أعلنت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، "نجاح" عملية تبادل للمحتجزين بين الولايات المتحدة، وأفغانستان بعد أشهر من المفاوضات، مشيرةً إلى أن المساعي أثمرت عن إطلاق سراح مواطنين أميركيين كانا محتجزين في أفغانستان، مقابل الإفراج عن مواطن أفغاني كان محتجزاً في الولايات المتحدة.
وأفاد البيان القطري، بأن جميع المحتجزين وصلوا إلى الدوحة، وجرت الترتيبات اللازمة تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم.
وأعرب وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح، عن شكر قطر لـ"حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، وحكومة الولايات المتحدة، على تجاوبهما الإيجابي مع جهود قطر وتعاونهما في تيسير عملية تبادل المحتجزين".
وعبّر عن أمل بلاده في أن "يمهد هذا الاتفاق الطريق لتحقيق المزيد من التفاهمات، سبيلاً لحل الخلافات بالطرق السلمية".
مفاوضات "طويلة ومثمرة"
من جهتها، قالت حكومة حركة طالبان في أفغانستان، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أفرجت عن سجين أفغاني أدانته محكمة أميركية بتهريب المخدرات والإرهاب، وذلك مقابل الإفراج عن مواطنين أميركيين اثنين كانا محتجزين في أفغانستان.
وأفاد مسؤولون أفغان، بأن الأفغاني خان محمد وصل إلى كابول بعد إطلاق سراحه، فيما ذكرت وزارة العدل الأميركية أن محكمة قضت عام 2008 بسجنه مدى الحياة، وكانت هذه أول إدانة له في اتهامات تتعلق بالمخدرات والإرهاب.
وأشارت وزارة الخارجية بحكومة طالبان، في بيان، إلى أن تبادل السجناء جاء نتيجة مفاوضات "طويلة ومثمرة" بين السلطات الأفغانية والأميركية.
وجاء على موقع وزارة العدل الأميركية على الإنترنت، أنه ألقي القبض على محمد في شرق أفغانستان عام 2006، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة في العام التالي.
وكان المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد أكد، في وقت سابق الثلاثاء، إطلاق سراح الأميركيين، لكنه أحجم عن الكشف عن هويتيهما.
وأحد الأميركيين المفرج عنهما يدعى رايان كوربيت، بحسب بيان على موقع إلكتروني تديره أسرته، والذي ذكر أن كوربيت كان محتجزاً لدى طالبان منذ عام 2022.
وذكرت شبكة CNN، وصحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد الماضي، أن الأميركي الثاني الذي جرى إطلاق سراحه هو وليام ماكنتي.
وجاء في بيان خارجية حكومة طالبان، أن "أفغانستان تنظر إلى تصرفات الولايات المتحدة بشكل إيجابي عندما تسهم في تطبيع وتوسيع العلاقات بين البلدين".
ووجه البيان الشكر لقطر على دورها في عملية التبادل، في حين أعلن المتحدث باسم الوزارة عبد القهار بلخي عن وصول محمد إلى كابول وعودته إلى أسرته.
من هم المفرج عنهم؟
أوضحت وزارة العدل الأميركية على موقعها الإلكتروني، أن خان محمد كان عضواً في حركة طالبان الأفغانية، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في تهمتين عندما كان يبلغ من العمر 38 عاماً، في أول اتهامات تتعلق بالمخدرات والإرهاب يتم توجيهها في الولايات المتحدة.
ونقل الموقع عن سجلات المحكمة، أن محمد كان "جهادياً عنيفاً ومهرب مخدرات.. سعى لقتل جنود أميركيين في أفغانستان باستخدام الصواريخ".
أما كوربيت فكان يدير، وفقاً لأسرته، منظمة غير حكومية اسمها "بلوم أفغانستان"، وهي مؤسسة اجتماعية تركز على دعم القطاع الخاص في أفغانستان.
وألقت سلطات طالبان القبض على كوربيت عام 2022 عندما زار أفغانستان لتجديد تأشيرة العمل الخاصة به، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن أسرة ماكنتي طلبت من الحكومة الأميركية الحفاظ على خصوصيته وعدم نشر تفاصيل عنه.
وأفادت CNN، بأن عملية تبادل السجناء تتوج عملاً استغرق سنوات، وتمت في الساعات الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وقبيل تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه، الاثنين.
ويرى جريم سميث، المحلل البارز في المجموعة الدولية للأزمات، أنه "من الملاحظ أن طالبان انتظرت ترمب"، مضيفاً: "إدارة بايدن هي التي تفاوضت بالطبع، وأعتقد أن الإدارة المنتهية ولايتها أرست الأساس لمزيد من الصفقات المحتملة"، في إشارة إلى محادثات عن أميركيين آخرين معتقلين في أفغانستان وكذلك محمد رحيم، وهو سجين بارز محتجز في معتقل جوانتانامو.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع هذا الشهر قوله، إن "إدارة بايدن كانت تتفاوض مع طالبان منذ يوليو الماضي على الأقل بشأن مقترح أميركي بالإفراج عن 3 أميركيين، من بينهم رايان كوربيت وأيضاً جورج جليزمان ومحمود حبيبي، مقابل الإفراج عن رحيم".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن جليزمان هو ميكانيكي سابق بشركة طيران، وحبيبي حاصل على الجنسية الأميركية ألقي القبض عليه بعد وقت قصير من سقوط زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية.
