon". واكتشفت مايكروسوفت بعض الاختراقات الشهر الماضي.

ويتريث المسؤولون في ربط الاختراق الأخير بمجموعة Salt Typhoon، التي تعتقد الاستخبارات الأميركية أنها ذراع لوزارة أمن الدولة، وهي خدمة التجسس الأجنبية الصينية. لكن مسؤولاً أميركياً قال "إن كل التقديرات تشير إلى أن الاختراق موجه من قبل الحكومة الصينية أو مرتبط بها لأغراض التجسس أو مكافحة التجسس".

في الأسبوع الماضي، قال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "هناك بعض المؤشرات" على أن الأنظمة التي تتعقب طلبات التنصت الفيدرالية لمقدمي خدمات الاتصالات كانت مستهدفة". ومع ذلك، قال الشخص المطلع على الأمر، إن المحققين "ليس لديهم حتى الآن دليل قاطع على تعرضها للاختراق".

وطالب زعماء اللجنة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب الأميركي، الخميس، الرؤساء التنفيذيين لشركات الاتصالات الأميركية الثلاثة، بتقديم إحاطة مغلقة بشأن الاختراقات، بما في ذلك التدابير المحددة التي تتخذها الشركات لحماية طلبات التنصت الفيدرالية.

وقال مسؤول استخباراتي أميركي كبير سابق لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه إذا تمكن قراصنة برعاية الدولة الصينية من الوصول إلى معلومات بشأن الطلبات الفيدرالية للتنصت، فستكون "فرصة ذهبية" لإحباط الجهود الأميركية لجمع المعلومات الاستخبارية عن أنشطة الحكومة الصينية.

وقال المسؤول السابق، إن ذلك من شأنه أن يمكن الخصوم من فهم من تهتم به الحكومة الأميركية وتقويض جهود المراقبة.

تصنيفات

قصص قد تهمك