ألمانيا.. اختبار انتخابي أخير قبل نهاية عهد ميركل

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد اجتماع مع قادة إقليميين للولايات الشرقية في مبنى المستشارية في برلين - 2 يونيو 2021 - AFP
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد اجتماع مع قادة إقليميين للولايات الشرقية في مبنى المستشارية في برلين - 2 يونيو 2021 - AFP
برلين-أ ف ب

يتنافس المحافظون الألمان مع اليمين المتطرف، الأحد، في انتخابات شرقي البلاد، تشكل اختباراً أخيراً قبل الاقتراع التشريعي الذي سيجرى في سبتمبر، ويمثل نهاية عهد المستشارة أنغيلا ميركل الذي استمر 16 عاماً.

ودُعي نحو 1.8 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لتجديد برلمان ساكسونيا أنهالت، الولاية التي كانت جزءاً من جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية السابقة، إلى التصويت اعتباراً من الساعة الثامنة.

ولم يسبق أن أثارت انتخابات في هذه الولاية الصغيرة التي يقودها منذ توحيد ألمانيا بلا انقطاع الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بزعامة المستشارة، اهتماماً كما يحدث اليوم.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بما بين 27 و29% من الأصوات.

لكن المنافسة ستكون حامية على الأرجح مقابل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للمهاجرين، الذي أصبح ثاني قوة سياسية في الولاية منذ 2016.

وترجح استطلاعات الرأي حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" على ما بين 24 و28% من الأصوات.

وستعتمد النتيجة إلى حد كبير على المترددين الذين يمثلون ثلث الناخبين، حسب آخر تقديرات أوردها التلفزيون العام "تسي دي إف".

ويرى مراقبون أن فوز حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي سيكون سابقة في البلاد، سيشكل كارثة لأرمين لاشيت، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي لا يحظى بشعبية، والمرشح لخلافة ميركل بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 26 سبتمبر.

وقال هايو فونكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة، إن هذا من شأنه أن يحيي الجدل بشأن شرعيته كمرشح لليمين و"يضعف مكانة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بأكمله".

لا تقارب مع "البديل"

يواجه أكبر حزب في ألمانيا منذ أشهر، أزمة ثقة مرتبطة بإخفاقات في إدارة الحكومة للموجة الثالثة من وباء كورونا، وفضائح فساد على صلة بعقود شراء كمامات طالت نوابه.

ومني الحزب أيضاً بانتكاستين قاسيتين خلال مارس الماضي، في انتخابات في ولايتين، ويعاني من نزاع داخلي عنيف. إذ اعترض زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري ماركوس سودر الذي يعتبر وفقاً لاستطلاعات الرأي الأكثر قدرة على خلافة ميركل، على ترشيح لاشيت.

وفرض رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي نفسه خليفة لها، لكنه ما زال يفتقد للشعبية في ألمانيا. وهو يحتاج إلى تحقيق فوز لتعزيز موقف المحافظين الذين تقدم عليهم دعاة حماية البيئة (الخضر) في نوايا التصويت على المستوى الوطني لبعض الوقت، لكنهم عادوا إلى الصدارة.

وإذا فاز حزب "البديل من أجل ألمانيا" الأحد، فلن يتمكن بالتأكيد من تشكيل ائتلاف إذ ترفض جميع الأحزاب الأخرى التحالف معه.

وحذر أرمين لاشيت من "صحوة مؤلمة"، لأن إغراء التقارب مع حزب "البديل" ما زال حاضراً بقوة لدى بعض المحافظين.

وكرر لاشيت الخميس تحذيره. وقال إن "أي تقارب مع حزب البديل من أجل ألمانيا لا يمكن أن يشمل حزبي، ومن يفعل ذلك عليه مغادرة الاتحاد الديمقراطي المسيحي".

أمل لـ"الخضر"

ساكسونيا أنهالت، معروفة بصناعة الفحم وهي واحدة من أفقر الولايات في الشرق التي تأثرت بنزوح السكان منذ إعادة التوحيد في 1990.

وتعد أرضاً خصبة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي بنى نجاحه من خلال تأجيج المخاوف بشأن تدفق المهاجرين إلى البلاد في 2015، ويتهم برلين باستمرار بإهمال مناطق جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.

ومنذ بداية الوباء، تبنى الحزب نظريات مؤامرة تشكك في إجراءات الوقاية.

ومنذ 2016، يحكم الزعيم المحلي لحزب المحافظين راينر هاسيلوف الذي فاز حزبه بـ30% من الأصوات، على رأس ائتلاف غير مسبوق في البلاد مع حزب الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين.

وحصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" على أكثر بقليل من 24% من الأصوات.

وبعد عام من ذلك، وعلى المستوى الوطني، تمكن اليمين المتطرف من دخول مجلس النواب "بوندستاغ" ليصبح القوة المعارضة الرئيسية مع نسبة 12.6% من الأصوات.

وفي حين تبدو انتخابات الأحد، في الأساس مواجهة بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب "البديل من أجل ألمانيا"، فقد يستفيد منها حزب الخضر الضعيف تقليدياً في شرق البلاد والمتعادل مع المحافظين إن لم يكون متفوقاً عليهم في نوايا التصويت.

ويأمل حزب الخضر في الاستفادة من استطلاعات الرأي الجيدة على المستوى الوطني، لتعزيز موقعه والحصول على 10% من الأصوات.

ويمكن أن يجدد راينر هاسيلوف تحالفه معهم ومع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لكنه قد يفكر في تشكيل تحالف آخر مع ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر الذين يرجح أن يعودوا إلى برلمان الولاية.