ولي العهد السعودي يبحث مع روبيو علاقات البلدين والأوضاع الدولية

جانب من استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الرياض. 17 فبراير 2025 - REUTERS - "واس"
جانب من استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الرياض. 17 فبراير 2025 - REUTERS - "واس"
دبي-الشرق

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، الاثنين، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن اللقاء بحث كذلك مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن روبيو أكد على "قوة العلاقة الأميركية السعودية"، معرباً عن تطلعه لـ"زيادة التعاون الاقتصادي والدفاعي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتزم بمواصلة تعزيز الشراكة الثنائية".

ووفقاً للخارجية الأميركية، شدد روبيو والأمير محمد بن سلمان على "التزامهما بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة"، و"ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، بما في ذلك المواطنين الأميركيين".

وشدد الوزير الأميركي، على "أهمية التوصل إلى ترتيبات بشأن غزة، تساهم في الأمن الإقليمي".

وذكر البيان الأميركي، أن الاجتماع ناقش "سبل تعزيز المصالح المشتركة في سوريا ولبنان، وفي مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة".

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن روبيو "سلّط الضوء على الذكرى الـ80 هذا الشهر للاجتماع الذي عقد عام 1945 بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز على متن السفينة الحربية يو إس إس كوينسي".

وحضر الاستقبال من الجانب السعودي، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، وسكرتير ولي العهد بندر الرشيد.

فيما حضر من الجانب الأميركي، مستشار الأمن القومي مايكل والتز، والمبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين.

وجاء ذلك بعد ساعات من استقبال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في ديوان الوزارة بالرياض نظيره الأميركي، لبحث "العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين"، إضافة إلى "بحث المستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها"، بحسب بيان الخارجية السعودية.

الاجتماع الروسي الأميركي

وجاءت هذه الاجتماعات قبل ساعات من عقد المسؤولين الأميركيين محادثات مرتقبة مع مسؤولين روس، تهدف إلى إنهاء حرب موسكو المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركي تامي بروس، في وقت سابق الاثنين، إن المحادثات المقرر عقدها، الثلاثاء، في السعودية تهدف إلى "تحديد السبل الممكنة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا".

وأضافت بروس لصحافيين في الرياض، أن الاجتماع الذي سيضم روبيو ووالتز وويتكوف هو "خطوة لتحديد ما إذا كان الروس جادين بشأن المحادثات المتعلقة بالسلام".

وتابعت: "الاجتماع هو متابعة للمحادثة الأولية بين (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والرئيس (دونالد) ترمب بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة الأولية ممكنة... وما إذا كان من الممكن إدارة هذا الأمر".

ومن المقرر أن يشارك يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المحادثات الثنائية مع المسؤولين الأميركيين، وذلك بعد أن تحدث بوتين هاتفياً مع ترمب، الأسبوع الماضي، واتفقا على البدء في محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الروسي، أوضح أوشاكوف، أن الهدف من الاجتماع هو "بحث سبل استعادة العلاقات الطبيعية (مع الولايات المتحدة)، وبحث بدء المفاوضات المحتملة بشأن أوكرانيا، فضلاً عن آفاق الاتصالات على أعلى مستوى (بين بوتين وترمب)".

مطالب أميركية

وتتوقع كبيرة الباحثين في معهد "نيولاينز" للدراسات كارولين روز، أن "تحصل إدارة ترمب على تنازلات" من روسيا.

وأضافت روز في تصريحات لـ"الشرق"، أن إدارة ترمب من الممكن أن تطلب من موسكو "إضعاف العلاقات مع الصين، مقابل السماح لهم بالحصول على تنازلات من أوكرانيا، ومنها بقاء السيطرة الروسية على الأراضي في لوغانسك ودونيتسك". 

وأضافت: "إدارة ترمب سوف تصرح بشكل علني عن هذه المطالب، وسوف تحاول أن تلزم روسيا بذلك، ولا أرى أن الإدارة الحالية تكترث كثيراً بشأن تواجد روسيا العسكري في الشرق الأوسط".

من جهتها، ترى المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إيلينا سوبونينا، أن "روسيا غير مستعدة خلال هذه المفاوضات لتقديم أي تنازلات"، لافتةً إلى احتمالية أن تطلب إدارة ترمب "من روسيا تعاوناً في القطب الشمالي، وتخفيف التعاون مع الصين وإيران، لكن روسيا غير مستعدة لتقديم تنازلات في هذه النقاط".

وتابعت: "ليس بالضرورة أن تقدم إدارة ترمب مطالبات في الملف الأوكراني بالذات، فروسيا متأكدة بأن شبه جزيرة القرم وكذلك الأقاليم الأربعة في شرق أوكرانيا تبقى في روسيا الفيدرالية"، في إشارة إلى مناطق زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك. 

وتوقع أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود بالرياض مطلق المطيري، "ألا تكون المفاوضات بين الجانبين سريعة وسهلة، إذ أن فيها من التعقيد الشيء الكبير". ولفت في حديث لـ"الشرق"، إلى أنه من الممكن أن تبحث واشنطن وموسكو "الضمانات الأمنية"، وتحديد "المناطق الآمنة وكيفية إداراتها ولمن تتبع".

تصنيفات

قصص قد تهمك