قال وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، خلال مشاركته في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة احتمالات التعاون الدفاعي الأعمق بين لندن وبروكسل، الاثنين، إن أمن بروكسل ولندن "غير قابل للتجزئة"، وفق ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأضاف لامي أن حضوره اجتماع لوكسمبورج، الذي ضم 27 وزيراً من الاتحاد الأوروبي، كان بمثابة "لحظة تاريخية تمثل إعادة ضبط الاتحاد الأوروبي (...) إن أمن المملكة المتحدة وأوروبا غير قابل للتجزئة"، وتابع: "نحن مقتنعون في هذه اللحظات العصيبة بأن القارة القوية تتطلب شراكة قوية".
وعقد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، ولامي اجتماعاً ثنائياً قصيراً، الاثنين، قبل مجلس الشؤون الخارجية، حيث من المقرر أن ينضم لامي إلى جميع الوزراء الـ 27 على الغداء.
ويجعل حضور لامي منه أول وزير خارجية بريطاني يشارك في اجتماع منتظم منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، رغم انضمام وزيرة الخارجية السابقة ليز ترس إلى مجلس الشؤون الخارجية الطارئ للاتحاد الأوروبي في مارس 2022، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبعيداً عن المجالات المحتملة للتعاون المشترك، من المتوقع أن تتناول المحادثات مع لامي الصراع في الشرق الأوسط، والجهود الغربية لمواصلة دعم أوكرانيا.
بروكسل ولندن.. روابط متينة
من جانبه، قال بوريل، إن المحادثات "ستضع أسس رابطة أقوى بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
بدوره، قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب عن حضور لامي: "أعتقد أننا جميعاً سنرحب به (لامي) بحرارة شديدة. لن نكرر مناقشات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ما هو مهم للغاية في هذا العالم المليء بالاضطرابات والحرب وعدم اليقين هو أن نقف معاً كاتحاد أوروبي وبريطانيا".
وأضاف فيلدكامب أن هولندا "ترغب في رؤية تعاون أمني ودفاعي مكثف للغاية مع المملكة المتحدة، لدى لندن الكثير لتقدمه في هذا المجال من حيث القدرات العسكرية والدبلوماسية والاستخبارات".
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تعهد بتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولندن في أعقاب فوز حزب العمال بالسلطة في يوليو، وأشار آنذاك إلى أن اتفاقية أمنية مع بروكسل، تغطي مجالات مثل التعاون في الدفاع والطاقة، ستكون في قلب هذه المبادرة الجديدة.
وقلبت الحرب الشاملة التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا نهج أوروبا الأمني رأساً على عقب، في حين أثارت قلقاً عميقاً في بروكسل بشأن حالة القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي، ما دفع العديد من الدول الأعضاء إلى الدعوة إلى علاقات أوثق مع بريطانيا، أحد أهم اللاعبين العسكريين في أوروبا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، اجتمع ستارمر برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل، حيث اتفقا على عقد قمم منتظمة بين قادة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والتزما بالبدء في تعزيز الأمن والاستقرار المشترك.
