يبحث كبار المسؤولين في فريق انتقال السلطة الخاص بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الجمعة، مستقبل بيت هيجسيث المرشح لتولّي وزارة الدفاع، وذلك بعد خضوعه لتدقيق من قِبَل الشرطة بشأن مزاعم تتعلق باتهامه بالاعتداء الجنسي على امرأة في عام 2017، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وأثارت هذه المزاعم أزمة داخلية بشأن مستقبل هيجسيث، بعد تلقّي الفريق الانتقالي لترمب شكوى تتضمن تفاصيل موسعة عن ادعاء امرأة بأنه اعتدى عليها في فندق بمدينة مونتيري بولاية كاليفورنيا بعد مؤتمر للحزب الجمهوري، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر مطلع على الشكوى طلب عدم كشف هويته.
وذكرت المرأة التي قدمت الشكوى أن الضحية المزعومة كانت صديقتها، وأنها وقّعت لاحقاً على اتفاق "عدم إفصاح" مع هيجسيث، فيما أكدت شرطة مونتيري أنها أجرت تحقيقاً مع مرشح وزارة الدفاع بشأن اتهام بـ"اعتداء جنسي" في عام 2017، لكن القضية لم تؤد إلى توجيه أي تهم جنائية.
وأفاد مصدر مطلع على الشكوى بأن الفريق الانتقالي صُدم بالتفاصيل الواردة في الادعاءات، معرباً عن مخاوفه من ظهور مزيد من المعلومات السلبية حول هيجسيث، مضيفاً: "هناك الكثير من الإحباط بشأن هذا الأمر. لم يتم التحقق من خلفيته بشكل كاف".
"اتهام غير صحيح"
من جانبه، قال تيم بارلاتوري، محامي هيجسيث، إن مزاعم الاعتداء الجنسي جرى التحقيق فيها بالكامل، موضحاً أنها "غير صحيحة".
وعند سؤاله عما إذا كان هيجسيث قد سعى إلى إبرام اتفاق مع المرأة، أجاب بارلاتوري: "لا توجد أسرار أخرى يمكن أن تظهر، كما لا يوجد أي سبب يدعو إلى الانسحاب من الترشح، حسب علمي".
وأشار مصدر مطلع آخر إلى أنه لم يتم إبلاغ الرئيس المنتخب بحجم الادعاءات المتعلقة بسوء السلوك الجنسي قبل اختياره هيجسيث كمرشح لوزارة الدفاع، وذلك بسبب عدم قيام أي شركة خاصة من الشركات التي تقوم بفحص خلفيات الأفراد الذين يتم ترشيحهم للمناصب العليا أو الحساسة، بالتحقيق في خلفيته.
وفي هذا الصدد، أوضح ستيفن تشيونج، الذي اختاره ترمب مديراً للاتصالات بالبيت الأبيض، في بيان، بأن الرئيس المنتخب يقف إلى جانب هيجسيث.
وقال تشيونج: "ترمب يرشح شخصيات ذات كفاءة عالية ومؤهلة للغاية للعمل في إدارته.. لقد نفى هيجسيث بشكل قاطع جميع الاتهامات، ولم يتم توجيه أي تهم.. نتطلع إلى تأكيد تعيينه وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة ليبدأ عمله من اليوم الأول لجعل أميركا آمنة وعظيمة مرة أخرى".
ويُعد هيجسيث واحداً من عدة مرشحين في حكومة ترمب قد يواجهون مقاومة في مجلس الشيوخ، إذ فوجئ الكثيرون باختياره.
كما يواجه اختيار ترمب لمات جيتز لمنصب المدعي العام تدقيقاً متجدداً بشأن اتهامات بسوء السلوك الجنسي قبيل معركة تأكيده المحتملة في مجلس الشيوخ.
وفي العام الماضي، أوقفت وزارة العدل الأميركية التحقيق في اتهامات تفيد بأن جيتز انتهك قوانين الاتجار بالجنس في قضية تتعلق بفتاة في الـ17 من عمرها.
ومع ذلك، كانت لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب تراجع القضية مؤخراً، وكانت على وشك التصويت على إصدار تقرير بشأنها عندما استقال جيتز من الكونجرس هذا الأسبوع، بعد وقت قصير من قرار ترمب بتعيينه مدعياً عاماً، فيما نفى جيتز ارتكاب أي مخالفة.
كما تم اتهام الرئيس المنتخب نفسه على مر السنين بالتحرش الجنسي والاعتداء، وهي الاتهامات التي ينفيها، وفي محاكمة مدنية العام الماضي، قررت هيئة المحلفين أن ترمب مسؤول عن الاعتداء الجنسي على الكاتبة إي جين كارول وأمرته بدفع تعويضات.
تفاصيل حادث هيجسيث
وكان هيجسيث، مقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، خدم في الحرس الوطني للجيش، وأعرب عن تأييده لانتقادات ترمب بأن الجيش أصبح "مفرطاً في التوجهات الليبرالية"، وأثناء ولاية ترمب الأولى، نجح في إقناع الرئيس بالعفو عن ضباط في الجيش اتهموا بارتكاب جرائم حرب، وذلك رغم اعتراضات وزارة الدفاع.
وبدأ فريق ترمب في التحقق من خلفية هيجسيث رسمياً، بعد أن اتصل به ترمب في 7 نوفمبر للاستفسار عما إذا كان مهتماً بأن يصبح وزيراً للدفاع.
وبحسب بيان الشرطة، الذي نشر لأول مرة عبر مجلة "فانيتي فير"، وقع الحادث المزعوم أثناء حضور هيجسيث مؤتمراً لاتحاد النساء الجمهوريات في كاليفورنيا بمدينة مونتيري.
ويُزعم أن الحادث وقع بين منتصف ليل 7 أكتوبر 2017 والساعة السابعة من صباح اليوم التالي في فندق ومنتجع "حياة ريجنسي" مونتيري، فيما تم إبلاغ الشرطة به في 12 أكتوبر 2017، بحسب "واشنطن بوست".
ولم يقدم بيان الشرطة أي تفاصيل إضافية، باستثناء الإشارة إلى أن مقدمة الشكوى كانت لديها كدمة على فخذها الأيمن، وأن الحادث لم يتضمن استخدام أي سلاح أو وقوع أي ضرر بالممتلكات.
وقالت "واشنطن بوست" إنها لم تتمكن من العثور على أي إشارة لهذه القضية في الملفات القضائية، كما أن بيان الشرطة لم يكشف عن اسم مقدمة الشكوى، لكنه أشار إلى أن هويتها وعمرها "سرّيين".
وأظهر منشور على "فيسبوك" من مجموعة تُدعى "نساء فريسنو الجمهوريات" هيجسيث وهو يخاطب مجموعة من النساء الجمهوريات في مونتيري في اليوم الذي وقع فيه الاعتداء المزعوم.
وقالت شيرلي مارك، التي كانت رئيسة اتحاد النساء الجمهوريات في كاليفورنيا في ذلك الوقت، وفقاً لسجلات الضرائب، في مقابلة إنها "سمعت شيئاً عن الادعاء"، لكنها لم تعرف هوية المتهمة ولم تعلق على الأمر.
وبحسب السجلات القضائية، تزوج هيجسيث 3 مرات، الأولى خلال العشرينيات من عمره وتزوج من ميريديث، وتطلقا في عام 2009.
واتفق الزوجان في أوراق الطلاق على أن سبب الانفصال كان "انهياراً لا يمكن إصلاحه" في العلاقة الزوجية و"الخيانة الزوجية" من جانب هيجسيث.
فيما تزوج هيجسيث زوجته الثانية سامانثا في عام 2010، وتطلقا في 2017، أما الزوجة الثالثة فكانت راوتشيت.