إسرائيل.. محاولات لإعادة إحياء التعديلات القضائية وسط مخاوف من "حرب أهلية"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث مع محاميه خلال محاكمته بتهم الفساد في المحكمة الجزئية في تل أبيب. 16 ديسمبر 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث مع محاميه خلال محاكمته بتهم الفساد في المحكمة الجزئية في تل أبيب. 16 ديسمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

اتهم قادة المعارضة في إسرائيل، الاثنين، حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة تقويض الديمقراطية عبر السعي لإعادة طرح خطة التعديلات القضائية المثيرة للجدل، وإقالة المدعية العامة، وسط تصاعد المخاوف من اتجاه البلاد إلى "حرب أهلية".

ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، يسعى حالياً قادة ائتلاف نتنياهو الحاكم الذي يوصف بأنه الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، على عزل المدعية العامة جالي بهاراف ميارا، وإحياء خطة التعديلات القضائية المجمدة منذ أشهر.

واعتبر وزير المالية السابق أفيجدور ليبرمان، أن حكومة نتنياهو تقود البلاد نحو "حرب أهلية"، بينما حذر الوزير السابق في حكومة الحرب بيني جانتس، من عواقب "تكرار الأخطاء السابقة التي أدت إلى ضحايا وتدهور في الأمن".

وقال ليبرمان، الذي يقود حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض، للصحافيين إنه "لا يمكن مهاجمة جماعة (الحوثي) في اليمن ومهاجمة إيران، وفي الوقت ذاته مهاجمة المحكمة العليا والمدعية العامة".

وأعرب عن أسفه لاستمرار الحكومة في المضي قدماً بجهود إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، رغم استمرار القتال في قطاع غزة، والوضع غير المستقر في سوريا والضفة الغربية.

وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يتحدث في الكنيست بالقدس - 28 أكتوبر 2019
وزير المالية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان يتحدث في الكنيست بالقدس - 28 أكتوبر 2019 - Bloomberg

وأضاف: "لقد قررت الحكومة عمداً أن تقودنا إلى حرب أهلية. ولم يسبق أن شهدت إسرائيل وضعاً كهذا من تفكك المجتمع وتوتر داخلي بهذا الشكل".

وفي الوقت نفسه، دعا ليبرمان إلى "وقف الدعوات المحرّضة على العصيان"، مشدداً على "ضرورة إبقاء الجيش بعيداً عن جميع النقاشات السياسية والأيدولوجية". 

جاء ذلك بعد دعوة المدعي العام السابق موشيه لادور، السبت الماضي، طياري القوات الجوية الإسرائيلية للتوقف عن التطوع ضمن قوات الاحتياط في حال أعادت الحكومة إحياء خطة التعديلات القضائية المثيرة للجدل.

وبعد فوز نتنياهو الحاسم في انتخابات عام 2022، أطلقت حكومته اليمينية المتطرفة حملة للحد من صلاحيات القضاء. وقد أشعل ذلك احتجاجات جماهيرية في إسرائيل ومخاوف بين الحلفاء الغربيين بشأن الديمقراطية في البلاد.

ونفى نتنياهو أي صلة بين التعديلات القضائية ومحاكمته في قضايا فساد. وتراجع بشكل كبير عن الخطة بعد اندلاع الحرب، لكنه استأنف بعض الخطاب المناهض للقضاء في الأسابيع القليلة الماضية.

تصرفات "متهورة"

وفي السياق ذاته، وصف جانتس جهود الحكومة لإحياء خطة التعديل القضائي وإقالة المدعية العامة، بأنها تصرفات "متهورة" تهدد أمن الدولة، داعياً وزير العدل ياريف ليفين لـ"التراجع" عن هذه الخطوات. 

وفي حديثه للصحافيين قبل اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه "الوحدة الوطنية" الأسبوعي في الكنيست، قال جانتس، إن ليفين "لم يتعلم شيئاً بعد من أحداث السابع من أكتوبر، وسنندم جميعاً إذا لم نستخلص العبرة"، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر عام 2023 على جنوب إسرائيل.

ومضى قائلاً: "يا رئيس الوزراء وقادة الائتلاف لا تعيدونا إلى السادس من أكتوبر (2023). لقد دفعنا ثمناً باهظاً للغاية بسببه".

بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي في رامات جان شرق مدينة تل أبيب أعلن فيه الانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية- 09 يونيو 2024
بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي في رامات جان شرق مدينة تل أبيب أعلن فيه الانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية- 09 يونيو 2024 - Reuters

وأشار جانتس، إلى اجتماع قادة أحزاب الائتلاف الحاكم الذي عقد، الأحد، وناقش إقالة المدعية العامة، وإعادة أجندة التعديل القضائي، قائلاً إنهم "اجتمعوا لمناقشة الانقلاب".

وشدد جانتس، على أنه "عند تشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقبلاً، سيتبين أن حركة (حماس) اختارت السابع من أكتوبر لتنفيذ هجومها لأنها رأت أن الإصلاح القضائي مزّق المجتمع الإسرائيلي وأضعف حكومته".

وتابع: "تكرار نفس الخطأ هو قمة التهور. DH أعضاء الائتلاف، لا تضعفوا إسرائيل".

انتخاب رئيس للمحكمة العليا

أما زعيم المعارضة يائير لبيد فقال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه "ييش عتيد" في الكنيست، إنه في حال لم يقم وزير العدل ياريف ليفين بإجراء تصويت لاختيار رئيس جديد للمحكمة العليا بحلول 16 يناير المقبل، فإن عضو الكنيست كارين إلهرار "ستقوم بذلك نيابة عنه".

وفي الأسبوع الماضي، أمرت المحكمة العليا ليفين بإجراء تصويت في لجنة اختيار القضاة لاختيار رئيس جديد للمحكمة العليا قبل 16 يناير، وهي خطوة يرفضها وزير العدل منذ أكثر من عام، لأن التصويت في اللجنة بتكوينها الحالي سيمنح المنصب للقاضي الليبرالي إسحاق عميت الذي يعتبره ليفين وآخرين في الحكومة اليمينية المتشددة خصماً، وفقاً لـ"تايمز أوف إسرائيل".

وإذا رفض ليفين الامتثال لحكم المحكمة، ستكون اللجنة مخولة بإجراء التصويت من دونه.

زعيم المعارضة يائير لبيد يلقي كلمة أمام الكنيست. 27 مايو 2024
زعيم المعارضة يائير لبيد يلقي كلمة أمام الكنيست. 27 مايو 2024 - x/yairlapid

ولفت لبيد، إلى أن "الأغلبية في اللجنة تريد انتخاب رئيس للمحكمة العليا، ولا تحتاج إلى ياريف ليفين لإجراء التصويت. إذا رفض، فإن ذلك ليس له أي شرعية قانونية أو عملية، وستقوم كارين بوضعه للتصويت". 

وبعد حكم المحكمة، أشار ليفين إلى خطط لإحياء برنامج الإصلاح القضائي المجمد من قبل الحكومة، متهماً في منشور على منصة "فيسبوك" خلال عطلة نهاية الأسبوع، المحكمة بـ"الاستيلاء" على دور الكنيست التشريعي، وصلاحيات الحكومة التنفيذية.

وأشار لبيد، إلى أن الحكومة عندما حاولت تمرير هذا البرنامج سابقاً، أدى ذلك إلى سقوط 1800 شخص، موجهاً اللوم على أحداث 7 أكتوبر والحرب التي تلتها إلى ليفين ورئيس الوزراء.

تصنيفات

قصص قد تهمك