أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، أن وفداً عسكرياً يونانياً سيزور تركيا الأسبوع المقبل، مؤكداً استعداد بلاده للتحاور مع اليونان من دون شروط مسبقة، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، فيما تعهد نظيره اليوناني نيكوس دندياس بالعمل للتغلب على "الخلافات الخطرة"، التي ما زالت قائمة مع أنقرة.
وكشف وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني في العاصمة أثينا، عن توصل بلاده إلى "توافق في الآراء مع الجانب اليوناني، حول العديد من القضايا"،مؤكداً استعداد أنقرة لـ"التحاور مع أثينا من دون شروط مسبقة، لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات".
وأضاف جاويش أوغلو: "بدأنا العمل مع الجانب اليوناني على مشاريع ملموسة، وتوصلنا إلى توافق في الآراء حول العديد من القضايا"، موضحاً أن "التوافق سيسهم بشكل إيجابي في القطاع السياحي للبلدين".
وأشار جاويش أوغلو إلى التوصل لتفاهم بشأن 25 بنداً لتحسين العلاقات التجارية، مضيفاً أن "الدولتين ستتبادلان الاعتراف بعمليات التطعيم بلقاحات كوفيد-19، في خطوة لدعم السياحة".
قمة أردوغان وميتسوتاكيس
وزير الخارجية اليوناني أفاد بأن "المحادثات مع جاويش أوغلو فرصة للتخطيط لعقد اجتماع بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة حلف الأطلسي المقبلة"، والمقرر عقدها في 14 يونيو ببروكسل.
وتعهّد دندياس بالعمل للتغلب على "الخلافات الخطرة" التي ما زالت قائمة مع تركيا، لافتاً إلى أن "الغرض من اجتماع، الاثنين، محاولة إجراء عملية تفاوض أولية، وإذا أمكن، تطبيع تدريجي للوضع بمرور الوقت".
"خلاف جديد"
ويأتي اللقاء بعد ساعات من رد اليونان بـ"غضب" على بيان وزير الخارجية التركي، الذي وصف فيه أفراد الأقلية المسلمة في شمال اليونان، بأنهم "أتراك لم يحصلوا على الحقوق المدنية الكاملة".
وردّ المتحدث باسم الخارجية اليونانية ألكسندروس بابايوانو في بيان: "تركيا مستمرة في جهودها لتشويه الواقع، وكذلك فإن مزاعمها عن عدم حماية حقوق هؤلاء المواطنين، أو التمييز ضدهم، لا أساس لها من الصحة ومرفوضة تماماً"، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
وتختلف تركيا واليونان، وهما عضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بشأن امتداد الجرف القاري لكل منهما في البحر المتوسط ووضع قبرص ومسائل بحرية أخرى.
وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة بعدما نشرت تركيا، في أغسطس الماضي، سفينة "عروج ريس" للمسح الجيولوجي والتنقيب في مناطق متنازع عليها، لا سيما قرب جزيرة كاستلوريزو اليونانية، الواقعة قرب الساحل التركي، وتعتبر غنية بالمحروقات.
وكانت الدولتان استأنفتا المحادثات في يناير الماضي، بعد توقف دام 5 سنوات، وبينهما خلافات بشأن حقوق الطاقة ومطالبات بالسيادة على مياه في البحر المتوسط والمجال الجوي ووضع جزر بحر إيجه، ولم يحرزا تقدماً يُذكر بين 2002 و2016.
كما عقد دبلوماسيون يونانيون وأتراك جولات من المحادثات بالعاصمة أثينا، في مارس الماضي، بدأت بعد أن أرسلت أنقرة مذكرة دبلوماسية إلى اليونان، والاتحاد الأوروبي، وإسرائيل، تحضهم فيها على الحصول على موافقتها قبل الشروع في أي عمل في الجرف القاري التركي.