"طالبان": لن نتخلى عن السلاح.. والانتخابات ليست السبيل الوحيد للسلطة في أفغانستان

محمد نعيم المتحدث باسم حركة "طالبان" الأفغانية - الشرق
محمد نعيم المتحدث باسم حركة "طالبان" الأفغانية - الشرق
دبي -الشرق

أعرب المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، الأحد، عن أمله في انسحاب القوات الأميركية من البلاد في "أسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أن الحركة تسعي لتأسيس ما سماه دولة "إسلامية حرة ومستقلة" بعيداً عن الهيمنة الخارجية.

وقال عضو الوفد المفاوض في حركة طالبان، في مقابلة مع برنامج "المدار" على قناة "الشرق"، إن الولايات المتحدة سبق أن أجلت مواعيد انسحابها مرات عدة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تأجيل الانسحاب من أفغانستان حتى 11 سبتمبر المقبل.

وأعرب نعيم، عن خشيته من عدم التزام واشنطن بالاتفاقية التي وقعتها مع الحركة في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، وتنصُّ على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

وأضاف أن الحركة لا تعلم ماذا سيحدث، لكنها "تأمل في انسحاب القوات الأميركية في أسرع وقت ممكن".

وكان اتفاق السلام، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع طالبان ووقعته في فبراير العام الماضي، يهدف إلى إعادة القوات الأميركية إلى بلادها وإنهاء عقود من الحروب التي لا هوادة فيها.

وبدأت المفاوضات بين طالبان وممثلي أفغانستان في سبتمبر العام الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، واستمرت في وقت سابق من هذا العام، لكن طالبان أعلنت في 13 أبريل الماضي، "عدم مشاركتها في أي مؤتمر يهدف إلى تقرير مستقبل أفغانستان حتى رحيل جميع القوات الأجنبية".

"تجربة سابقة"

واعتبر نعيم أن ما وصفها بـ"الإمارة الإسلامية"، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الأفغاني، بخلاف إدارة كابول الحالية التي وصفها بـ"صنيعة الاحتلال".

وأشار إلى أن حكومة كابول "لا تلقى دعم الشعب الأفغاني"، مشدداً في الوقت نفسه على عدم اعتراف طالبان بأي سلطة في أفغانستان.

وفي حديث عن مستقبل البلاد في ظل المفاوضات الأميركية والوعود بالانسحاب من أفغانستان، أبدى نعيم استعداد طالبان لإدارة البلاد، لأن للحركة "تجربة سابقة" في الحكم. 

ولفت إلى أن "الانتخابات ليست السبيل الوحيدة للسلطة"، وأنه لا يمكن تطبيقها في ظل الأزمة التي تعيشها أفغانستان، معرباً عن رفضه لتخلي طالبان عن سلاحها.

وفي انتقادٍ للحكومة الأفغانية الحالية، قال إن أفغانستان تعاني من كونها على قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم بسبب إدارة كابول، لافتاً إلى أن طالبان "ستسعى للقضاء على الفساد كلياً".

وعند سؤاله عن شكل الدولة التي تسعى إليها طالبان في حال تسلمها السلطة، اعترف بسعي طالبان لإنشاء دولة "إسلامية حرة ومستقلة" بعيداً عن الهيمنة الخارجية.

وأضاف أن قيادة طالبان تشجع العلاقات الوطيدة والجيدة مع الجميع، وأنها لن تسمح باستخدام أفغانستان لاستهداف أمن الدول الأخرى على غرار أحداث 11 سبتمبر، كما أكد رفض الحركة "العمليات التي تستهدف الأبرياء"، بحسب وصفه.

حقوق الإنسان

وتطرق المتحدث باسم الحركة التي تواجه اتهامات بشن عمليات ضد مدنيين إلى ملف حقوق الإنسان، قائلاً: "طالبان تتعهد بضمان حقوق المرأة والأقليات وجميع الفئات الأفغانية وفقاً للشريعة الإسلامية" في حال تسلمها السلطة. 

ووصف ما حدث في السابق من عمليات جلد للنساء في الأماكن العامة وغيرها من أوجه القمع، بأنها "أخطاء فردية"، منوّهاً بأن "العقاب لا بد منه حال نصّت الشريعة على ذلك". 

وتابع: "الجميع يجب أن يعلم أن للمرأة الأفغانية والمجتمع الأفغاني ثقافة خاصة بهما، ولا يمكن تطبيق قوانين وأحكام الغرب عليهما"، معتبراً أن "المساواة بين الرجل والمرأة أمر غير واقعي ولا وجود له في العالم"، على حد وصفه.

"زراعة الأفيون"

وعند سؤاله عن الاتهام الموجّه إلى طالبان بزراعة الأفيون، رد نعيم بأن "الإمارة الإسلامية"، "حاربت زراعة أي نوع من أنواع المخدرات أو الاتجار بها على أراضيها".

وأشار إلى أن الحركة فرضت أقصى العقوبات على من يقوم بذلك، نافياً أن تكون للحركة يدٌ في زراعة الأفيون أو تهريبه.

السيطرة على أفغانستان

والخميس، حذرت الأمم المتحدة من أن مسلحي حركة "طالبان" يحشدون في أفغانستان، استعداداً لاستيلاء محتمل على البلاد بالقوة، مع خروج القوات الأميركية ووحدات حلف شمال الأطلسي، بحلول الـ11 من سبتمبر المقبل.

ووَرَدَ في تقرير أعدّته المنظمة الدولية أن المسلحين ما زالوا "متحالفين بشكل وثيق" مع تنظيم "القاعدة"، ويحشدون "قواتهم حول عواصم المحافظات الرئيسة ومراكز المقاطعات، ما يمكّنهم من البقاء مستعدين لشنّ هجمات".

وأضاف التقرير: "يبدو أن طالبان تستهدف مواصلة تعزيز مواقعها العسكرية، كوسيلة ضغط. وتعتقد بأنها تستطيع تحقيق كل أهدافها، من خلال التفاوض، أو بالقوة إذا لزم الأمر".

اقرأ أيضاً: