أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز، الخميس، إعادة فتح السفارة الإسبانية في طرابلس، بعد أن ظلت مغلقة منذ عام 2014.
ورحب الدبيبة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني، بإعادة فتح سفارة إسبانيا وعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، مشيراً إلى أنه سيتم الشروع في منح تأشيرات سفر للمواطنين الليبيين من داخل ليبيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
واعتبر الدبيبة، أن استئناف عمل البعثة الدبلوماسية الإسبانية في طرابلس، يؤكد أن ليبيا "تعيش مرحلة جديدة تعود فيها نحو الاستقرار لتتعافى بعد سنوات من الحروب والدمار".
ودعا الدبيبة إلى اتخاذ المزيد من "هذه الخطوات الإيجابية و رفع الحظر الجوي المفروض على الطائرات الليبية وتسهيل منح التأشيرات لليبيين، خاصة الطلاب الذين يتابعون دراستهم في إسبانيا بمختلف المجالات، وتسهيل خدمات القنصلية للمستثمرين الليبيين".
إعادة الإعمار
وأكد بيدرو سانشيز خلال المؤتمر الصحافي المشترك عقب اجتماعه مع الدبيبة، رغبة ليبيا وإسبانيا في زيادة توطيد العلاقات، مشيراً إلى أن "ليبيا تمر من مرحلة تاريخية، وإسبانيا تسعى لتكون إلى جانبها".
وقال: "المجتمع الدولي يدعم الانتخابات الوطنية التي ستجري في ديسمبر المقبل، وإسبانيا بدورها تريد دعم ليبيا في هذه العملية".
وأوضح رئيس الوزراء الإسباني، أن بلاده مهتمة جداً بعملية وقف إطلاق النار واستقرار الوضع السياسي، وتعهد بأن تساهم بلاده في عملية إعادة الإعمار بليبيا، وتستمر في دعم وتمويل عملية إزالة الألغام.
وأكد سانشيز أن إعادة فتح السفارة يهدف إلى الاستمرار في العمل من أجل دعم ليبيا، في مختلف المجالات، ضمنها إعادة إعمار ليبيا، ودعم الثقافة والتعليم والصحة.
وقال الدبيبة، إنه اتفق مع سانشيز على تفعيل اللجنة المشتركة الإسبانية-الليبية، التي لم تنعقد منذ 2008 لمراجعة كل الاتفاقات الثنائية المبرمة في السابق وتجديد ما هو مجدي منها.
ولفت الدبيبة إلى أنه وقع مع سانشيز مذكرات تفاهم تساهم في دعم الاقتصاد والتنمية والتبادل التجاري والاستثمارات.
وثمن الدبيبة جهود إسبانيا في العثور على قطع الآثار المسروقة من ليبيا وتعاونها من أجل إعادتها، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى علاقات استراتيجية مع كافة الدول الدول الصديقة والجارة، وتأمل في أن تكون العلاقات مع إسبانياً مثالاً لنموذج العلاقات التي تسعى في تطويرها مع باقي دول الجوار.
تحديات أمنية
وأقر الدبيبة، بأن ليبيا تواجه العديد من التحديات الأمنية، تتعلق بالحفاظ على وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسة العسكرية، والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكل ما يترتب عليها من جرائم عابرة للحدود والاتجار في البشر والإرهاب.
وقال الدبيبة، إن طرابلس تثمن كل الجهود المبذولة من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا في تعزيز الأمن المتوسطي والدفع بعجلة الاستقرار ودعم تحول ليبيا الديمقراطي.
وتشهد ليبيا موجة تفاؤل نادرة بإحلال الاستقرار الأمني والسياسي، مع سعي الدبيبة، إلى توحيد المؤسسات الليبية والتحضير للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.
وكانت هيئة الأمم المتحدة أكدت في تقرير سُلم إلى مجلس الأمن الدولي منتصف مايو الماضي، أنه "على الرغم من الأجواء الإيجابية التي سادت بعد تعيين حكومة مؤقتة، إلا أن ليبيا لم تشهد تراجعاً في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم وسط البلاد".
وتفيد الأمم المتحدة بأن هناك نحو 20 ألف مقاتل أجنبي في ليبيا، يتوزعون على مجموعات عدة، ومن جنسيات مختلفة.
اقرأ أيضاً: