أفادت مصادر أميركية مطلعة، الجمعة، بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب أجبرت كبار القيادات في إدارة الأرشيف والسجلات الوطنية على الاستقالة، وذلك في إطار عملية إعادة تنظيم كبرى للوكالة، حسبما أوردت شبكة CNN.
وجاء الإشعار الأول للموظفين في رسالة بريد إلكتروني أرسلها نائب أمين الأرشيف، ويليام جي بوسانكو، أخبر فيها أعضاء فريقه أنه "سيتقاعد وأنه كان شرفاً وامتيازاً العمل في الأرشيف خلال السنوات الـ 32 الماضية".
وجاء في رسالة بوسانكو: "يرجى التركيز على المهمة والاهتمام ببعضكم البعض (...) لكم أعمق احترامي وإعجابي. أشعر بحزن شديد لأنني لست بجانبكم في هذا الوقت المهم من تاريخ الوكالة".
وحملت رسالة وداع بوسانكو عنوان Littera Scripta Manet، وهي عبارة لاتينية تعني "الكلمة باقية"، وهي عبارة ذات مغزى لأولئك الذين يعملون في الأرشيف الوطني، كما أرفق بوسانكو نسخة من قانون أمين الأرشيف.
وبالإضافة إلى بوسانكو، من المتوقع استقالة 5 مسؤولين كبار آخرين، إذ يُنظر إلى رحيل كبار الموظفين على أنه خسارة كبيرة للوكالة، التي تعتبر غير حزبية ومكرسة للحفاظ على التاريخ والوثائق.
ويعد بوسانكو، الذي كان يعمل أميناً للأرشيف بالإنابة، منذ أن عزل ترمب، كولين شوجان، شخصية محبوبة ومحترمة في إدارة الأرشيف الوطني، إذ ينسب زملاؤه الفضل إليه في الحفاظ على الوكالة "غير الحزبية"، ووصفه مسؤول كبير سابق، بأنه "محترف بارع ومكرس للحفاظ على الوثائق التاريخية".
ومن المتوقع أن يعلن البيت الأبيض عن خطط لقيادة جديدة في الأرشيف الوطني خلال الأيام المقبلة، إذ تأتي الاستقالات القسرية، بعد أن تعهد ترمب بـ"تنظيف" الوكالة.
واكتسب دور الأرشيف الوطني أهمية جديدة في السنوات الأخيرة في أعقاب تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، لمنتجع ترمب مار إيه لاجو كجزء من تحقيق في سوء التعامل مع الوثائق الرئاسية، بما في ذلك الوثائق السرية شديدة الحساسية.
وأحال المفتش العام للأرشيف الوطني، القضية، إلى وزارة العدل في عام 2022، بعد أكثر من عام من محاولة التفاوض مع ترمب بشأن إعادة الأوراق الرئاسية، بما في ذلك الوثائق السرية للغاية.