واشنطن تحذر إسرائيل من "شبح" قد يطاردها في غزة مستقبلاً

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يعقدان مؤتمراً صحفياً مشتركاً في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بإسرائيل في 18 ديسمبر 2023 - Reuters
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يعقدان مؤتمراً صحفياً مشتركاً في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بإسرائيل في 18 ديسمبر 2023 - Reuters
روما-رويترز

حذّر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأربعاء، من أن تقاعس إسرائيل عن حماية المدنيين في قطاع غزة، قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تشمل ردود فعل تمتد لأجيال، وتنامي عدد المقاتلين المناهضين لها في المستقبل.

وأشار أوستن في تصريح للصحافيين خلال زيارته لروما، إلى أنه في كل اتصال هاتفي يجريه مع نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، يشدد على أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين. 

وأكد أوستن على ضرورة أن تكون العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة "حماس" دقيقة لتجنّب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وكذلك الحاجة الماسة لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في غزة. 

وقال أوستن: "إهمال هذه الجوانب قد يؤدي إلى ظهور جيل جديد من الفلسطينيين الذين يرفضون التعاون مع إسرائيل، ما يزيد من أعداد المقاتلين في المستقبل"، مضيفاً: "هذه مسألة استراتيجية بالغة الأهمية".

وكشف أوستن عن رسالة سرية وجهها بالتعاون مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المسؤولين الإسرائيليين الأسبوع الماضي، تضمنت مطالب واضحة باتخاذ تدابير فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذرين من إمكانية فرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية في حال استمرار الوضع. 

ورفض أوستن التعليق على فحوى الرسالة بشكل علني، لكنه شدد على أن النجاح العسكري يجب أن يترافق مع حماية المدنيين، قائلاً: "تحقيق الأهداف العسكرية وحماية المدنيين ليسا متناقضين، بل يمكن تحقيقهما معاً".

ورداً على الانتقادات المتعلقة بعرقلة وصول المساعدات إلى غزة، قالت إسرائيل إنها لم تفرض أي قيود على ذلك، محملة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية الفشل في توزيع المساعدات، ووجهت اتهامات لحركة "حماس"، زاعمة "نهب القوافل"، وهو ما نفته الحركة.

وتتدّعي إسرائيل أنها تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، متهمة "حماس" بوضع مقاتليها في المناطق السكنية واستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وأقر أوستن بأن "حماس" تلجأ لاستخدام هذه التكتيكات، لكنه أضاف: "هذه معركة معقدة للغاية، ويتعين على الإسرائيليين أن يبذلوا قصارى جهدهم لحماية المدنيين في ساحة المعركة".

استغلال الفرص 

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى تفاهمات واضحة بخصوص الحكم والأمن في قطاع غزة، حاضاً إسرائيل على استغلال فرصة نجاحاتها في تفكيك قدرات حركة "حماس" واغتيال زعيمها يحيى السنوار للتوصل إلى حل طويل الأمد للصراع، مشيراً إلى صياغة خطط لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب.

وأضاف بلينكن، خلال تصريحات صحافية، أثناء استعداده لمغادرة إسرائيل إلى العاصمة السعودية الرياض في المرحلة التالية من زيارته للشرق الأوسط: "الآن هو الوقت المناسب لتحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي دائم. وهناك أمران متبقيان حقاً للقيام بهما، إعادة المحتجزين إلى ديارهم وإنهاء الحرب مع فهم ما سيحدث بعد ذلك".

وكان وزير الخارجية الأميركي دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعهما، الثلاثاء، إلى "الاستفادة" من اغتيال السنوار، لـ"تأمين إطلاق سراح المحتجزين، وإنهاء الحرب في غزة".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية عقب اجتماع الجانبين في القدس، إن بلينكن أكد أيضاً "ضرورة أن تعزز إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة"، فيما شدّد على "ضرورة إنهاء الصراع في غزة، بطريقة توفر الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وأضافت الخارجية الأميركية إن بلينكن "ناقش أهمية رسم مسار جديد للمضي قدماً في فترة ما بعد الحرب، يسمح للفلسطينيين بإعادة بناء حياتهم، ويوفر الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك