تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بخفض صافي الهجرة إلى بلاده بعد أن أظهرت بيانات صدرت مؤخراً أن عدد الوافدين إلى المملكة المتحدة، لا يزال مرتفعاً على نحو تاريخي رغم القيود التي فرضتها الحكومة المحافظة السابقة، بحسب "بلومبرغ".
وقال ستارمر إن المسؤولية تقع على عاتق حزب المحافظين، الذي أمضى 14 عاماً في السلطة قبل أن ينتهي حكمه، بانتصار كاسح لحزب العمال بقيادته في الانتخابات العامة التي جرت في يوليو الماضي.
وأوضح ستارمر أن صافي الهجرة السنوي تضاعف 4 مرات منذ الانتخابات السابقة في عام 2019، مشيراً إلى أن المحافظين أداروا البلاد، وكأنها "تجربة" للحدود المفتوحة.
وقال ستارمر في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحكومة بداونينج ستريت: "أريد أن تنخفض معدلات الهجرة بشكل كبير".
وأضاف: "الحكومة السابقة خذلتكم، لكن هذه الحكومة لن تفعل ذلك"، متعهداً بنشر وثيقة رسمية "قريباً جداً" توضح خطط الحكومة لخفض الأعداد.
ويُبرز المؤتمر الصحافي لستارمر، الذي أعلن فيه عن اتفاق مع العراق للمساعدة في مكافحة عصابات تهريب البشر، أهمية قضية الهجرة في الحوار الوطني.
وكانت الهجرة عاملاً رئيسياً في تصويت بريطانيا عام 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومنذ ذلك الحين، أشرفت إدارات المحافظين المتعاقبة على زيادة كبيرة في الأعداد بدلاً من تحقيق الانخفاض الموعود، ما ساهم في هزيمتهم أمام حزب العمال في وقت سابق من هذا العام.
صافي الهجرة
وأظهرت بيانات صدرت، الخميس، أن صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة خلال الـ 12 شهراً الماضية حتى يونيو 2023 تم تعديله بالزيادة، ليصل إلى رقم قياسي جديد بلغ 906 آلاف مهاجر، كما تم تقدير أن يصل الرقم إلى 728 ألف مهاجر خلال العام المنتهي في يونيو 2024.
ولا تزال هذه الأرقام أعلى بكثير مقارنة بصافي الهجرة البالغ 184 ألف مهاجر فقط في العام المنتهي في ديسمبر 2019، وهو العام الذي جرت فيه الانتخابات العامة السابقة.
ويُظهر التعديل الخاص بالسنة المنتهية في يونيو 2023 مدى ارتفاع الهجرة إلى المملكة المتحدة في السنوات التي تلت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كورونا.
وكانت هيئة الإحصاء الوطنية قد قدرت سابقاً وصول صافي 740 ألف مهاجر خلال تلك الفترة، مع اعتبار أن الرقم القياسي لصافي الهجرة كان 764 ألفاً في عام 2022.
"فشل في إدارة الملف"
وقالت كيمي بادينوك، التي تم انتخابها زعيمة للمعارضة هذا الشهر بعد استقالة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، الأربعاء، إن حزبها المحافظ فشل في إدارة ملف الهجرة خلال 14 عاماً قضاها في الحكم.
وأضافت: "في عهد الإدارة المحافظة السابقة، وعدنا بخفض الأرقام، لكننا لم نحقق هذا الوعد".
وفي الأشهر الأخيرة من وجودها في السلطة، فرضت حكومة المحافظين حظراً على معظم الطلاب المهاجرين والعاملين في مجال الرعاية من جلب المعالين معهم إلى المملكة المتحدة.
وأوضحت بادينوك، أن حزبها سيقوم بمراجعة الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وقانون حقوق الإنسان، كما سيضع حداً أقصى لصافي الهجرة إذا فاز المحافظون في الانتخابات المقبلة.
