قالت مصادر أميركية مطلعة، إن فريق المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس، كان على اتصال دائم بالبيت الأبيض، إذ نسقا سوياً لرسم مسارها الخاص وتقليل ارتباطها بالرئيس جو بايدن، مع الحفاظ على ولائها في ذات الوقت، وفق ما أوردته شبكة NBC News.
وبحسب المصادر، فإن تعليقات بايدن الثلاثاء، التي قال فيها إن هاريس "ستشق طريقها الخاص" مهدت لإعلان نائبة الرئيس خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الأربعاء، أنه إذا تم انتخابها، فلن تكون رئاستها "استمراراً لسياسات بايدن".
بدورها، كانت حملة هاريس على دراية بضرورة توضيح إجابات المرشحة الديمقراطية الأسبوع الماضي، عندما سُئلت عما ستفعله بشكل مختلف عن بايدن إذا تم انتخابها، وما نوع التغييرات التي ستجريها في إدارتها.
وخلال المقابلة، تطرقت هاريس إلى اختلاف أسلوب قيادتها عن عقود من خبرة بايدن في واشنطن.
وقالت: "مثل كل رئيس جديد يأتي إلى المنصب، سأحضر معي تجاربي الحياتية، وتجربتي المهنية، وأفكاراً جديدة".
وأضافت: "أنا، على سبيل المثال، شخص لم يقضِ معظم مسيرته المهنية في واشنطن"، كما أبدت هاريس في المقابلة مع بريت باير مذيع Fox News الأكثر اعتدالاً، ثقة كبيرة في إجاباتها، رغم تجنبها الإجابة عن بعض الأسئلة، إذ تجنبت أسئلة محرجة بشأن الهجرة، وصحة بايدن العقلية.
محادثات مع البيت البيض
ولم يُفاجأ أي شخص في البيت الأبيض بتلك التعليقات، إذ جرت المحادثات مع فريق البيت الأبيض بشكل خاص قبل المقابلة مع "فوكس نيوز".
وكان بايدن حازماً في أن هاريس يجب أن تفعل "كل ما يلزم للفوز"، وأنه يفهم أنها تمثل جيلاً جديداً من القيادة.
وأبلغ فريق هاريس، البيت الأبيض بأنها من المحتمل أن تتجاوز تعليقاتها الأولية في برنامجي "ذا فيو" و"ليت نايت مع ستيفن كولبرت" خلال مقابلتها مع "فوكس نيوز"، ما أعطى بايدن الفرصة لتقديم تعليقاته الخاصة في اليوم السابق، وفقاً لـ NBC News.
والثلاثاء، أشار بايدن إلى تجربته كنائب للرئيس باراك أوباما، لتوضيح سبب قدرة هاريس على اتخاذ خطوات أكثر استقلالية في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية.
وقال بايدن: "كل رئيس يجب أن يحدد مساره الخاص. هذا ما فعلته. كنت مخلصاً لباراك أوباما، لكنني حددت مساري الخاص كرئيس. لقد كانت هاريس مخلصة حتى الآن، لكنها ستحدد مسارها الخاص".
وتعكس تصريحات بايدن التوازن الدقيق الذي يحاول الحفاظ عليه، إذ يحاول الدفاع عن نائبته مع محاولة منحها المساحة الكافية لتخوض حملتها بشكل مستقل عن سجل إدارته.