تكلفة الرئاسة الأميركية.. حملات باهظة تنفق مليارات الدولارات على الدعاية

جانب من فعالية المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس مع بيونسيه في هيوستن، تكساس. 25 أكتوبر 2024 - Screengrab
جانب من فعالية المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس مع بيونسيه في هيوستن، تكساس. 25 أكتوبر 2024 - Screengrab
دبي-الشرق

على مدار السنوات الـ20 الماضية، ارتفعت تكلفة حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية، بنحو 114%، إذ قفزت نفقات الحملات من 2.57 مليار دولار في عام 2000 إلى 5.51 مليار دولار متوقعة في انتخابات هذا العام، وفقاً لبيانات منظمة OpenSecrets.

وسجلت انتخابات 2020 رقماً قياسياً باعتبارها الأكثر تكلفة حتى الآن، إذ وصل إنفاق الحملات إلى مستوى غير مسبوق بلغ 6.37 مليار دولار. ومع ذلك، توقعت OpenSecrets في وقت سابق أن تتجاوز تكلفة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 نظيرتها في عام 2020.

وارتفع إنفاق الحملات من 3.17 مليار دولار في انتخابات 2004 إلى 4.02 مليار دولار في انتخابات 2008، وواصل البقاء في نطاق يتراوح من 3.1 إلى 3.5 مليار دولار حتى عام 2016.

ويبرز هذا الارتفاع الحاد في التكاليف كيف أصبحت التمويلات المالية عاملاً حاسماً في تأمين الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة، حسبما ذكرت قناة CNBC

منافسات مُكلفة 

ومنذ بداية القرن الحالي، شهدت انتخابات الرئاسة الأميركية منافسات شرسة بين مرشحي الحزبين الرئيسيين. ففي عام 2000، جرت مواجهة شديدة بين جورج بوش وآل جور.

وبعد ذلك تنافس بوش مع جون كيري في انتخابات عام 2004، والتي تلتها حملتان ناجحتان لباراك أوباما ضد جون ماكين في عام 2008 وميت رومني في عام 2012. 
 
وظهر الرئيس السابق دونالد ترمب في انتخابات 2016 ليواجه هيلاري كلينتون. وفي عام 2020، خسر ترمب محاولته لإعادة انتخابه أمام جو بايدن، قبل أن يواجه كامالا هاريس في انتخابات 2024، عالية التكلفة.
 
ويعود الارتفاع في تكلفة الحملات الانتخابية جزئياً إلى التحول نحو المنصات الرقمية، التي تتيح للمرشحين الوصول إلى جمهور أوسع، ولكنها تأتي بتكلفة مرتفعة.

كما أن صعود لجان العمل السياسي منذ عام 2010 غير أيضاً تمويل الحملات الانتخابية.

وبعد قرار المحكمة العليا في قضية Citizens United، أصبح بإمكان الشركات والنقابات والأفراد التبرع بمبالغ غير محدودة للجان العمل السياسي، متجاوزين بذلك الحدود المفروضة على التبرعات المباشرة.

ويمكن لهذه الجماعات دعم أو معارضة المرشحين بشكل مستقل، ما يعزز من تأثيرها في الانتخابات. 

وتلعب لجان العمل السياسي الآن دوراً رئيسياً في الإنفاق الانتخابي، حيث تنفق مليارات الدولارات على حملات الإعلانات والتوعية. ورغم أنها لا يمكنها التنسيق المباشر مع المرشحين، إلا أن التخفيف في بعض اللوائح يسمح لها بدعم جهود الحملات بشكل غير مباشر، ما يؤثر بشكل كبير في حشد الناخبين.

تبرعات سباق ترمب-هاريس

في انتخابات 2024، جمعت هاريس أكثر من 906 ملايين دولار حتى 30 سبتمبر الماضي، بفضل الدعم الكبير من المتبرعين الصغار والتبرعات الكبيرة التي حصلت عليها منذ خروج بايدن من السباق.

وأضافت الجماعات الخارجية 359 مليون دولار أخرى، ليصل إجمالي تمويل حملتها إلى أكثر من 1.27 مليار دولار، جاء نحو 56% منها من تبرعات كبيرة، حسبما ذكرت CNBC. 

وفي المقابل، جمع ترمب مبلغاً أقل بكثير بلغ إجمالي 367.1 مليون دولار، بالإضافة إلى تبرعات من جماعات خارجية بلغت 572.8 مليون دولار، ليصل الإجمالي إلى أقل من 940 مليون دولار.

ويعتمد ترمب بشكل كبير على التبرعات الكبيرة من الأثرياء، والتي تمثل أكثر من 68% من إجمالي أمواله. 

حدود التبرعات الانتخابية 

وتفرض لجنة الانتخابات الفيدرالية (FEC) قواعد صارمة على من يمكنه التبرع للحملات الانتخابية الفيدرالية. ويقتصر التبرع على المواطنين الأميركيين أو حاملي البطاقة الخضراء، ما يعني أن الأجانب غير مسموح لهم بالتبرع. 
 
كما تمنع اللجنة المقاولين الفيدراليين، والشركات، والبنوك الوطنية، والنقابات العمالية، والمنظمات غير الربحية من تمويل الحملات الانتخابية بشكل مباشر. 

وتهدف هذه القواعد إلى الحد من تأثير المصالح الأجنبية والشركات في الانتخابات الأميركية، رغم أن لجان العمل السياسي توفر مجالاً واسعاً للتأثير الخاص.

تصنيفات

قصص قد تهمك