فتح الله غولن.. حليف أردوغان السابق يرحل مطارداً بتهمة الانقلاب

الداعية التركي فتح الله غولن في مقر إقامته بولاية بنسلفانيا الأميركية- 26 سبتمبر 2013 - REUTERS
الداعية التركي فتح الله غولن في مقر إقامته بولاية بنسلفانيا الأميركية- 26 سبتمبر 2013 - REUTERS
اسطنبول -وكالات

منذ سنوات، أبقت تركيا دفاتر اتهام فتح الله غولن بالمسؤولية عن محاولة انقلاب 2016 الفاشلة، مفتوحة، غير أن الموت الذي غيّب الرجل، قد يطوي تلك الصفحة من السجل السياسي التركي، وما صاحبها من سجال استمر طويلاً.

توفي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، عن عمر 83 عاماً، بحسب ما نقلت قناة "تي آر تي" التركية العامة، الاثنين، عن حسابات على منصات تواصل، ومواقع قريبة من حركته، وفي تصريح لاحق، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خبر الوفاة.

وأفادت القناة بأن غولن، الذي يتهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في العام 2016، توفي "الليلة الماضية في المستشفى".

وأعلن موقع "هركول" (Herkul) التابع لغولن، والمحظور في تركيا، وفاة فتح الله غولن "في 20 أكتوبر".

وكتب أنّ "فتح الله غولن الذي قضى كلّ لحظة من حياته في خدمة دين الإسلام المبارك والإنسانية"، توفي، الأحد، على أن يتمّ إعلان التفاصيل بشأن إجراءات دفنه في وقت لاحق.

وتناقلت وسائل الإعلام التركية نبأ وفاة غولن على نطاق واسع، الاثنين.

فتح الله غولن.. منفى اختياري

وفتح الله غولن، ملهم حركة غولن، والتي تُسمى أيضاً "حزمت" (تعني خدمة)، كان مقيماً في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة منذ العام 1999.

وخلال وجوده في المنفى، أفلت من قبضة حليفه السابق أردوغان الذي اتهمه بـ"الإرهاب" منذ حوالي 15 عاماً.

وجرّدته أنقرة من جنسيته التركية في العام 2017، بعد اتهام حركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على الرئيس في 15 يوليو 2016.

وفيما جعل أردوغان غولن "عدوّه اللدود"، نفذت السلطات التركية حملات اعتقال واسعة طالت المئات من أنصاره.

ونفى غولن، الذي عاش في منفى اختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999، تورطه في محاولة الانقلاب.

حركة فتح الله غولن

يقول أتباع غولن إن الحركة التي أسسها تهدف لنشر تعاليم الإسلام المعتدلة، والتي تشجع على التعلم على النمط الغربي، والتواصل بين الأديان، وتعزيز حرية التجارة، لكن الحكومة التركية تقول إنها متورطة في قضايا متعلقة بالإرهاب.

ومنذ محاولة الانقلاب، تم تفكيك حركة غولن بشكل ممنهج في تركيا، وتراجع نفوذها على المستوى الدولي.

وُلد غولن في قرية بإقليم أرضروم في شرق تركيا عام 1941، وكان والده إمام مسجد، ودرس القرآن الكريم منذ طفولته.

وفي عام 1959، عُيِّن غولن إماماً لمسجد في مدينة أدرنة بشمال غرب البلاد، وبدأ يكتسب شهرة كداعية في الستينيات في إقليم إزمير بغرب تركيا، حيث أنشأ مساكن للطلاب، وكان يذهب إلى المقاهي لوعظ الناس.

وشكَّلت هذه المساكن نقطة انطلاق لشبكة غير رسمية توسعت على مدى عقود بعد ذلك، من خلال مؤسسات تعليمية وتجارية وإعلامية وحكومية، مما منح أتباع غولن نفوذاً واسع النطاق.

وامتد هذا النفوذ أيضاً إلى أبعد من حدود تركيا، إلى الدول الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى، والبلقان، وإفريقيا والغرب من خلال شبكة من المدارس.

حليف سابق لأردوغان

كان غولن حليفاً وثيقاً لأردوغان، وحزب العدالة والتنمية، لكن توترات متزايدة اندلعت بينهما في ديسمبر 2013 عندما تم الكشف عن تحقيقات تتعلق بالفساد، استهدفت وزراء ومسؤولين مقربين من أردوغان.

وكان يُعتقد على نطاق واسع أن ممثلين للادعاء العام ورجال شرطة من حركة غولن (خدمة) يقفون وراء التحقيقات، وصدرت مذكرة اعتقال بحق غولن في عام 2014، وتم تصنيف الحركة جماعة إرهابية بعد ذلك بعامين.

وبعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب في عام 2016، وصف أردوغان أتباع غولن بالخونة، وأنهم "مثل السرطان"، وتعهد بالقضاء عليهم أينما كانوا.

وتم إغلاق مئات المدارس والشركات والمنافذ الإعلامية والجمعيات المرتبطة به ومصادرة الأصول.

وأدان غولن محاولة الانقلاب "بأشد العبارات"،  وقال في بيان: "نظراً لأنني أحد من عانوا من الانقلابات العسكرية المتعددة خلال العقود الخمسة الماضية، فمن المهين بشدة أن يجري اتهامي بأي صلة بمثل هذه المحاولة".

وسعت أنقرة لفترة طويلة إلى تسلم غولن من الولايات المتحدة، حيث سافر لتلقي العلاج الطبي، لكنه بقي هناك بينما كان يواجه تحقيقاً جنائياً في تركيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك