أعلن المتحدث باسم جبهة البوليساريو، جليل محمد، في وقت متأخر الثلاثاء، أن زعيم الجبهة إبراهيم غالي، الذي خضع للعلاج في مستشفى إسباني لأكثر من شهر، غادر المستشفى وهو في طريق عودته إلى الجزائر بعد تعافيه.
وكانت صحيفة "إل باييس"، قد ذكرت أن غالي غادر إسبانيا بالفعل على متن رحلة من مطار بامبالونا، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وفي وقت سابق، أعلنت مدريد أنّ غالي سيغادر إسبانيا، مساء الثلاثاء، بعدما أثار استقباله من قبل الدولة الأوروبية لتلقّي العلاج على أراضيها أزمة مع المغرب.
وقالت الحكومة الإسبانية إنّ غالي "خطّط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبالونا" في شمال البلاد، دون أن تحدّد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إنّها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر.
وأفادت الخارجية الإسبانية أن غالي، الذي "وصل إلى إسبانيا في حالة حرجة وتم نقله لأسباب إنسانية"، خرج من المستشفى ويخطط للسفر من مطار بامبالونا في طائرة مدنية.
وذكرت مصادر لصحيفة "إل باييس"، أن غالي سيكمل تعافيه من "كوفيد -19" في الجزائر، بعد تجاوزه المرحلة الأكثر خطورة من المرض، بعد أن أمضى 54 يوماً في إسبانيا.
وكان القيادي الصحراوي قد بدأ رحلة مغادرة إسبانيا، بعد أن أفرج عنه قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز صباح الثلاثاء، دون اتخاذ إجراءات احترازية بعد استجوابه.
رفض احتجاز زعيم البوليساريو
ورفضت المحكمة الإسبانية العليا، الثلاثاء، طلباً من الادعاء العام باحتجاز زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، قائلة إن مقيمي الدعوى في قضية "جرائم حرب" لم يقدموا أدلة تظهر مسؤوليته.
ورفض القاضي مصادرة أوراق غالي الثبوتية لمنعه من مغادرة إسبانيا، كما يطالب مقدمو الشكوى، مشدداً على عدم وجود "مؤشرات واضحة" على "مشاركة" زعيم البوليساريو في الأفعال الواردة بالشكوى الثانية.
وقال محامٍ إسباني موكل للدفاع عن غالي، الذي قُدمت ضده شكويان بشأن "التعذيب" وارتكاب "مجازر إبادة"، إن "الحقائق التي استندت إليها الاتهامات الموجهة إلى موكله من المحكمة العليا، عارية تماماً عن الصحة"، مشيراً إلى أنه سيطلب من المحكمة إسقاط دعوى "جرائم الحرب" المقامة ضده.
وأثار استقبال غالي في مدريد للعلاج، خلافاً بين إسبانيا والمغرب، ووصل التوتر إلى أعلى المستويات، الشهر الماضي، مع وصول نحو 10 آلاف مهاجر منتصف مايو، إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيطرة إسبانيا ويطالب بها المغرب.
إعادة التحقيق
ويعود استجواب غالي، إلى شكوى تشمل "الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية" قدمها العام الماضي، فاضل بريكة، المنشق عن جبهة البوليساريو والحاصل على الجنسية الإسبانية، قال فيها إنه كان ضحية "تعذيب" في مخيمات اللاجئين الصحراوية، وكانت الشكوى حُفظت لكن أعيد فتحها مطلع العام الجاري.
وتعود الشكوى الثانية إلى عام 2007، وقدمتها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بتهمة ارتكاب "مجازر إبادة" و"اغتيال" و"إرهاب" و"تعذيب" و"إخفاء" في مخيمات تندوف، حسبما أفادت المنظمة ومقرها إسبانيا، وحُفظ فيها التحقيق أيضاً، لكن أعيد فتحه مع تواجد زعيم البوليساريو في إسبانيا.
وكان غالي دعي للمثول في إطار هذه الشكوى، للتحقيق عام 2016 عندما كان يفترض أن يتجه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دعم للشعب الصحراوي، لكنه ألغى زيارته في نهاية المطاف.
الرباط تطلب توضيحاً
وكان المغرب اعتبر، الاثنين، أن الأزمة "لن تحل بالاستماع إلى غالي فقط"، مشدداً على أنها "تستوجب من إسبانيا توضيحاً صريحاً لمواقفها وقراراتها واختياراتها".
وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكّل "اختباراً لمصداقية الشراكة" بين البلدين".
ورد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، على التصريحات المغربية، بقوله إنه "من غير المقبول" أن "يهاجم المغرب حدود إسبانيا" من خلال السماح لمهاجرين بدخول سبتة بسبب "خلافات على صعيد السياسة الخارجية".
اقرأ أيضاً: