المستشار الألماني يواجه تصويتاً على الثقة في البرلمان.. ويأمل في خسارته

المستشار الألماني أولاف شولتز يحضر اجتماعاً للحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني في مدينة بوتسدام عاصمة ولاية ولاية براندنبورج شرق ألمانيا. 14 ديسمبر 2024 - REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز يحضر اجتماعاً للحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني في مدينة بوتسدام عاصمة ولاية ولاية براندنبورج شرق ألمانيا. 14 ديسمبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

يواجه المستشار الألماني أولاف شولتز تصويتاً لسحب الثقة أمام البرلمان، الاثنين، وسط توقعات بـ"خسارة محتملة"، يعتمد عليها زعيم "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، للدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة، بعد انهيار ائتلافه الحاكم الشهر الماضي، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير، الاثنين، إلى أن شولتز وشريكه في الائتلاف الحاكم حزب "الخضر"، لم يعد بإمكانهما ضمان أغلبية برلمانية، منذ أقال المستشار الديمقراطي الاجتماعي وزير ماليته كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) في 6 نوفمبر الماضي. 

وجاءت الإقالة بعد أشهر من خلاف بشأن الميزانية، وفي وقت تتجه فيه التوقعات نحو "الأسوأ"، بالنسبة لأكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

وقال شولتز الأسبوع الماضي: "في الأنظمة الديمقراطية، الناخبون هم من يحددون مسار السياسة المستقبلية".

أشباح "جمهورية فايمار" 

وبموجب الدستور الألماني، الذي صُمم لتجنب عدم الاستقرار الحكومي بعد الاضطرابات التي شهدتها "جمهورية فايمار" في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، فإن المادة 68 من المتعلقة بالتصويت على طرح الثقة، والذي لا يمكن أن يطلبه سوى المستشار، هو الآلية الأساسية لحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.

وسُميت أول ديمقراطية برلمانية ألمانية "جمهورية فايمار" نسبة إلى مدينة فايمار، التي شهدت انعقاد الجلسة الأولى للجمعية الوطنية (البوندستاج) في 6 فبراير 1919، بهدف إعداد دستور ديمقراطي جديد.

ولم يُستخدم هذا البند الدستوري سوى خمس مرات منذ عام 1949، أسفرت 3 منها عن إجراء انتخابات مبكرة. وفي حين فاز كل من ويلي برانت وهيلموت كول في الانتخابات اللاحقة، وظلا في منصب المستشار، خسر جيرهارد شرودر أمام أنجيلا ميركل في عام 2005.

"سيناريو مفاجئ"

ووفقاً للصحيفة، تتمثل المفاجأة الوحيدة في الإجراء المقرر، الاثنين، في أن عدداً قليلاً من أعضاء البرلمان من حزب "البديل من أجل ألمانيا" (يمين متطرف)، قالوا إنهم سيصوتون بشكل مدروس لدعم المستشار.

ويأمل نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" في إرجاء الانتخابات العامة، والفوز المحتمل لمرشح حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" (يمين وسط) فريدريش ميرز، الذي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، بمنصب المستشارية.

اقرأ أيضاً

"المندفع" فريدريش ميرز يقترب من منصب مستشار ألمانيا

بات فريدريش ميرز قريباً من تولي منصب مستشار ألمانيا فبراير المقبل، بعد تقدم حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي في استطلاعات الرأي، وإثر انهيار ائتلاف أولاف شولتز.

ولفتت" فاينانشيال تايمز" إلى أن ميرز يرغب في تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وهو الإجراء الذي يعارضه حزب "البديل من أجل ألمانيا".

وبمجرد "خسارة" شولتز تصويت "طرح الثقة"، سيتمكن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من تأكيد الموعد المتفق عليه مسبقاً لإجراء الانتخابات الجديدة في 23 فبراير المقبل، وهو ما يمهد لانطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي.

وسيتوجه الناخبون الألمان إلى صناديق الاقتراع في منتصف الشتاء، في وقت تواجه البلاد "اقتصاداً راكداً، وتهديداً" يتمثل في فرض الولايات المتحدة تعريفات تجارية بعد عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

قضايا انتخابية "مثيرة للانقسام" 

وذكرت الصحيفة، أن ثمة قضايا انتخابية أخرى "مثيرة للانقسام"، تشمل إمكانية تسليم أسلحة أقوى لأوكرانيا، للدفاع عن نفسها في مواجهة الغزو الروسي، وسبل معالجة قلق الناخبين المتزايد بشأن الهجرة.

وتتوقع استطلاعات رأي فوز حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي يتقدم في بشكل كبير على منافسيه "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" بقيادة شولتز، و"الخضر"، "والحزب الديمقراطي الحر".

 ومع ذلك، من المرجح أن يحتاج ميرز إلى التعاون مع "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، أو "الخضر" لتشكيل حكومة أغلبية.

وأظهر استطلاع رأي، أجراه معهد INSA للأبحاث السياسية والسوقية الشهر الماضي، أن المستشار شولتز يصنف باعتباره واحد من "أقل الساسة شعبية" في ألمانيا.

ولكن شولتز يأمل في إحياء فرص حزبه الانتخابية من خلال خوض حملة انتخابية تركز على القضايا الاجتماعية، والحاجة إلى زيادة الاستثمارات في البنية الأساسية، ومساعدة قطاع صناعة السيارات في التحول المكلف إلى تصنيع المركبات الكهربائية، والترويج لنهج أكثر تحفظاً في دعم ألمانيا لأوكرانيا، مقارنة بمقترحات ميرز.

تصنيفات

قصص قد تهمك