قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، إن العالم يواجه "تحديات متزايدة" في قطاع المياه، وأبرزها ارتفاع معدلات الجفاف، مشيراً إلى أن المملكة قدمت 6 مليارات دولار لدعم أكثر من 200 مشروع إنمائي في قطاع المياه حول العالم.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان، في كلمته خلال قمة "المياه الواحدة" المنعقدة بالرياض، أن القمة "تعكس عزمنا وإصرارنا على مواصلة العمل المشترك لمواجهة التحديات البيئية المتعلقة بندرة المياه والجفاف".
ولفت إلى أن القمة "تنطلق بالتزامن مع استضافة مؤتمر الأطراف السادسة عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) الذي يهدف للحد من تدهور الأراضي والجفاف"، موضحاً أن "العالم يواجه اليوم تحديات متزايدة في قطاع المياه، ومن ذلك ارتفاع معدلات الجفاف".
وتابع الأمير محمد بن سلمان أن ذلك "يؤدي إلى أزمات متعددة تتمثل في نقص المياه الصالحة للاستخدام، وتفاقم مشكلات التصحر، وما يتبع ذلك من تهديد حياة الإنسان والمجتمعات"، مشدداً على أن ذلك "يستوجب العمل المشترك لوضع خطط لضمان استدامة مصادر المياه".
وأوضح ولي العهد السعودي، أن المملكة "عملت على إدراج موضوعات المياه للمرة الأولى ضمن خارطة عمل مجموعة العشرين (G20) خلال مدة رئاستها في عام 2020"، مضيفاً أن الرياض "قدمت تمويل تجاوز 6 مليارات دولار لدعم أكثر من 200 مشروع إنمائي في قطاع المياه في أكثر من 60 دولة نامية حول العالم".
"توحيد الجهود الدولية"
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن استعداد المملكة "استضافة المنتدى العالمي للمياه في الدورة الحادية عشر عام 2027 بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه"، لافتاً إلى "إعلان المملكة تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي".
وبيّن ولي العهد السعودي أن هذه المنظمة "ستعمل على معالجة قضايا متعلقة بالمياه على مستوى العالم، من خلال توحيد الجهود الدولية، وإيجاد الحلول الشاملة للتحديات المائية بما في ذلك تبادل الخبرات والتقنيات المبتكرة، وتعزيز البحث، والتطوير في هذا المجال".
ودعا الأمير محمد بن سلمان "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص إلى الانضمام إلى هذه المنظمة"، معرباً عن أمله بأن "تسهم جهود المجتمع الدولي لمعالجة تحديات المياه في تحقيق الأهداف التي نصبوا إليها جميعاً في هذا المجال".
وتهدف قمة المياه التي تأتي على هامش مؤتمر الأطراف COP16 بالشراكة مع السعودية، إلى تعزيز حوكمة المياه العالمية، وشارك بها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي أجاي بانجا.
ويعد مؤتمر الأطراف COP16 المؤتمر الأول لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي يُعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنه الحدث الأول للاتفاقية الذي يتميز باستحداث مفهوم المنطقة الخضراء، إلى جانب كونه أكبر مؤتمر متعدد الأطراف، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، يؤثر تدهور الأراضي على ما يقرب من 40% من المساحات على الأرض، ويمتد تأثيره ليطال حياة أكثر من 3.2 مليار شخص كل عام، في حين تتدهور 100 مليون هكتار من الأراضي، وذلك بالتوازي مع زيادة وتيرة الجفاف وشدّته بنحو الثلث منذ العام 2000.
ندرة المياه أزمة عالمية
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمته، إن قمة المياه في السعودية شكلت تحالف بيانات عالمياً مهماً لمواجهة الأزمات.
وأضاف ماكرون أن ندرة المياه أزمة عالمية تتفاقم وتحتاج حلاً جذرياً، مشيراً إلى أن 1 من أصل 2 عالمياً ليس بمقدوره الوصول إلى المياه بشكل يومي.
وأوضح أن مسألة المياه مرتبطة عضوياً بمسألة مكافحة التصحر، مبيناً أن 60% من المياه العذبة تعبر الحدود، وهي مشكلة لا يمكن أن تُحل فقط على الصعيد المحلي بل مشتركة بين الجميع، وأن الحدود لا تتناسب تماماً مع أحواض المياه.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن الكثير من النزاعات لها علاقة بالمياه، وكل شخص من 4 في العالم لا يحصل على مياه عذبة جيدة، وشخص من كل شخصين يواجه نقصاً في المياه سنوياً.
وأضاف أنه يجب على الجميع الاستثمار في مجال المياه لمواجهة الأوضاع السلبية، مشيراً إلى أن فرنسا بدأت تسير على هذا الدرب وتبنت خطة لنخفض الاستهلاك بـ10% بحلول 2030، كما عملت على النماذج المناخية لتوقع كل السيناريوهات حتى في حال زيادة درجات الحرارة.
وأشار إلى أن فرنسا خصصت أكثر من 10 مليارات دولار في الوكالة الفرنسية للتنمية، وأنفقت منها 2 مليار في عام 2023، للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، موضحاً أنه من الضروري الوصول إلى بيانات ومعطيات سليمة ونماذج جيدة لاتخاذ القرارات المناسبة، والعمل على تنمية تطوير التكنولوجيا ونشرها خاصة في مجال تحلية المياه وإعادة استخدامها لتفادي الإفراط في استخدام المياه العذبة.