في موقف غير مألوف في العلاقات الدولية، شهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن بشأن حقيقة اتصال هاتفي قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجراه مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
ورداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع السيسي بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن، أجاب ترمب الذي كان يتحدث لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "نعم، تحدثت معه"، مضيفاً أن الرئيس المصري رد بأنه "يرغب في أن يرى سلاماً في الشرق الأوسط"، في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة "القاهرة" الإخبارية.
وذكر المصدر المصري، أن أي اتصال هاتفي للرئيس المصري يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول، مشدداً على أنه "كان يجب تحري الدقة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسَي البلدين".
وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترمب: "أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً".
كما زعم ترمب في تصريحات للصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.
وقال الرئيس الأميركي: "أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة".
وفي وقت سابق، الأحد، قال الرئيس الأميركي، إنه تحدَّث إلى ملك الأردن بشأن مقترحه، وسيتصل بالرئيس المصري في الأمر ذاته.
وكان الاتصال المرتقب بين ترمب والسيسي محط اهتمام واسع، خاصة في أعقاب الرفض المصري والأردني والفلسطيني لمقترح الرئيس الأميركي بشأن رغبته في نقل سكان من غزة إلى البلدين.
ولم تعلن الرئاسة المصرية أو البيت الأبيض رسمياً عن مكالمة بين السيسي وترمب، بعد أن كانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً يرفض بشدة مقترحات ترمب، الأحد، عقب ساعات من إعلانه نيته طرحها على الرئيس المصري في اتصال هاتفي.
ترمب والسيسي.. "علاقات متميزة"
وتضمَّن النفي المصري الإشارة إلى العلاقات المتميزة التي تجمع بين رئيسي البلدين، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية.
وفي سبتمبر 2016، اجتمع السيسي مع ترمب الذي كان مرشحاً جمهورياً للرئاسة الأميركية ومنافسته الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون، وذلك على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي الاجتماع أعرب ترمب عن دعمه القوي للسيسي ووعده بأن الولايات المتحدة ستكون "صديقة وفية لمصر" حال فوزه بالرئاسة، مؤكداً وجود "كيمياء كبيرة" بينهما.
وعلى الجانب الآخر، قال السيسي في مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية الأميركية، عقب الاجتماع، إنه لا يشك أن ترمب "سيكون رئيساً عظيماً".
كما أن السيسي، كان أول رئيس يهنّئ ترمب على فوزه بولايته الرئاسية الأولى في عام 2016، في المقابل هنَّأ الرئيس الأميركي نظيره المصري على فوزه أيضاً بانتخابات الرئاسة في عام 2018.
وفي وقت سابق من الأحد الماضي، عبَّر ترمب عن رغبته في استقبال مصر والأردن، فلسطينيين من قطاع غزة، وقال آنذاك إنه تحدَّث مع ملك الأردن، وسيتصل بالرئيس السيسي، بشأن هذا الأمر.
وذكر ترمب، في تصريحات للصحافيين، أن قطاع غزة "موقع هدم حرفياً"، مشيراً إلى أن "الناس يموتون هناك"، وأنه يفضل المشاركة مع بعض الدول العربية في "بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا في سلام من باب التغيير".