نيويورك تايمز: حماس تواجه إسرائيل بتكتيكات تجعلها غير قابلة للهزيمة في غزة

قوات إسرائيلية خلال اشتباكات مع مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة. 2 مارس 2024 - AFP
قوات إسرائيلية خلال اشتباكات مع مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة. 2 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

خلصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير، إلى أن "حماس" تتبنى تكتيكات وأساليب حرب العصابات في معارك الكر والفر والضربات الصغيرة، بما يجعلها غير قابلة للهزيمة في غزة، وتشكل تهديداً لإسرائيل، رغم نجاحها في تدمير الجناح العسكري للحركة الفلسطينية وجزء كبير من القطاع. 

وأشار التقرير إلى عمليات اغتيال معظم كبار قادة "حماس" ومقاتليها والاستيلاء على معظم مخابئ ومخازن الحركة وتدميرها، موضحاً أن سقوط قائد اللواء 401 المدرع التابع للجيش الإسرائيلي، العقيد إحسان دقسة، في شمال غزة، الأحد، أكد أن الجناح العسكري لـ"حماس" لا يزال يمثل "قوة حرب عصابات" فعّالة تمتلك ما يكفي من المقاتلين والذخائر لإبقاء الجيش الإسرائيلي في حرب بطيئة لا يُمكن الانتصار فيها، رغم عدم قدرته على العمل كجيش تقليدي. 

وقُتل دقسة، وهو من الأقلية الدرزية العربية في إسرائيل، عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت بالقرب من قافلة دباباته، إذ رأت "نيويورك تايمز" أن الهجوم "المفاجئ" أوضح قدرة "حماس" على الصمود لمدة تقارب العام، منذ أن بدأت إسرائيل حربها المستمرة في غزة أواخر أكتوبر الماضي. 

ورجحت الصحيفة أن تتمكن الحركة من الاستمرار، حتى بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار الأسبوع الماضي.

بدورهم، قال محللون عسكريون وجنود إسرائيليون للصحيفة إن عناصر "حماس" المتبقين يختبئون بعيداً عن الأنظار داخل المباني المدمرة وفي شبكة الأنفاق الضخمة التي تمتلكها الحركة، والتي لا يزال جزء كبير منها سليماً، رغم الجهود الإسرائيلية لتدميرها. 

ويخرج عناصر الحركة لفترات قصيرة في شكل وحدات صغيرة لتفخيخ المباني، وزرع القنابل على جوانب الطرق، وتثبيت الألغام على المركبات المدرعة الإسرائيلية أو إطلاق قذائف صاروخية على القوات الإسرائيلية، قبل أن يحاولوا العودة إلى الأنفاق، وفق "نيويورك تايمز".  

كر وفر 

وقالت الصحيفة إن "حماس" لا تستطيع هزيمة إسرائيل في مواجهة مباشرة، لكن أسلوبها القائم على الضربات الصغيرة والكر والفر مكّنها من الاستمرار في إلحاق الأذى بإسرائيل وتجنب الهزيمة، حتى وإن كانت قد خسرت أكثر من 17 ألفاً من مقاتليها منذ بداية الحرب، وفقاً لإحصاءات إسرائيل غير المؤكدة. 

ونقلت عن صلاح الدين العواودة، وهو عضو في "حماس" ومقاتل سابق بجناحها العسكري يعمل الآن محللاً في إسطنبول، قوله: "قوات حرب العصابات تعمل بشكل جيد، وسيكون من الصعب للغاية إخضاعها، ليس فقط على المدى القصير، لكن على المدى الطويل أيضاً". 

وأضاف العواودة: "رغم أن إسرائيل دمرت مخازن الصواريخ بعيدة المدى التابعة للحركة، لا يزال هناك أعداد لا حصر لها من العبوات المتفجرة والأسلحة الخفيفة المتاحة".

وتقول "حماس" إن بعض هذه العبوات الناسفة تم تخزينها قبل بدء الحرب، بينما أُعيد استخدام أخرى من الذخائر الإسرائيلية التي لم تنفجر عند الاصطدام.

ونشرت "حماس" هذا الأسبوع مقطع فيديو يظهر فيه مقاتلوها وهم يحولون صاروخاً إسرائيلياً غير منفجر إلى قنبلة بدائية الصنع، وفقاً للصحيفة. 

وقالت "نيويورك تايمز" إن قدرة قادة "حماس" في جنوب غزة على قيادة مقاتلي الحركة في الشمال تراجعت منذ سيطرة إسرائيل على الطريق الرئيسي الذي يفصل شمال وجنوب القطاع في نوفمبر الماضي. 

وبعد أكثر من عام من القتال على طريقة حرب العصابات، يُرجح أن يكون مقاتلو "حماس" المتبقين قد اعتادوا الآن على اتخاذ القرارات فيما بينهم، بدلاً من تلقي الأوامر من هيكل قيادي مركزي، بحسب الصحيفة. 

وقالت "حماس"، خلال الصيف الماضي، إنها جندت مقاتلين جدد، لكن لم يتضح عدد الذين انضموا للحركة أو مدى جودة تدريبهم، كما استفادت الحركة من رفض إسرائيل إما الاحتفاظ بالأرض أو نقل السلطة في غزة إلى قيادة فلسطينية بديلة. 

وأوضحت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية أجبرت "حماس" مراراً على مغادرة الأحياء، لكنها تنسحب من هذه الأحياء بعد أسابيع، فيما يسمح هذا الوضع للحركة بالعودة وإعادة فرض سيطرتها على هذه الأحياء، ما يدفع الجيش الإسرائيلي في كثير من الأحيان إلى العودة مرة أخرى بعد أشهر أو حتى أسابيع.

خطة الجنرالات

ولفتت الصحيفة إلى ما يسمى بـ"خطة الجنرالات" التي وضعها رئيس المجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا أيلاند، والتي تهدف إلى عزل شمال إسرائيل وتفريغه من سكانه.

وبموجب خطة إيلاند، سيمنح الجيش الإسرائيلي 400 ألف فلسطيني متبقين هناك أسبوعاً واحداً للانتقال جنوباً قبل إعلان الشمال منطقة عسكرية مغلقة. وبعد ذلك، ستمنع إسرائيل جميع الإمدادات إلى الشمال في محاولة لإجبار عناصر حماس على الاستسلام وإعادة المحتجزين الذين تحتجزهم منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.

وقال مايكل سفارد، وهو محام إسرائيلي متخصص في حقوق الإنسان، إن خطة إيلاند سوف تتضمن "خلق أزمات إنسانية متعمدة كسلاح حرب". وأضاف أن محاصرة العدو في منطقة صغيرة قد تكون مقبولة، لكن ليس محاصرة منطقة واسعة كهذه.

وقال السيد سفارد إن مقترحات الجنرال "من المرجح أن ترقى إلى مستوى جريمة حرب".

وقال كل من نداف شوشاني، المتحدث العسكري الإسرائيلي، وعومر دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذا الشهر، إن الحكومة لا تنفذ الخطة. ومع ذلك، قال دوستري إن نتنياهو درس الخطة.

ومع ذلك كتب جيورا أيلاند مقالاً بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، دعا فيه إلى وقف حرب غزة وإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، محذراً من أن إطالة الحرب يتؤدي إلى موتهم ومقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين وتكبيد الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 500 مليون شيكل (133 مليون دولار) يومياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك