تتكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي أدت اليمين، الأحد، من مزيج من الأحزاب السياسية التي لم يكن لديها قاسم مشترك، إلا الرغبة في إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ يمتد التحالف من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، كما أنه يضم لأول مرة فصيلاً عربياً صغيراً، يمثل الأقلية العربية في إسرائيل، حسب وكالة "رويترز" الإخبارية.
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته الأحد، إنه من المتوقع أن تركز الحكومة الجديدة على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، بدلاً من معالجة القضايا الدبلوماسية الرئيسية مثل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وهي القضايا التي رأت الوكالة أنها تخاطر بكشف الانقسامات الداخلية في تل أبيب.
رئيس الوزراء، نفتالي بينيت
يقود بينيت حزب "يمينا" القومي الذي يؤيد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، ويعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وبموجب اتفاق الائتلاف الجديد، سيشغل منصب رئيس الوزراء لمدة عامين حتى يحل محله يائير لبيد، كما أنه سيكون أول زعيم للبلاد يرتدي الكيباه (وهو غطاء الرأس الذي يرتديه اليهود الأرثوذكس).
وقد استطاع بينيت جمع ثروة من خلال العمل في مجال التكنولوجيا قبل دخول عالم السياسة في عام 2013، حينما خدم في عدة حكومات سابقة بقيادة نتنياهو.
وزير الخارجية، يائير لبيد
يرأس لبيد حزب "يش عتيد" الوسطي، وهو الحزب الأكبر في الائتلاف، لكنه وافق على تقاسم السلطة مع بينيت لتأمين أغلبية برلمانية. وقد استقال من وظيفته كمذيع تلفزيوني في عام 2012 وأنشأ حزبه الخاص، والذي كان يهدف إلى تخفيف الضغوط المالية على الطبقة الوسطى.
وقبل أن ينتقل إلى المعارضة التي قادها حتى الأحد، شغل لبيد منصب وزير المالية، وسيشغل الآن منصب وزير الخارجية لمدة عامين، ثم سيتولى رئاسة الوزراء حتى نهاية ولاية الحكومة في 2025.
ويسعى لبيد إلى إنهاء العديد من الامتيازات التي يتمتع بها اليهود الأرثوذكس، وهو الأمر الذي لطالما كان مصدر شكوى من قبل العديد من الإسرائيليين العلمانيين.
وزير الدفاع بيني غانتس
قبل عامين فقط، كان غانتس، وهو قائد عسكري سابق يرأس حزب "أزرق أبيض" الوسطي، والذي كان بمثابة الأمل للمعارضة في الإطاحة بنتنياهو، لكنه وافق على الانضمام إلى الأخير في حكومة "وحدة"، وهو القرار الذي أغضب العديد من أنصاره. والآن سيكون غانتس جزءاً من الائتلاف الجديد حيث سيشغل منصب وزير الدفاع.
وزير المالية أفيغادور ليبرمان
ليبرمان هو يميني، يعيش في مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية، وقد كان سياسياً بارزاً طوال العقد الماضي، شغل عدة مناصب في حكومات نتنياهو، بما في ذلك منصب وزير الدفاع، لكنه استقال منه، وبصفته وزيراً للمالية الآن، فإنه سيتعين عليه السيطرة على عجز الميزانية الذي تضخم خلال أزمة وباء كورونا.
وزير العدل جدعون ساعر
كان ساعر هو المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب "الليكود"، لكن رئيس الوزراء السابق بذل قصارى جهده لإبقائه بعيداً عن دائرة الضوء، وبعيداً عن تقلد أي مناصب رفيعة المستوى، ما دفعه للانفصال عن الحزب. وبصفته رئيساً لـ"حزب الأمل الجديد"، فإنه سيصبح وزيراً للعدل، وعضواً في مجلس الوزراء الأمني.
وزيرة النقل ميراف ميخائيلي
مثل لبيد، فإن ميراف قد بدأت عملها في عالم الإعلام، وأمضت خدمتها العسكرية الإلزامية في راديو الجيش الإسرائيلي، وبعد انضمامها إلى حزب العمل، تم انتخابها لأول مرة في الكنيست في عام 2013، وشغلت عدة مناصب، بما في ذلك منصب رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، وقبل انتخابات مارس 2021، فازت بقيادة الحزب.
وزير الصحة نيتزان هورويتز
قبل دخوله عالم السياسة، عمل هورويتز كمراسل لعدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، من بينها إذاعة الجيش، وصحيفة "هآرتس"، والقناة العاشرة الإسرائيلية، وتم انتخابه لأول مرة في الكنيست في عام 2009 كعضو في حزب "ميرتس" اليساري، وفي عام 2013، ترشح لمنصب رئيس بلدية تل أبيب ولكنه لم يفز، وفي سبتمبر 2019، عاد إلى الكنيست بعد فوزه بقيادة الحزب، وهو مثلي الجنس.
منصور عباس
ستكون القائمة العربية الموحدة التي يتزعمها عباس أول حزب يتم اختياره من الأقلية العربية في حكومة إسرائيلية.
ومن المتوقع أن يشغل عباس منصب نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء، حيث يهدف إلى التفاوض على زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي في البلدات والقرى العربية.
وبحسب "رويترز" فإن وجوده "يشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار"، إذ إنه تعرض لانتقادات من قبل الفلسطينيين لموافقته على دعم حكومة إسرائيلية، بينما تواصل تل أبيب احتلال الأراضي الفلسطينية.
ورداً على هذه الانتقادات، قال عباس لصحيفة "لا ريبابليكا"، الإيطالية: "ستكون هناك قرارات صعبة، بما في ذلك القرارات الأمنية، ولكن علينا التوفيق بين هويتنا كعرب فلسطينيين، وكمواطنين في إسرائيل".