روحاني يعلن انتخاب رئيس جديد لإيران.. ومنافسو رئيسي يهنئونه بالفوز

المترشح "المتشدد" إبراهيم رئيسي بعد الإدلاء بصوته في طهران - 19 يونيو 2021 - VIA REUTERS
المترشح "المتشدد" إبراهيم رئيسي بعد الإدلاء بصوته في طهران - 19 يونيو 2021 - VIA REUTERS
طهران/دبي- وكالات

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، انتخاب رئيس جديد لإيران من الدورة الأولى للاقتراع، فيما بعث المرشحون في الانتخابات رسائل تهنئة إلى المرشح "المتشدد" إبراهيم رئيسي بانتخابه رئيساً لإيران.

وقال روحاني في كلمة متلفزة "أهنئ الشعب على خياره.. سأوجه تهاني الرسمية لاحقاً، ولكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافر في هذه الانتخابات، وثمة من تمّ انتخابه من قبل الشعب".

وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، بأن بقية المنافسين في الانتخابات، عبد الناصر همتي المقرّب من الإصلاحيين، ومحسن رضائي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، المقرّبان من المحافظين، بعثوا برسائل تهنئة إلى رئيسي، لانتخابه رئيساً لإيران.

وأظهرت النتائج الأولية بأن رئيسي، رئيس السلطة القضائية (60 عاماً)، حقق نسبة أصوات تجاوزت 50%، في طريقه لخلافة حسن روحاني الذي لا يحق له الترشح هذه المرة، بعدما شغل منصب رئيس الجمهورية لولايتين متتاليتين اعتباراً من 2013.

وتراوحت نسبة المشاركة بين 44% و60%، في انتظار الإعلان الرسمي، فيما تم تسجيل أدنى نسبة مشاركة في محافظتي أذربيجان وخراسان.

وبدأت عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بنسختها الثالثة عشرة، بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الثانية صباحاً (21:30 الجمعة بتوقيت غرينتش).

وأدلى ملايين الإيرانيين بأصواتهم طيلة 19 ساعة في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تنافس فيها رئيسي، الخاضع لعقوبات أميركية، مع المحافظَين المتشددين محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري، والنائب أمير حسين قاضي زاده هاشمي؛ أما المرشح الوحيد من خارج التيار المحافظ، فهو الإصلاحي عبد الناصر همتي، حاكم المصرف المركزي منذ عام 2018 حتى ترشحه.

موظفون يعدون الأصوات في مركز اقتراع خلال عملية الفرز في طهران. 19 يونيو 2021 - via REUTERS
موظفون يعدون الأصوات في مركز اقتراع خلال عملية الفرز في طهران. 19 يونيو 2021 - REUTERS

وخاض السباق 4 مرشحين من الذين نالوا الأهلية من مجلس صيانة الدستور، فيما واجه المجلس انتقادات لاستبعاده أسماء بارزة مرشحة، ما أثار هواجس من تأثير ذلك سلباً على المشاركة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن متحدث باسم لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية، أن أبواب المراكز أقفلت عند الساعة الثانية فجراً، بعد تمديد مهلة التصويت 3 مرات، على أن يُسمح للموجودين داخل المراكز عند الإقفال بالإدلاء بأصواتهم.

"انتخابات تحديد المصير"

المرشد الإيراني علي خامنئي أطلق الانتخابات بالإدلاء بصوته بعد دقائق من فتح التصويت في السابعة صباحاً من يوم الجمعة في طهران، مكرراً الدعوة إلى مشاركة كثيفة لأن "ما يفعله الشعب الإيراني اليوم يحدد مصيره ويبني مستقبله لعدة سنوات".

وتعد نسبة المشاركة موضع ترقب، علماً بأن أدنى نسبة مشاركة في انتخابات رئاسية في إيران بلغت 50.6%، وسجلت في عام 1993. وقبل انتخابات 2021، توقعت استطلاعات رأي ووسائل إعلام محلية مشاركة بحدود 40%.

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الإدلاء بصوته. 18 يونيو 2021 - REUTERS
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الإدلاء بصوته. 18 يونيو 2021 - REUTERS

وأفادت وكالة "فارس" القريبة من المحافظين المتشددين بأن نسبة المشاركة بلغت 37% حتى الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش مساء الجمعة، مشيرة إلى احتمال تخطيها عتبة 50%.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أربعة أعوام 73%، في حين شهدت الانتخابات التشريعية في فبراير 2020 نسبة امتناع قياسية بلغت 57%، وفق وكالة "فرانس برس".

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأنه بحلول المساء بدت نسبة الإقبال أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة عام 2017.

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لأماكن الاقتراع، وبدا أن مشاركة الناخبين قليلة في الساعات الأولى من الانتخابات.

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب الإدلاء بصوته: "على الرغم من المشاكل والقضايا قبل الانتخابات، فلا يزال يتعين علينا التصويت"، مضيفاً: "انتخابات عدد قليل من الدول فقط تهم العالم، ومن بينها إيران"، بحسب "إيران إنترناشيونال".

ولكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وصف في رسالة مصورة طريقة إجراء الانتخابات بأنها "على حساب الوطن"، بحسب ما أوردت قناة "إيران إنترناشيونال".

وقال أحمدي نجاد: "كواجب شخصي، لست مستعداً للمشاركة في هذه الخطيئة، ولست مع أحد من المرشحين".

وفي السياق، نظم نحو 100 متظاهر، الجمعة، وقفة احتجاجية أمام مكتب المصالح الإيرانية في واشنطن بالتزامن مع فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، رافعين لافتات يصفون فيها الرئيس القادم بأنه "قاتل".

"رئيسي" الأقرب

عُيّن إبراهيم رئيسي (60 عاماً) رئيساً للسلطة القضائية منذ عام 2019، وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، تشمل إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينات، وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دوراً، حسبما تقول جماعات حقوقية. 

ولم تقر إيران مطلقا بتنفيذ أحكام إعدام جماعية، ولم يتحدث رئيسي نفسه علناً عما يتردد عن دوره في مثل هذه الأحداث.

وحصد رئيسي 38% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 2017، وكان له حضوره في مناصب عدة على مدى العقود الماضية، خاصة في السلطة القضائية، كأحد أبرز أركان الحكم في النظام السياسي الإيراني. وتطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه خلفاً محتملاً للمرشد خامنئي.

 وصوّت رئيسي داخل مركز في طهران، وقال في تصريحات أوردتها وكالة "أسوشيتد برس"، إن "البعض قد يكون منزعجاً للغاية، لدرجة أنهم لا يريدون التصويت"، في إشارة إلى قرار المقاطعة الذي اتخذه العديد من الإيرانيين.

وقال رئيسي: "أتوسل للجميع، الشباب وجميع الرجال والنساء الإيرانيين الذين يتحدثون أي لهجة أو لغة، من أي منطقة، ومع أي وجهات سياسية، أن يذهبوا للتصويت ويدلوا بأصواتهم".

وسيعزز فوز رئيسي إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم، بعد فوزه العريض في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) العام الماضي.

تحديات اقتصادية وسياسية

انتخابات 2021 تطوي عهد روحاني الذي بدأ عام 2013، وتخلله انفتاح نسبي على الغرب تُوّج بإبرام اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي، بعد أعوام من التوتر.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن طهران، مقابل الحدّ من أنشطتها النووية؛ ولكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرر الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران.

وتتزامن الانتخابات مع مباحثات فيينا بين إيران وأطراف الاتفاق النووي، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، سعياً لإحيائه. وأبدى المرشحون تأييدهم لأولوية رفع العقوبات والتزامهم بالاتفاق النووي إذا تحقق ذلك.

وقال مسؤولون إيرانيون إن فوز رئيسي لن يفسد مسعى إيران لإحياء الاتفاق والتخلص من عبء العقوبات النفطية والمالية القاسية، إذ إن لخامنئي، وليس للرئيس، القول الفصل في سياسات البلاد النووية والخارجية، ومن ثم فإن فوز رئيسي لن يعطل محاولة إيران إحياء الاتفاق النووي، والتحرر من وطأة العقوبات النفطية والمالية القاسية.

وتدرك المؤسسة الدينية الحاكمة أن مستقبلها السياسي يعتمد على معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وإلا فستكون الاحتجاجات الشعبية بالمرصاد، كما حدث في شتاء 2018 وخريف 2019.