الانتخابات الأميركية.. إقبال قياسي في أول أيام التصويت المبكر بولاية جورجيا الحاسمة

ناخبون يدلون بأصواتهم في ولاية مقاطعة مارييتا بولاية جورجيا المتأرجحة. 15  أكتوبر 2024 - Reuters
ناخبون يدلون بأصواتهم في ولاية مقاطعة مارييتا بولاية جورجيا المتأرجحة. 15 أكتوبر 2024 - Reuters
دبي -الشرق

سجلت ولاية جورجيا الأميركية عدداً قياسياً من الناخبين في أول أيام التصويت المبكر، الثلاثاء، حيث توجه السكان إلى صناديق الاقتراع في ولاية حاسمة، لا زالت تواجه تداعيات الإعصار هيلين والتغييرات المثيرة للجدل في قواعد إدارة الانتخابات، والتي أثارت موجة من الدعاوى القضائية.

وقال جيب ستيرلينج، من مكتب سكرتير عام الولاية (أعلى مسؤول تنفيذي عن الانتخابات بالولاية) على منصة "إكس" إن أكثر من 300 ألف ناخب أدلوا بأصواتهم، الثلاثاء. 

وأضاف: "إقبال مذهل. لقد نفدت لدينا الكلمات لوصف هذا". وأشار ستيرلينج إلى أن الرقم القياسي السابق لليوم الأول في الانتخابات، كان 136 ألفاً في عام 2020.

وتُعد هذه الولاية المتأرجحة واحدة من أكثر الولايات التي تعد موضع اهتمام كبير في هذه الانتخابات، حيث يسعى الرئيس السابق دونالد ترمب لاستعادتها بعد خسارته فيها أمام الرئيس جو بايدن بفارق ضئيل قبل أربع سنوات، مما دفع ترمب وحلفاؤه إلى محاولة فاشلة لتغيير نتيجة هزيمته حينها.

وبرزت تلك الجهود هذا العام، مع الموافقة على قواعد جديدة حول كيفية إجراء الانتخابات في الولاية من قبل أعضاء جمهوريين في مجلس الانتخابات بالولاية، مما دفع الديمقراطيين وآخرين مستقلين إلى تقديم طعون قانونية، لا يزال العديد منها غير محسوم حتى مع اقتراب يوم الانتخابات.

ورغم الإقبال الكبير الثلاثاء، بدت العملية أكثر سلاسة هذا العام لبعض الناخبين في منطقة أتلانتا، الذين تحدثوا مع شبكة CNN.

وقالت كورين كندا: "في المرة الأخيرة التي صوتت فيها، كان التصويت في المدينة، وكانت الطوابير خارج الباب. كان هناك فقط، ربما، ثلاثة أشخاص يعملون".

وتابعت: "لذا بدأ الناس حينها بالمغادرة، لأن الوضع كان كذلك. نعم، كانوا يقولون، (هذا طابور طويل جداً. لا أستطيع الجلوس هنا في الانتظار، يجب أن أعود إلى العمل). لكن الآن، خلافاً لذلك، كانت العملية سهلة."

ولا زالت أجزاء من الولاية في مرحلة التعافي من إعصار هيلين، الذي ضرب شرق الولايات المتحدة الشهر الماضي، وأحدث دماراً في عدة ولايات أخرى في الجنوب الشرقي. 

وتقول السلطات الانتخابية في جورجيا إن بطاقات اقتراع التصويت الغيابي، تم إرسالها عبر خدمة البريد الأميركية كما هو مقرر، ولم تتأثر بالعاصفة.

وقال مسؤول شؤون الانتخابات في الولاية، براد رافنسبرجر، وهو جمهوري، الثلاثاء: "حتى الآن، شهدنا طلب أكثر من 250 ألف ناخب غيابي، لبطاقات الاقتراع. ربما في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك، سنشهد ارتفاع هذا العدد إلى 300 ألف – ونعتقد أن حوالي 5 إلى 6% من إجمالي الناخبين سيصوتون غيابياً في هذه الدورة".

ويقول الخبراء إن بعض القوانين الجديدة في الولاية التي تضيق القواعد بالنسبة للتصويت الغيابي، والتي قللت من توفر صناديق الاقتراع قد تجعل هذا الخيار أقل جاذبية مقارنة بالتصويت المبكر شخصياً. وفي حين كانت هناك العديد من صناديق الاقتراع متاحة على مدار الساعة في عام 2020، سيكون هناك عدد أقل منها هذا العام، وستكون في مكاتب الانتخابات أو مواقع التصويت المبكر بساعات عمل تميل إلى محاكاة ساعات العمل العادية.

ومن الممكن أيضاً أن تستمر الولاية في أن تشهد أعداداً مرتفعة من التصويت المبكر، نظراً لأن قانون جورجيا يفرض الآن يومي سبت من التصويت المبكر، ويسمح أيضا بيومي أحد، من التصويت المبكر إذا رغبت إحدى المقاطعات في ذلك.

إجراءات أمان

وقال رافنسبرجر الثلاثاء، إن هناك إجراءات أمان موضوعة لضمان انتخابات آمنة، وأنه بالإضافة إلى تدقيق كل سباق انتخابي، ستقوم السلطات أيضا بتدقيق عشوائي لمعدات التصويت (الإلكتروني) للتفتيش عليها.

وأضاف رافنسبرجر للصحافيين: "نقوم بسحب جهاز من معدات التصويت بشكل عشوائي يوم الانتخابات، وننقله إلى المقر الرئيسي للتحقق من دقته في تسجيل الأصوات وضمان عدم تعرضه للاختراق من أي جهة خبيثة".

رافنسبرجر، الذي كان هدفاً لانتقادات ترمب بعد انتخابات 2020، أعاد تصديق النتائج بعد إعادة فرز الأصوات في الولاية كلها في ديسمبر 2020، والتي أكدت أن بايدن هزم ترمب بفارق 11 ألفاً و779 صوتا فقط من بين حوالي 5 ملايين بطاقة اقتراع تم الإدلاء بها في الولاية.

استمرار النزاعات القانونية

في هذه الأثناء، يقوم القضاة في الولاية بفحص عدد من القواعد الجديدة التي أقرتها الأغلبية الجمهورية المدعومة من ترمب في مجلس انتخابات الولاية، والتي يحذر الديمقراطيون من أنها قد تُدخل جورجيا في فوضى ما بعد الانتخابات.

وخلال جلسة محكمة ماراثونية الثلاثاء، أشار قاضي المحكمة العليا في مقاطعة فولتون، روبرت مكبرني، إلى أن القاعدة التي تتطلب عد بطاقات الاقتراع يدوياً بواسطة عمال مراكز الاقتراع، تم تمريرها في وقت متأخر جداً من العملية بحيث لا يمكن أن تبقى سارية المفعول لهذه الدورة.

وستخضع هذه القاعدة أيضاً لتدقيق قاض آخر في الولاية الأربعاء، كجزء من القضايا المرفوعة ضدها من قبل الديمقراطيين على مستوى الولاية والبلاد وجماعات الحقوق المدنية.

ولا يزال مكبرني أيضاً ينظر في قاعدة منفصلة تم تمريرها من قبل المجلس في أغسطس، تتطلب من مسؤولي الانتخابات المحليين إجراء "تحقيق معقول" في نتائج الانتخابات قبل اعتمادها – وهو أمر يقول الديمقراطيون إنه قد يمنح مسؤولي الانتخابات في المقاطعات سلطة واسعة لتأخير أو رفض اعتماد النتائج "في بحث عن ما يُزعم أنه مخالفات انتخابية".

لكن مكبرني سعى لتوضيح أي غموض حول اعتماد نتائج الانتخابات في قاعدة هذا الأسبوع، حيث قال إن على مسؤولي الانتخابات المحليين "التزاماً ثابتاً وملزماً باعتماد نتائج الانتخابات" في الأيام التي تلي الانتخابات، مما ألحق ضربة بمسؤولة انتخابية من الحزب الجمهوري كانت قد طلبت منه أن يصدر قاعدة بأن مهامها المتعلقة بالاعتماد "تخضع للاجتهاد."

ما الذي يقوله الناخبون؟

في طابور في أحد مراكز الاقتراع بمنطقة أتلانتا، قال ناخبان عرّفا نفسيهما كديمقراطيين إنهما يدليان بصوتهما لصالح هاريس في محاولة لتجنب نوع "الفوضى" التي يقولان إنها تحيط بترمب.

وقالت فاي آينسوورث: "من الضروري أن نصوت اليوم ببساطة؛ لأننا نريد منع أكبر قدر ممكن من الفوضى، لأن دونالد ترمب أثبت أنه أكثر الأشخاص الذين قابلناهم شراسة وجهلاً وعنصرية."

وأضاف جوزيف هنري كينغ جونيور، 77 عاماً: "لدينا شخص مجنون يترشح للرئاسة وامرأة شابة كفؤة جداً تنافسه".

وقال كريم روسهاندلر، 32 عاماً، الذي يعرّف نفسه كناخب مستقل، إنه يدلي بصوته لصالح مرشحة حزب الخضر للرئاسة، جيل ستاين، لإيصال رسالة إلى الديمقراطيين بشأن دعمهم لإسرائيل في حربها على غزة.

وأضاف: "لقد كنا نطالب بفرض حظر على الأسلحة منذ العام الماضي، ولم يتجاوبوا، وكل الاحتجاجات واللافتات لن تفيد إذا لم نوصل هذه الرسالة حيث يجب أن تكون، وهي في صناديق الاقتراع."

وتابع روسهاندلر: "أعني، حزب الخضر يريد إلغاء المجمع الانتخابي. وأعتقد أن ذلك رائع؛ لأن لدينا حالياً نظاماً من الحزبين، والشيء الوحيد الأسوأ من ذلك هو نظام الحزب الواحد، ونحن ليس بعيدين عن ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك