وافقت وزارة الدفاع الأميركية على صرف مساعدة مالية لإصلاح نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، الذي تضرر بشدة إثر التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وفي مطلع يونيو، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة مبلغ مليار دولار لتجديد مخزون الجيش وتعزيز نظام القبة الحديدية، الذي تضرر بفعل إطلاق أكثر من 4000 صاروخ من غزة على الأراضي الإسرائيلية، تمكنت إسرائيل من اعتراض 90% منها، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست".
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، الخميس، إن البنتاغون وافق على طلب المساعدة العسكرية الإسرائيلية ضمن ميزانيته لعام 2022، وإن الولايات المتحدة ستحوّل المبلغ المطلوب إلى إسرائيل بعد موافقة الكونغرس.
وأضاف أوستن أن الإدارة تعمل على توضيح التفاصيل، وأن على المشرّعين توقع طلب ميزانية خاص خلال الأيام المقبلة.
كما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، خلال جلسة الاستماع نفسها في مجلس الشيوخ، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستطالب الكونغرس بالموافقة على الميزانية لتجديد نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.
وكان بايدن تعهد تجديد إمدادات إسرائيل من القبة الحديدية، والمساعدة في إعادة بناء قطاع غزة، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض بُعيد إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار، لإنهاء 11 يوماً من الحرب في غزة.
ما هي القبة الحديدية؟
القبة الحديدية هي نظام يرمي إلى التصدي لمقذوفات قصيرة ومتوسطة المدى (صواريخ وقذائف مدفعية). يسمح بتفجير مقذوفات يصل مداها إلى 70 كيلومتراً خلال تحليقها في الجو، ولكنه غير قادر على تعطيل بالونات حارقة، أو أنواع أخرى من المقذوفات ذات المسار غير المرتفع.
وتم تطوير القبة بواسطة "أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة"، وهي السلطة الإسرائيلية المعنية بتطوير التقنيات العسكرية، عقب الحرب التي خاضتها إسرائيل مع لبنان عام 2006.
وتتكون القبة الحديدية من 3 عناصر أساسية، هي رادار للرصد والتعقب، ونظام لإدارة المعارك والتحكم في الأسلحة، ووحدة لإطلاق الصواريخ.
وتتضمن القبة أجهزة استشعار كهربائي-بصري، وهي قابلة للتكيف مع التهديدات سريعة التحور، والتعامل مع تهديدات عدة في الوقت نفسه، مع القدرة على العمل في الظروف المناخية كافة، بحسب الجهة المصنعة.
وتتمتع القبة أيضاً بنظام اعتراض عمودي ومنصات إطلاق متنقلة، ولديها قدرة على الانسجام مع أنظمة مختلفة للرادار والرصد، كما يمكن لنظام الرؤوس الحربية الخاص بها تفجير أي هدف في الهواء.
وبعد رصد الصاروخ وتحديده، يراقب رادار القبة مسارَ الصاروخ، وبناء على المعلومات القادمة من الرادار، يتولى نظام إدارة المعارك والتحكم في الأسلحة مسار التهديد وحساب نقطة الاصطدام المتوقعة، وفي حال انتهت الحسابات إلى أن مسار الصاروخ القادم يمثل تهديداً حقيقياً، يتم إصدار أمر بإطلاق صاروخ لاعتراض التهديد وتفجيره فوق منطقة محايدة.
تكلفة باهظة
إسرائيل أنشأت نظام القبة الحديدية بتكلفة كبيرة تجاوزت 218 مليون دولار، كما التزمت الولايات المتحدة في 2016 بـ5 مليارات دولار لتطوير النظام.
وإلى جانب الإنشاء والتطوير، فإن تكلفة التشغيل أيضاً عالية جداً، إذ تتراوح كلفة الصاروخ المعترض بين 40 و50 ألف دولار، وفي بعض الأحوال يتم إطلاق صاروخين دفعة واحدة لاعتراض هدف واحد، وهو ما يرفع تكلفة الاعتراض.
ومن عيوب النظام أن له "درجة تشبّع"، ما يعني أنه يستطيع الاشتباك مع عدد محدد من الأهداف فقط في وقت واحد، أما الصواريخ الإضافية التي يتم إطلاقها بكثافة دفعة واحدة، فيمكن أن تنجح في اختراق القبة والتسبب بأضرار. كما يمكن للصواريخ الموجهة القادرة على تغيير مسارها أن تمثل تحدياً للقبة.