وصف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بـ"حاكم ولاية كندا"، وذلك في أعقاب تهديده بفرض رسوم جمركية شاملة على المنتجات الكندية.
وكتب ترمب في منشور على حسابه على موقع Truth Social : "لقد كان من دواعي سروري تناول العشاء مع حاكم ولاية كندا العظيمة جاستن ترودو".
وأضاف: "أتطلع إلى مقابلة الحاكم مرة أخرى قريباً حتى نتمكن من مواصلة محادثاتنا العميقة حول التعريفات الجمركية والتجارة، والتي ستكون نتائجها مذهلة حقاً للجميع".
وانتقد ترودو الرئيس الأميركي المنتخب خلال حدث اقتصادي في مدينة هاليفاكس الكندية، الاثنين، بسبب تهديداته بالرسوم الجمركية، وقال إن "الأميركيين بدأوا يستيقظون على الواقع الحقيقي المتمثل في أن الرسوم الجمركية على كل شيء من كندا، من شأنها أن تجعل الحياة أكثر تكلفة بكثير لهم"، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف رئيس الوزراء الكندي، الذي قال إنه سيرد إذا فرضت الولايات المتحدة مثل هذه التعريفات، أن العمل مع الرئيس المنتخب سيكون "أكثر تحدياً بعض الشيء"، لأن "أفكار فريق ترمب حول ما يريدون البدء به أكثر وضوحاً مما كانت عليه عندما انتُخب في عام 2016".
"ولاية أميركية"
واستقبل ترمب رئيس الوزراء الكندي في منتجع مارالاجو في ولاية فلوريدا، في 29 نوفمبر الماضي، في زيارة غير معلنة مسبقاً، وذلك بعد تهديد الرئيس المنتخب بفرض رسوم جمركية شاملة على المنتجات الكندية.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز"، أن ترمب اقترح على ترودو أن تصبح كندا ولاية أميركية، إذا كان يرى أن فرض رسوم جمركية على منتجاتها بسبب "فشلها" بمعالجة قضايا التجارة والهجرة، سيدمر اقتصاد أوتاوا.
ونقلت "فوكس نيوز" عن شخصين، حضرا الاجتماع واستمعا للنقاش، قولهما إن ترمب، رغم حسن استقباله لترودو، كان "مباشراً للغاية" فيما يتعلق بما يطلبه.
وقال ترمب لترودو، إن كندا فشلت في التعامل مع الحدود الأميركية بسماحها بعبور كميات كبيرة من المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من أكثر من 70 دولة، وازداد حماسه، عندما تناول العجز التجاري الأميركي مع كندا، والذي قدره بأكثر من 100 مليار دولار.
خطة ترمب للرسوم الجمركية
وفي مقابلة مع شبكة NBC News، الأحد، شرح ترمب خطته لفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك، معتبراً أن من شأنها "جعل الولايات المتحدة غنية".
وقال ترمب في المقابلة: "نحن ندعم كندا بما يزيد على 100 مليار دولار سنوياً، وندعم المكسيك بما يقرب من 300 مليار دولار، لا ينبغي لنا أن نفعل ذلك، لماذا ندعم هذه البلدان؟ إذا كنا سندعمها، فلتصبح ضمن الدولة".
وبعد اجتماعه مع ترمب في مارالاجو بفلوريدا، قال ترودو للصحافيين إنه أجرى "محادثة ممتازة" مع ترمب، لكنه لم يجب على أي أسئلة أخرى.
وبعد العشاء، الذي قيل إن ترمب أطلق فيه نكتة حول الدولة الكندية، قال وزير الأمن العام دومينيك لوبلانك للصحافيين إنهم كانوا يعرفون أن "المحادثة ستكون خفيفة الظل، وأن الرئيس ترمب كان يمازحنا".
وأضاف لوبلانك، الذي حضر العشاء: "لم يكن اجتماعاً في الغرفة مع عشرة بيروقراطيين يسجلون الملاحظات، لقد كان أمسية اجتماعية، وكانت هناك لحظات مسلية ومضحكة، وكانت هناك لحظات تمكنا فيها من القيام، كما نعتقد، ببعض الأعمال الجيدة لكندا".
وفي الأسبوع الماضي، سُئل رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوج فورد، على "فوكس نيوز"، بشأن نكتة ترمب حول انضمام كندا إلى الولايات المتحدة. وقال فورد: "إنه تعليق مضحك، أعتقد أنه لا يزال مستاءً من أننا أحرقنا البيت الأبيض في عام 1812، وهو يحمل ضغينة بعد 212 عاماً".
وفي الوقت نفسه، مازح السيناتور بيرني ساندرز، مستقل من ولاية فيرمونت، في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه سيدعم انضمام كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية رقم 51.
وكتب في منشور على منصة "إكس": "اقترح ترمب أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في اتحادنا. هل يعني هذا أننا نستطيع تبني نظام الرعاية الصحية الكندي وضمان الرعاية الصحية للجميع، وتخفيض تكلفة الأدوية الموصوفة، وإنفاق 50% أقل للفرد الواحد على الرعاية الصحية؟".
وكانت العلاقة بين ترمب وترودو متوترة، فقد وصف ترمب ترودو في السابق بأنه "ذو وجهين" و"مجنون من أقصى اليسار"، وفرض رسوماً جمركية على الصلب والألمنيوم الكنديين خلال ولايته الأولى.