مصر عازمة على العمل مع ترمب للتوصل إلى سلام منشود قائم على حل الدولتين

السيسي: ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الألماني في القاهرة. 11 سبتمبر 2024 - Getty Images
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الألماني في القاهرة. 11 سبتمبر 2024 - Getty Images
دبي-الشرق

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، مشيراً إلى أن بلاده عازمة على العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى سلام منشود قائم على حل الدولتين.

وأوضح السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني ويليام روتو، أن الشعب المصري سيعارض فكرة التهجير، قائلاً: "لو أنا طلبت منه هذا الأمر سيخرج كله في الشارع يقول لي لأ، لا تشارك في ظلم، وأنا أقولها بمنتهى الوضوح، تهجير وترحيل الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".

وأكد السيسي أن ما يتردد عن إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى مصر، سيكون معناه عدم استقرار للأمن القومي المصري والأمن القومي العربي في منطقتنا. وتابع: "مهم جداً إن الناس اللي بتسمعنا تعرف أن منطقتنا بها أمة لها موقف في هذا الأمر، سواء أنا موجود في مكاني أو مشيت منه".

وأشار السيسي إلى ما اعتبره "ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية"، قائلاً: "لا يمكن أبداً الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن هذه الثوابت، وهي الأسس التي يقوم عليها الموقف المصري، والتي تشمل إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص شعبها وإقليمها".

العمل مع ترمب

واعتبر السيسي أن ترمب قادر على تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية بحقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مضيفاً: "عازمون على العمل مع الرئيس ترمب وهو يرغب في تحقيق السلام بالمنطقة".

ولفت إلى أن "مصر حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك"، وأكد أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار "الذي تم التوصل إليه بعد جهود مصرية مضنية بالشراكة مع شركائنا في قطر والولايات المتحدة"، منبهاً إلى أهمية "ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الانسانية، وبدء مسار سياسي حقيقي لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

 

إشادة فلسطينية

وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره لموقف الرئيس المصري الرافض لتهجير أهالي قطاع غزة.

وقال عباس، في برقية بعثها إلى السيسي: "إننا نعرب عن بالغ تقديرنا لموقف مصر الثابت الذي قمتم اليوم بإعادة التأكيد عليه، وهو تجديد الرفض لتهجير شعبنا من قطاع غزة، ورفض الظلم على الشعب الفلسطيني، وتجديد موقف مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية والذي لا يمكن أبداً التنازل عنه بأي شكلٍ من الأشكال".

وأضاف أن كلمات الرئيس المصري "لها وقعها وأثرها الكبيرين على أبناء شعبنا، وهو الموقف المتوافق مع القانون الدولي، والذي يصر عليه شعبنا، ويتمسك بالبقاء على أرض فلسطين والصمود فيها، ومكافحة أي محاولة لاقتلاع شعبنا من أرضه إلى أي بلد آخر".

كما أشاد رئيس "حماس" في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، خلال حفل تكريم الأسرى المحررين في القاهرة، بالمواقف الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني، وأكد اعتزازه بموقف مصر والأردن الرافض لمخططات التهجير، مشيراً إلى ثقته في "قدرة الدول العربية، وعلى رأسها مصر، لإفشال هذه المخططات الخبيثة"، بحسب بيان صادر عن الحركة، الأربعاء.

وقال الحية إن "الاحتلال فشل في فرض معادلاته"، واستشهد بصمود الشعب الفلسطيني أمام محاولات التهجير القسري.

رفض مصري أردني

وشهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن، إذ قال ترمب للصحافيين، الاثنين، إنه تحدث مع السيسي، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع الرئيس المصري بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة "القاهرة" الإخبارية.

 وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترمب: "أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً".

وزعم ترمب في تصريحات للصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.

وكان الأردن ومصر، شددا، في وقت سابق، على رفضهما أي محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، سواء مؤقتاً أو على المدى الطويل.

وأكدت الخارجية المصرية، في بيان، "تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، ورفضها أي مساس بالحقوق الفلسطينية سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير".

كما جدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، رفض المملكة أي حديث بشأن تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن الأردن مستمر في التصدي له.

تصنيفات

قصص قد تهمك