وزير الخارجية يعلن إجراء مباحثات بين "فتح" و"حماس" حول إدارة القطاع

مصر: لدينا خارطة واضحة لإنهاء حرب غزة.. وتنقصنا إرادة الطرف الآخر

فلسطينيون يجلسون وسط الأنقاض في موقع غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة. 1 ديسمبر 2024 - REUTERS
فلسطينيون يجلسون وسط الأنقاض في موقع غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة. 1 ديسمبر 2024 - REUTERS
دبي/ القاهرة/ رام الله -الشرقوكالاتمحمد دراغمة

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاثنين، أن هناك أفكار مطروحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، تضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وجانب من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وأضاف، في تصريحات على هامش المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية الذي استضافته القاهرة: "كل ما ينقصنا هو الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر، لكن لن نتوقف حتى الوصول إلى هذا الهدف".

وأشار عبد العاطي إلى وجود وفدين من حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة، لإجراء مباحثات تهدف إلى سرعة التوصل لتفاهم مشترك لإدارة الأمور في قطاع غزة تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، وتنفيذ بعض مشروعات التعافي.

وكشف عبد العاطي أن "هناك خارطة طريق واضحة للتحرك نحو إقامة الدولة الفلسطينية" مؤكداً أن مصر تعمل على توافر الإرادة السياسية وإطار زمني محدد لذلك، لافتاً إلى أن الجهد المصري لم يتوقف لحظة في سبيل حقن دماء الشعب الفلسطيني، ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتصالات مستمرة.

وفي مؤتمر صحافي مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، على هامش مؤتمر المساعدات، دعا عبد العاطي إلى "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، وشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وقال: "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أصبح ضرورة ملحة"، وجدد التأكيد على أن "مصر ترفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالتهجير الطوعي أو القسري"، محذراً من أن "أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الاستقرار لإسرائيل ولا للمنطقة"، مشدداً على أن مصر والأردن لن يسمحا بأي تهجير للفلسطينيين إلى أراضيهما.

كان قيادي في حركة "حماس" قال لـ "الشرق"، إن وفد الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية وصل إلى القاهرة، بعد ظهر السبت، لإجراء مباحثات ومناقشة أفكار واقتراحات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة لوفد أمني مصري إلى تل أبيب، الأسبوع الماضي.

وقال مصدران في الحركة، لـ"رويترز"، إن الوفد أجرى محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، الأحد، في مسعى جديد لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال مسؤولان إسرائيليان، إنه من المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني ​​بشأن هذه المسألة.

اتصالات مستمرة.. ولا مبادرات

في السياق ذاته كشف مسؤولون في الحركة لـ "الشرق" عن وجود اتصالات مع أطراف عديدة لوقف الحرب، وتبادل الأسرى لكنها لم تتطور بعد إلى مبادرات. 

وقال مسؤول كبير في الحركة: "الاتصالات لا تتوقف، هناك اتصالات دائمة مع الوسطاء المصريين والقطريين وهناك اتصالات مع تركيا لكن أي من هذه الاتصالات لم يتبلور بعد في مبادرة لوقف الحرب وتبادل الأسرى".

وأضاف لـ "الشرق": "أبلغنا جميع الوسطاء أننا نقبل المبادرات التي تؤدي إلى وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حتى لو كان على مراحل، وتبادل جدي للأسرى".

وتابع: "ليس أمامنا وسيلة لإنهاء هذه الحرب المدمرة وإنهاء التجويع وغيره من الممارسات الإجرامية الإسرائيلية في غزة، سوى ورقة الأسرى، ولن نتنازل قيد أنملة عن وقف الحرب مقابل تبادل الأسرى".

وأشار المسؤول إلى أن "الوسطاء أنفسهم يتعرضون لضغوط لكن لا يمكننا الاستجابة لآية مبادرة لا تتضمن وقف الحرب وانسحاب إسرائيل".

تسريبات إسرائيلية لتهدئة الشارع

وأكد 3 مسؤولين في الحركة، لـ "الشرق" أن ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، في الأيام الماضية، بشأن فرص التوصل إلى اتفاق، مجرد تسريبات تهدف إلى تهدئة الرأي العام الداخلي الذي يضغط على الحكومة للتوصل إلى صفقة تضمن عودة من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين على قيد الحياة في غزة.

وقال المسؤولون إن هذه الضغوط تزايدت بعد تقديرات المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بأن حياة المحتجزين في خطر شديد نتيجة نقص الغذاء والدواء، وظروف الاحتجاز بعد مرور نحو 14 شهراً على احتجازهم. 

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، الاثنين، عن قيادات في "حماس"، قولها إن وفداً من الحركة التقى في القاهرة، مساء الأحد، وفداً قيادياً من حركة "فتح" ومسؤولين في المخابرات العامة المصرية، لبحث سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقال قيادي في الحركة، لم تسمه الوكالة، إن الوفد اجتمع مع رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، ومسؤولين في المخابرات، الأحد أيضاً، و"ناقش السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة، وفتح معبر رفح".

وأضاف أن الحركة "لم تتلقَّ أي عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار، أو صفقة تبادل الأسرى، على الرغم من استمرار جهود الوسطاء".

وتابع: "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى نتنياهو للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن الحركة "جاهزة بناء على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة".

تفاؤل إسرائيلي

كان مسؤولون إسرائيليون أشاعوا بعض التفاؤل بشأن إمكانية إبرام الصفقة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، عن مصدر وصفته بأنه مطلع على تفاصيل المفاوضات، قوله إنه تم إحراز تقدم في المفاوضات، وبعض التقدم في قضية مركزية محل نزاع بين "حماس" وإسرائيل، لكنه لم يوضح طبيعة التقدم.

وأشار المصدر إلى قبول الحركة "انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً وليس فورياً من قطاع غزة على غرار اتفاق لبنان، بما يشمل المحاور محل الخلاف، ومنها محور "فيلادلفيا" الذي يفصل جنوب القطاع عن مصر، ومحور "نتساريم" الذي يقسم غزة إلى نصفين، إلى جانب موافقتها على تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية معبر رفح، خصوصاً إذا كان هذا يؤدي إلى فتحه فوراً.

وبخصوص اليوم التالي للحرب، توافق الحركة، على لجنة متفق عليها مع السلطة لتولي إدارة القطاع، كما توافق على إشراف عربي، وليس لديها أي مانع أن يكون للدول العربية دور واضح في إعادة إنقاذ وإنعاش قطاع غزة من جديد، بحسب المصدر ذاته.

تصنيفات

قصص قد تهمك