حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، الولايات المتحدة على "التعلم من أخطاء الماضي"، قبيل التحضير للقمة الروسية - الأميركية، المقررة في 16 يونيو الجاري، مشيراً إلى أن "تطبيع العلاقات يتحقق بالاحترام المتبادل".
وأضاف لافروف خلال منتدى "قراءات بريماكوف" السنوي: "آمل أن يقوم أولئك الذين يعملون مع الاتحاد الروسي بتقييم تصرفات روسيا ومصالحها وموقفها، وخطوطنا الحمراء على الأقل"، وأن "يتعلموا من أخطاء الماضي ويرفضوا إجراء حوار فقط من موقع ادعاء الهيمنة في الشؤون العالمية"، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأشار إلى أن "تطبيع العلاقات الروسية - الأميركية لا يمكن تحقيقه إلا باتباع مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر"، لافتاً إلى أن ذلك "يعد شرطاً ضرورياً، ليس فقط لدعم الحوار الطبيعي المستقر الذي يمكن التنبؤ به، والذي يقول الأميركيون إنهم يريدونه، ولكن من أجل التخلص من مواقف المواجهة المتراكمة بين دولتينا".
وفي وقت سابق، أعلن الكرملين والبيت الأبيض أن القمة التي طال انتظارها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن ستعقد في مدينة جنيف السويسرية، إذ سيناقش الزعيمان "آفاق تعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر ومسائل الاستقرار الاستراتيجي، بالإضافة إلى القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي، والتي تشمل التعاون في مكافحة جائحة كورونا، وتنظيم الصراعات الإقليمية".
"التزام أميركي"
بايدن أكد أن جولته الأوروبية التي انطلقت في وقت سابق، الأربعاء، تتمحور حول "تحقيق التزام متجدد لأميركا إزاء حلفائنا وشركائنا، وإظهار قدرة الديمقراطيات على مواجهة التحديات وردع تهديدات هذا العصر الجديد".
وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن قمة بايدن وبوتين تأتي في ظل أسوأ أزمة في العلاقات بين البلدين منذ سنوات، مع تصاعد التوتر بشأن مسائل تشمل اتهامات لموسكو بالقرصنة الإلكترونية، والتدخل في الانتخابات الأميركية، وملف حقوق الإنسان في روسيا.
وسيناقش الرئيسان أيضاً شؤوناً دولية بما في ذلك قضايا التسلّح، والأزمة في سوريا، والصراع في أوكرانيا، وبيلاروسيا، والملف النووي الإيراني، والاحتباس الحراري، إضافة إلى خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، ويقلق الولايات المتحدة.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن بايدن كثّف، منذ تنصيبه في 20 يناير الماضي، ضغوطه على الكرملين، بما في ذلك وصفه بوتين بأنه "قاتل"، في تصريحات أثارت انتقادات عنيفة من موسكو.
لكن الرئيسين أعربا عن أملهما بتحسّن علاقاتهما، فيما رجّح الرئيس الروسي أن تسفر المحادثات عن نتائج "إيجابية".