المسيّرة جرى تزويدها مسبقاً بمسار الطيران والإحداثيات الدقيقة التي يجب استهدافها

تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل هجوم "حزب الله" على قاعدة جولاني

جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من الموقع العسكري الذي تعرض لهجوم بطائرة مسيرة في بنيامينا، جنوب حيفا.  13 أكتوبر 2024 - Reuters
جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من الموقع العسكري الذي تعرض لهجوم بطائرة مسيرة في بنيامينا، جنوب حيفا. 13 أكتوبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

كشف تحقيق أوّلي للجيش الإسرائيلي، عن تفاصيل الهجوم بطائرة مسيرة  أطلقها "حزب الله" اللبناني على موقع عسكري في شمال إسرائيل، الأحد، والذي قتل 4 جنود، وأصاب العشرات، معلناً اتخاذ إجراءات جديدة لتفادي مثل هذه الهجمات مستقبلاً.

وذكر تحقيق سلاح الجوي الإسرائيلي، أن المسيّرة التي أصابت قاعدة تدريب لـ"لواء جولاني"، جاءت ضمن "مخطط هجومي" لحزب الله، تضمن إطلاق "طائرات مسيرة، صواريخ، وثلاثة صواريخ دقيقة استهدفت منطقة حيفا في نفس الوقت". 

وأضاف التحقيق أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية وسلاح البحرية، تمكنوا من اعتراض طائرتين مسيرتين، بينما فُقِد الاتصال بالطائرة المسيرة الثالثة، التي كانت تحلّق شمال شرق مدينة عكا.

وأشار التحقيق إلى أنه في سلاح الجو الإسرائيلي، كان الاعتقاد أن الطائرة المسيرة تحطمت بعد فقدان الاتصال بها لفترة طويلة، نظراً لارتفاعها المنخفض أو التشويش الذي يطبقه الجيش الإسرائيلي على نظام GPS.

ومع ذلك، كشف التحقيق أن الطائرة رُصدت لفترة قصيرة على الرادارات، ولم يتم التعرف عليها لمدة نصف ساعة، باستثناء فترة قصيرة دامت دقيقة إلى دقيقة ونصف، لكن لم يتم تصنيفها كـ"تهديد جوي" في الوقت المناسب.

"توجيه دقيق لمسيرة حزب الله"

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن قسم المراقبة الجوية تلقى بلاغاً من الشرطة حول طائرة مشبوهة شوهدت في منطقة يوكنعام. ورغم هذا البلاغ، تم تفسير المعلومة على أنها تخص مروحية إسرائيلية كانت تحلق في المنطقة نفسها، مما أدى إلى تأخر في الاستجابة المناسبة. ونظراً لوجود مروحية في الجو في نفس المنطقة، وفي نفس الوقت، اعتقد سلاح الجو أنها المروحية نفسها.

وفيما يتعلق بالطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم، قال التحقيق الإسرائيلي إنها من طراز "صياد 107" وتحمل رأساً حربياً يتراوح وزنه بين 3 إلى 5 كيلوغرام، وتعمل بنظام GPS.

وتشير التقديرات إلى أن الطائرة المسيرة تم توجيهها بشكل دقيق لضرب قاعة الطعام في "قاعدة جولاني" خلال وقت تناول العشاء. 

ووفق الاحتمالات الإسرائيلية، فإنه لم يتم تسيير الطائرة بشكل مباشر من قبل "حزب الله"، بل تم تزويدها مسبقاً بمسار الطيران والإحداثيات الدقيقة التي يجب أن تضربها.

"إشغال منظومات الدفاع الإسرائيلي"

من جانبه، قال "حزب الله" في بيان عقب الهجوم، إنه أطلق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وأضاف: "وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسراب من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة جولاني في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا".

ولفت البيان إلى أن المسيرة انفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من الضباط والجنود الإسرائيليين.

توجيهات جديدة في إسرائيل

ونتيجةً لهذا الهجوم، أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي توجيهات بتوسيع نطاق التحذيرات المتعلقة بالطائرات المسيرة التي يتم فقدان الاتصال بها، مع التأكيد على عدم الافتراض بأنها تحطمت إلّا في حال وجود دليل قاطع على ذلك. 

ومن المتوقع أن تشهد البلاد خلال الأيام المقبلة تفعيل صافرات إنذار في مناطق مختلفة كجزء من إجراءات الحذر، حتى لو تبين لاحقاً أنها إنذارات كاذبة. 

وقال سلاح الجو الإسرائيلي: "نحن ندخل في وضع الدفاع، حتى لو فقدنا الاتصال بطائرة مسيرة لمدة نصف ساعة، ولم نكن نعرف مكانها، سنتجه إلى أقصى درجات الحذر".

وبناء على هذا الهجوم، أمر قائد سلاح الجو الإسرائيلي بإعطاء الأولوية لضرب وحدة الطائرات المسيرة التابعة لـ"حزب الله" (الوحدة 127)، إذ أن الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي أن أفضل استجابة لتحدي الطائرات المسيرة هو "الرد الهجومي"، والقضاء على كل أعضاء هذه الوحدة، من "الصغير إلى الكبير"، وإعطاء الأولوية لذلك من الناحية الاستخباراتية والعملية.

تصنيفات

قصص قد تهمك