برنامج الأغذية العالمي: المساعدات غير كافية

الأمم المتحدة تحذر من نفاد الغذاء في شمال غزة خلال أسبوع ونصف

أطفال فلسطينيون يقفون في طابور للحصول على الطعام في مطبخ خيري في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 16 أكتوبر 2024 - REUTERS
أطفال فلسطينيون يقفون في طابور للحصول على الطعام في مطبخ خيري في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 16 أكتوبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

حذّر مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أنطوان رينارد، من نفاد إمدادات الغذاء لمئات الآلاف من الأشخاص في شمال قطاع غزة في غضون أسبوع ونصف، إذا لم تسمح إسرائيل على الفور بزيادة كبيرة في عمليات تسليم المساعدات.

وقال رينارد في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الخميس، إن الإمدادات يتوقع أن تنفد قبل ذلك بكثير، مضيفاً أن البرنامج لن يكون قادراً على توفير وجبات ساخنة للناس في شمال غزة خلال أسبوع ونصف، ولن يتمكن من توفير الخبز في غضون أسبوع، إذا لم ترتفع عمليات تسليم المساعدات بشكل كبير.

وفي خضم تصاعد القلق الدولي، كتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى مسؤولين إسرائيليين هذا الأسبوع، محذرين من أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل ربما تكون مهددة، إذا لم تتخذ تدابير ملموسة لتحسين الظروف الإنسانية في قطاع غزة خلال الثلاثين يوماً المقبلة.

أوضاع كارثية

وخلال الأيام الأخيرة، تدهورت الأوضاع الكارثية بالفعل في شمال غزة بسرعة، بعد أن صعدت إسرائيل هجماتها في المنطقة بالتوغل البري في جنوب لبنان، ومنعت الأمم المتحدة من تقديم أي مساعدات إلى الشمال لمدة أسبوعين، وفقاً لرئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وحتى قبل هذه التحرّكات، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ما يقرب من 400 ألف شخص لا يزالون يعيشون في شمال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأضاف رينارد: "(الموارد لدينا) أوشكت أن تنفد. إذا لم نحصل على المزيد من السلع القادمة، ولم نتمكن من استلامها، فلدينا مهلة مدتها أسبوع، أو أسبوع ونصف يمكننا خلالها الاستمرار في تقديم الوجبات الساخنة... بالنسبة لدقيق القمح (للخبز) يمكننا الاستمرار لمدة أسبوع كحد أقصى".

وتابع: "بعد مرور عام على بدء الحرب، ما زلنا نواجه (إدارة العمليات على أساس) يومي. هذا غير قابل للاستمرار على الإطلاق".

في المقابل، تنفي إسرائيل "تقييد" إمدادات المساعدات إلى غزة. وأعلنت، الأربعاء، توجه 50 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة من الأردن، وهي نتيجة مبكرة محتملة للمطالب الأميركية، بحسب الصحيفة.

مع ذلك، قال رينارد، إن الكميات التي وصلت لم تكن كافية، وإن برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن إلا من استلام 12 شاحنة تحمل دقيق القمح، الأربعاء، وهو ما يكفي لإطعام جزء ضئيل فقط من الأشخاص الذين ما زالوا يقيمون في أنقاض شمال غزة.

وتابع: "التحدي الذي نواجهه هو عدم وجود ما يكفي من البضائع القادمة، حتى في حال إعادتها ببطء.. 12 شاحنة من دقيق القمح لن تطعم السكان".

وأردف: "نحن بحاجة إلى إمكانية التنبؤ. تخيل لو أنك اليوم لا تعرف حتى ما إذا كنت ستتمكن من الحصول على الغذاء غداً. هذا الأمر يثير حالة قلق لدى السكان، لا يمكن احتمالها بعد عام من الحرب".

"خطة الجنرالات"

وفي رسالتهما إلى المسؤولين الإسرائيليين، قال بلينكن وأوستن إن إسرائيل يجب أن تتأكد من عدم وجود "سياسة للإخلاء القسري للمدنيين" من شمال غزة.

وأكدا أيضاً أنه يجب عليها أيضاً اتخاذ خطوات أخرى لتحسين الظروف في القطاع، بما في ذلك السماح بدخول ما لا يقل عن 350 شاحنة من المساعدات يومياً، وزيادة عدد المعابر التي يمكن إدخال المساعدات من خلالها.

وأشار رينارد إلى أن الجهات المانحة للمساعدات كان تدعو إلى تغييرات مماثلة لمطالب الولايات المتحدة منذ أشهر، مضيفاً: "بعد مرور عام على الحرب، ما زلنا ندافع (عن الحق) لمجرد القيام بعملنا الأساسي. هذا هو التحدي الذي نواجهه".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، حذّرت 4 مجموعات حقوق إنسان إسرائيلية من وجود "مؤشرات مقلقة" على أن إسرائيل بدأت بهدوء في تنفيذ خطة مثيرة للجدل لكسر حركة "حماس"، وإجبارها على إطلاق سراح 101 إسرائيلياً، لا تزال تحتجزهم في قطاع غزة. 

وتتضمن الخطة، التي أُطلق عليها "خطة الجنرالات" إصدار أوامر للمدنيين بمغادرة شمال القطاع، ثم فرض حصار كامل على أي شخص يبقى، فيما نفى الجيش الإسرائيلي تنفيذه للخطة التي اقترحها الشهر الماضي مجموعة من الجنرالات السابقين.

تصنيفات

قصص قد تهمك