أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفتا "نيويورك تايمز" و"فيلادلفيا إنكوايرر" وكلية "سيينا" أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب يتقدم بفارق ست نقاط في ولاية أريزونا، بينما تتقدم الديمقراطية كامالا هاريس بفارق أربع نقاط في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة.
وتكشف هذه النتيجة عن التحديات التي تواجهها حملة هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في التفوق بشكل واضح في المرحلة الأخيرة من سباق انتخابات 2024، حيث تواصل المرشحة الديمقراطية الحفاظ على تقدم ضئيل في بنسلفانيا، فيما يستمر منافسها الجمهوري في التقدم في أريزونا.
وقالت "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته السبت، إن الاستطلاعات، التي أُجريت في ولايتين يفصل بينهما أكثر من 2000 ميل، تُظهر التحدي الذي تواجهه كلتا الحملتين، بينما تحاولان تقديم وعودهما النهائية لمجموعة متنوعة من الناخبين الذين لديهم، في بعض الأحيان، أولويات متضاربة.
وأضافت الصحيفة أن هاريس تمكنت من تعزيز الدعم بين الديمقراطيين في أريزونا وبنسلفانيا منذ أن حلت محل الرئيس الأميركي جو بايدن كمرشحة للحزب، لكن قوة ترمب مازالت تكمن في ملف الاقتصاد، فهو الملف المسؤول في المقام الأول عن قوته السياسية في أريزونا وغيرها من الولايات المتأرجحة في انتخابات هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقدم المرشحة الديمقراطية ظل ثابتاً في استطلاعات الرأي في ولاية بنسلفانيا، وذلك على الرغم من أن النتائج في الولاية لا تزال متقاربة، كما يقع تقدمها بنسبة 50% مقابل 47%، ضمن هامش الخطأ، ومع ذلك، فإن هذا الاستطلاع كان الثالث الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز/كلية سيينا، خلال شهرين، الذي يُظهر دعماً لهاريس من نصف سكان الولاية على الأقل.
وما يعزز موقف نائبة الرئيس في الولاية هو تقدمها الكبير بنحو 20 نقطة مئوية فيما يتعلق بالتعامل مع قضية الإجهاض، وهي القضية التي تتفوق فيها عبر الولايات المتأرجحة.
وترى كلتا الحملتين أن بنسلفانيا هي الولاية المتأرجحة الأكثر أهمية في هذه الانتخابات، ولذا يتم ضخ المزيد من المال والوقت والطاقة فيها أكثر من أي مكان آخر، بما في ذلك 350 مليون دولار في الإعلانات التلفزيونية من هاريس وترمب وحلفائهما، إذ تملك الولاية 19 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى تحول ملحوظ في الفارق بين نتائج الحملتين من حيث مستوى تعليم الناخبين، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن هذه الفوارق ضاقت بالنسبة لكلا المرشحين، حيث تمكنت هاريس من تحقيق تقدم في الشهر الماضي بين سكان بنسلفانيا الذين لا يحملون شهادة جامعية، في حين قلَص ترمب من تفوقها بين الناخبين الأكثر تعليماً.
وتظل قوة ترمب في بنسلفانيا في الاقتصاد أيضاً، إذ يتفوق بـ11 نقطة مئوية على هاريس في هذا الملف، ارتفاعاً من الفارق الذي كان يبلغ 4 نقاط فقط في سبتمبر الماضي.
وفي أريزونا، كان ترمب متقدماً، بنسبة 51% مقابل 46% لهاريس، وهو ما لم يتغير تقريباً منذ سبتمبر الماضي، عندما أظهر الاستطلاع حينها تقدم الرئيس السابق بنسبة 50% إلى 45%.
ورأت الصحيفة أن ضمان الفوز لأي من المرشحين في أي من الولايتين يبدو بعيد المنال، إذ أظهرت استطلاعات أخرى تنافساً أكثر حدة في كلتا الولايتين، ووفقاً لمتوسطات استطلاعات الرأي التي أجرتها "نيويورك تايمز"، فإن ترمب متقدم بنقطتين مئويتين فقط في أريزونا، فيما تتقدم هاريس بنقطة واحدة فقط في بنسلفانيا.
إنه الاقتصاد...
ومرة أخرى، كان الاقتصاد هو الذي عزز تفوق ترمب في أريزونا، إذ قال المزيد من سكان الولاية إنهم يفضلونه على هاريس في هذا الملف، بنسبة 56% مقابل 41%، ويتوقع المزيد من السكان هناك أن يكون المرشح الجمهوري أفضل في مساعدة أمثالهم، كما أنه يتفوق بشكل طفيف في سؤال: مَن سيكون أفضل في مساعدة الطبقة العاملة، وذلك على عكس ولاية بنسلفانيا، التي فضَل فيها الناخبون هاريس بهامش ضيق مماثل في الرد على نفس الأسئلة.
ووفقاً للصحيفة، فإن الناخبين في أريزونا كانوا أكثر ميلاً من نظرائهم في بنسلفانيا إلى القول إن ترمب سيكون أفضل في التعامل مع أي قضية يعتبرونها مهمة، إذ يتفوق بـ 9 نقاط مئوية في هذا السؤال في الولاية، وذلك على الرغم من أنه وهاريس متساويان في ذلك في بنسلفانيا.
وتتضمن كل من أريزونا وبنسلفانيا أيضاً سباقات انتخابية شديدة التنافس على مقاعد مجلس الشيوخ، فيما يتفوق المرشح الديمقراطي في كل منهما بشكل واضح، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
ويحتاج الجمهوريون إلى تغيير مقعدين في مجلس الشيوخ لاستعادة الأغلبية إذا احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على البيت الأبيض، ولكنهم سيحتاجون إلى مقعد واحد فقط إذا فاز ترمب في الانتخابات، ومن المتوقع بالفعل أن يفوز الجمهوريون بمقعد في ولاية فرجينيا مع تقاعد السيناتور المستقل جو مانشين.
وفي ولاية بنسلفانيا، يتقدم السيناتور الديمقراطي بوب كيسي بفارق ضئيل على رجل الأعمال الجمهوري ديفيد ماكورميك بنسبة 48% مقابل 44%، وقد تراجع الفارق إلى 4 نقاط من 9 نقاط في الشهر الماضي، فيما قال 8% من الناخبين إنهم لم يحسموا قرارهم بعد.
وفي سباق مجلس الشيوخ في أريزونا، حافظ النائب الديمقراطي روبن جاليجو على تقدمه على المذيعة التلفزيونية السابقة وحليفة ترمب كاري ليك بنسبة 48% إلى 41%، لكن نسبة كبيرة من الناخبين (10%) قالوا إنهم لم يحسموا قرارهم بعد، إلا أن حوالي 80% من ناخبي الرئيس السابق قالوا إنهم يخططون لدعم ليك، التي أيدها الرئيس السابق في هذا السباق، وفي محاولتها الفاشلة للفوز بمنصب الحاكم في عام 2022