إيران: خامنئي من يحدد سياستنا في محادثات فيينا

عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا، ومندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي (يمين) يصلان إلى اجتماع  فيينا - 25 مايو 2021 - REUTERS
عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا، ومندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي (يمين) يصلان إلى اجتماع فيينا - 25 مايو 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت الحكومة الإيرانية، الثلاثاء، أن سياستها تجاه الاتفاق النووي، والمفاوضات الجارية مع القوى العالمية في فيينا لإعادة إحياء الاتفاق، ستستمر، وذلك وسط توقعات بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ربما يخلفه رئيس "أكثر تشدداً" ينتقد هذا الاتفاق، بحسب وكالة "بلومبرغ".

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، قوله إن "سياسة التعامل مع الأطراف المشاركة في محادثات فيينا، بما في ذلك الولايات المتحدة، اتخذها المرشد علي خامنئي، وبدعم من أعلى مستويات المؤسسة"، لافتاً إلى أن "هذا لن يتغير عندما يترك روحاني منصبه".

ومن المقرر أن يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع في 18 يونيو الجاري، لانتخاب رئيسهم الجديد، فيما يتواجد رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، المعروف بعدائه الشديد للولايات المتحدة، في أفضل رواق للفوز بالرئاسة.

"لا نتائج إيجابية"

عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عباس مقتدائي، قال إن بلاده أعطت الفرص لأطراف الاتفاق النووي، لكنها لم تحصل منهم على "نتائج إيجابية".

وأضاف في تصريحات نقلتها قناة "العالم": "إيران لن تخضع للضغوط غير القانونية، وستواصل برامجها النووية للأغراض السلمية".

وتابع: "تمديد إيران للتفاهم لمدة شهر مع الوكالة الدولية يأتي في إطار إبداء حُسن النوايا" من جانب بلاده، مشيراً إلى أن جميع فعاليات طهران النووية "سلمية وتتركز على مجالات الطب والصحة".

ومضى قائلاً: "الافتراءات الكاذبة يجب ألا تكون مبدأ للتعامل مع إيران"، معتبراً أن تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي "ليست تقنية وغير دقيقة".

تشكيك في إدارة بايدن

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شكك بدوره في التزام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالتخلي عن سياسة "الضغوط القصوى"، التي فرضها سلفه دونالد ترمب.

وكتب ظريف في تغريدة عبر "تويتر": "لا يزال من غير المعلوم هل الرئيس الأميركي (جو بايدن)، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن مستعدان لدفن سياسة (الضغوط القصوى) الفاشلة التي فرضها ترمب، ومايك بومبيو (وزير خارجيته) أم لا. والتوقف عن استخدام الإرهاب الاقتصادي كوسيلة ضغط للمساومة؟". 

وأكد ظريف التزام بلاده بالاتفاق النووي، وطالب واشنطن بأن تغير نهجها، قائلاً: "إيران ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة. اقرأوا فقط الفقرة 36. حان الوقت لتغيير المسار.

مباحثات فيينا

الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات غير مباشرة في العاصمة النمساوية فيينا، منذ أبريل الماضي، لاستكشاف موقف الجانبين من العودة للاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والذي ينص على أن تضع إيران قيوداً على برنامجها النووي، تجعل من الصعب عليها الحصول على مواد انشطارية لصنع أسلحة نووية، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.

وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات في 2 يونيو الجاري، وتستأنف الجلسة السادسة وربما الأخيرة، الخميس، على الرغم من عدم تأكيد الموعد.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سحب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق في عام 2018، في محاولة لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، معتبراً أنه غير كافٍ، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران، ورداً على ذلك، توقفت إيران تدريجياً عن احترام التزاماتها بموجب الاتفاق.

إلا أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق في حال عادت طهران لتلتزم بشروطه.

وإذا استؤنفت المحادثات، الخميس، فلن يتبقى سوى 8 أيام فقط للتوصل إلى اتفاق قبل إجراء الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 يونيو الجاري، والتي ترجح التوقعات نجاح رئيس من التيار المحافظ.