تقرير: غرق سفينة البحرية الإيرانية "خارك" انتكاسة كبيرة لطهران

 السفينة اللوجستية والتدريبية "خارك" التابعة للبحرية الإيرانية على السواحل السودانية بالبحر الأحمر - 13 أكتوبر 2021 - AFP
السفينة اللوجستية والتدريبية "خارك" التابعة للبحرية الإيرانية على السواحل السودانية بالبحر الأحمر - 13 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال مركز أبحاث أميركي إن غرق سفينة كبيرة تابعة للبحرية الإيرانية إثر اندلاع حريق على متنها بالقرب من مدخل الخليج العربي، يمثل "انتكاسة ومصدر إحراج كبير" لطهران، ومؤشر على "فشل أمني".

وأشار "المجلس الأطلسي"، وهو مركز أبحاث في مجال الشؤون الدولية مقره واشنطن في تقرير صدر الخميس، إلى أنه في الساعات الأولى من يوم الأربعاء 2 يونيو، اشتعلت النيران في سفينة الإمداد الإيرانية "خارك"، وغرقت في خليج عمان بالقرب من مضيق "هرمز"، بعد أكثر من 20 ساعة من عمليات الإنقاذ الفاشلة. 

واعتبر التقرير، أن هذه الخسارة تمثل "انتكاسة كبيرة" لطهران، ولا تكشف عن ضعف جاهزية القوات المسلحة الإيرانية فحسب، بل أيضاً مدى خطورة المعدات العسكرية الإيرانية على الجنود.

حادث أم استهداف؟

وبحسب التقرير، لم يُعرف على الفور سبب اندلاع الحريق، وربما لا يتم الكشف عنه للجمهور، سواء كان حادثاً أو عملاً تخريبياً آخر، نفذه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد.  

ولفت التقرير إلى أن طهران اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء عدة حرائق غامضة في أنحاء إيران خلال السنوات الأخيرة، وحوادث تخريب سابقة في البحر؛ فضلاً عن اغتيال عدة علماء إيرانيين، منهم العالم النووي البارز محسن فخري زاده، الذي قُتل بالرصاص خارج طهران في نوفمبر 2020. 

ورجح التقرير أن ما يعزز احتمال أن غرق "خارك" كان حادثاً، هو أن السفينة قديمة للغاية خدمت البحرية الإيرانية في مناسبات عدة على مر السنين، أمر ببنائها الشاه محمد رضا بهلوي، وصنعتها شركة بناء السفن البريطانية "سوان هانتر" (Swan Hunter) في السبعينات، وسلمتها إلى إيران في أواخر عام 1979.

حوادث متكررة

وعلى الرغم من وقوع الحوادث من وقت لآخر، لكن وتيرتها في إيران تبدو مرتفعة بشكل غير متناسب، ففي عام 2020، أصيبت سفينة الدعم "كونارك" بصاروخ مضاد للسفن أطلقته الفرقاطة "جمران"، ما أسفر عن مقتل 19 بحاراً. 

وفي عام 2018، غرقت المدمرة "داماوند" في بحر قزوين، على ما يبدو بسبب الرياح العاتية، ولكن بسبب خطأ بشري في الواقع، وربما يبدو الوضع أكثر تشاؤماً بإدراج حوادث في فروع أخرى من القوات المسلحة الإيرانية، حسب التقرير.

وفي الوقت نفسه الذي غرقت فيه "خارك"، لقى طياران إيرانيان مصرعهما بسبب مشكلات فنية في آلية الطرد بطائرة "إف-5" النفاثة الأميركية العتيقة التي اشترتها إيران أيضاً في عهد الشاه. وبين عامي 2003 و2020، تم الإبلاغ عن 20 حادثاً على الأقل بسبب أعطال فنية. وفي غضون ساعات من حادثة "خارك"، اندلع حريق هائل في مصفاة نفط مملوكة للدولة في طهران.

مهام "خارك"

ووفقاً للتقرير، لم تكن "خارك"، أكبر سفينة إيرانية، لكنها من أكبر القطع البحرية لطهران، إذ يبلغ طولها 207 أمتار، أما أكبر قطعة بحرية إيرانية فهي السفينة "مكران"، وهي سفينة متعددة المهام بطول 228 متراً، تستخدم للنقل واستخبارات الإشارات والمراقبة. ودخلت السفينة الخدمة في يناير 2021، وربما تتولى الآن المهام التي كانت تنفذها سابقاً "خارك". 

ولم تكشف الحكومة الإيرانية عن المهام التي كانت تؤديها "خارك"، وقت الحريق. ومع ذلك، فإن أحد التكهنات أنها كان من المقرر أن تتجه إلى فنزويلا أو أن تصبح مركز قيادة عائماً للحرس الثوري الإيراني، وكلاهما مهمة ذات أولوية عالية.

"موقف سيئ" 

ولفت التقرير إلى أنه من وجهة نظر إيران، من المحرج والمثير للقلق بشكل خاص أن السفينة غرقت في خليج عمان بعد وقت قصير من مغادرة قاعدتها الرئيسية في "بندر عباس"، على بعد 6 أميال فقط من ميناء "جاسك" (جنوب).

واختتم التقرير بالقول، إن كلا السيناريوهين المحتملين؛ سواء "التخريب الإسرائيلي" أو "العطل الفني"، يضع الإيرانيين في "موقف سيئ"، وهذا يعني أن "الأمن الإيراني، بما في ذلك فرق مكافحة التجسس، فشل مرة أخرى في أداء واجبه، أو أن الإيرانيين غير قادرين على الحفاظ حتى على أصولهم العسكرية الأكثر حيوية".

ذكرت وكالة أنباء "فارس"، الأربعاء، أن أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية "خارك"، غرقت بعدما شب حريق على متنها بالقرب من مدخل الخليج العربي، لكن جميع أفرادها تمكنوا من مغادرتها بأمان. وأضافت أن كل الجهود التي بُذلت لإنقاذ السفينة اللوجستية والتدريبية "خارك" فشلت.

اقرأ أيضاً: