قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، الثلاثاء، إن الأزمة الاقتصادية وإعادة إعمار لبنان ستكون على رأس أولويات حكومته الجديدة التي يجري تشكيلها وسط آمال بعهد جديد يشهد الاستقرار بعد طول غياب.
وأضاف سلام في أول تصريح رسمي له بعد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في لبنان: "من أهم التحديات التي ستواجه الحكومة المقبلة التصدي لنتائج العدوان الإسرائيلي الأخير، والتنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701 وكافة بنوذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وشدد رئيس الحكومة المكلف على أن "جزءاً من شعبنا لا تزال منازله مهدّمة، ومؤسساته التجارية مهدّمة وصروحه التربوية معطلة، وواجب علينا أن نحفظ كرامتهم من خلال إعادة بناء منازلهم في الجنوب والبقاع وبيروت، وذلك من أجل عودة كريمة لأهلنا إليها".
وكشف أن "إعادة الإعمار التزام يتطلب العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701 وكافة بنوذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر" في لبنان، مشدداً على أن "لا أمن ولا استقرار دون ذلك، وهذا يقتضي العمل أيضاً على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية كما جاء حرفياً في اتفاق الطائف".
كما قال سلام إن "الأزمة المالية التي أفقرت اللبنانيين، ستكون على رأس الأولويات، حيث ستعمل الحكومة التي كُلفت بتشكيلها، على وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد منتج وحديث، يرتكز على تحفيز نمو شامل ومستدام وتأمين فرص العمل للأجيال المقبلة".
سلام: لن أقصي أحداً
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف إن "الشرط الأساسي في ذلك هو قيام دولة عادلة ذات إدارة شفافة تقوم على مبدأ المواطنة ومفهوم سيادة القانون، تتجسد في المبادئ العالمية لحقوق الانسان كما نصت عليه مقدمة الدستور المعدل بالاستناد إلى اتفاق الطائف".
وتابع: "حان الوقت لبدء فصل جديد في البلاد، فصل نريده متجذراً بالعدالة والأمن والتقدم والفرص، ليكون لبنان بلد المواطنين الأحرار المتساوين في الحقوق والواجبات".
كما تعهد بالعمل على تنفيذ أحكام اتفاق الطائف التي لم تنفذ بعد، وتصحيح ما تم التنفيذ منه وسد ثغراته، وقال: "عشنا في ظل إدارة نخرها الفساد.. آن الأوان لوضعها في خدمة الناس".
كما تعهد بإنصاف ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وتطرق إلى توجسات بعض التيارات السياسية، قائلاً إنه "ليس من أهل الاقصاء والاستبعاد، بل من أهل التفهم والشراكة الوطنية"، داعياً الجميع إلى الانطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار.
وقال سلام: "سأحرص على ألا يشعر مواطن واحد بتهميش واستبعاد، تطلعاتنا كبيرة وخطواتنا التدريجية والثابثة هي الطريق الأنجح لتحقيقها".
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، الاثنين، أن الرئيس جوزاف عون كلف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، بينما كان سلام خارج البلاد.
وأفاد بيان الرئاسة بأن الحصيلة النهائية ليوم الاستشارات النيابية الملزمة الطويل كشفت عن ذهاب 84 صوتاً للقاضي نواف سلام، مقابل 9 لصالح نجيب ميقاتي، و35 لا تسمية.
