"بلومبرغ": بوتين يوافق على مساعدة ترمب في التواصل مع إيران

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

وافقت روسيا على مساعدة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التواصل مع إيران بشأن قضايا تشمل البرنامج النووي الإيراني ودعمها للوكلاء الإقليميين المناهضين للولايات المتحدة، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة.

وذكرت "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادرها، أن ترمب نقل هذا الاهتمام مباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية في فبراير الماضي. كما ناقش كبار المسؤولين من إدارته، الأمر، مع نظرائهم الروس، خلال "محادثات الرياض" في السعودية الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على أسئلة "بلومبرغ" بشأن الخطوة إن "روسيا تعتقد أن الولايات المتحدة وإيران يجب أن تحلا جميع المشاكل من خلال المفاوضات"، وأن موسكو "مستعدة لبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك".

التوسط بين طهران وواشنطن

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عندما سُئل عما إذا كانت روسيا قد عرضت التوسط بين طهران وواشنطن، إنه من "الطبيعي" أن تعرض الدول مساعدتها.

وذكر بقائي خلال مؤتمر صحافي الاثنين في طهران: "نظراً لأهمية هذه الأمور، فمن الممكن أن تظهر العديد من الأطراف حسن النية والاستعداد للمساعدة في حل مشكلات مختلفة. ومن هذا المنظور، من الطبيعي أن تقدم الدول عرضاً للمساعدة إذا لزم الأمر".

ومنذ توليه منصبه قبل حوالي 6 أسابيع، حاول ترمب استعادة العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قطعتها الولايات المتحدة بعد هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022. 

وبينما يسعى ترمب إلى التوسط لإنهاء تلك الحرب مباشرة مع بوتين، أشار الجانبان إلى أنهما منفتحان على التعاون بشأن المصالح الجيوسياسية الأخرى، بما في ذلك طرق التجارة والموارد في القطب الشمالي.

وناقش كبار المسؤولين الأميركيين والروس، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخارجية سيرجي لافروف، اهتمام واشنطن بمساعدة موسكو في القضايا الإيرانية، خلال اجتماع عقد في 18 فبراير في الرياض، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع.

وقال لافروف في وقت لاحق إن روسيا شاركت تفاصيل بشأن اجتماع الولايات المتحدة مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، عندما التقيا في طهران، كما قال عراقجي في مؤتمر صحفي متلفز بعد الاجتماع.

وأرسل ترمب إشارات متضاربة بشأن إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض. وقال إنه يهدف إلى العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها في ولايته الأولى، مثل إعادة فرض العقوبات واستهداف قواتها العسكرية، بما في ذلك اغتيال جنرال كبير في الحرس الثوري. لكن ترمب قال أيضاً إنه يريد "البدء فوراً" في العمل على "اتفاقية سلام نووية موثوقة مع إيران".

هل تقبل طهران مبادرة ترمب؟

وباعتبارهما دولتين خاضعتين لعقوبات أميركية شديدة، فقد عززت روسيا وإيران تعاونهما في التجارة والطاقة، فضلاً عن الأمن، بما في ذلك استخدام موسكو لأعداد كبيرة من الطائرات الإيرانية بدون طيار في حربها ضد أوكرانيا.

واعتبرت "بلومبرغ" أنه من غير الواضح مدى تقبل طهران لأي مبادرة أميركية يتم تقديمها عبر روسيا. فقد عارض العديد من المتشددين، الذين يهيمنون على المؤسسات الإيرانية القوية مثل الحرس الثوري والقضاء، علناً التعامل مع واشنطن.

وفي الشهر الماضي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن ترمب لا يمكن الوثوق به، لأنه انسحب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، وإن إيران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، وهو إصلاحي يدعم إحياء الاتفاق النووي، الأسبوع الماضي إنه سيضع جانباً اعتقاده الشخصي بضرورة مشاركة الولايات المتحدة ويدعم معارضة خامنئي للمحادثات، بينما تستمر واشنطن في فرض عقوبات على الاقتصاد الإيراني.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين، إن الولايات المتحدة وإيران يجب أن تنخرطا في محادثات، وأنها تجري مناقشات رفيعة المستوى مع البيت الأبيض بشأن هذه القضية. يأتي ذلك في أعقاب تحذيرها الأسبوع الماضي من أن مخزون طهران من المواد الانشطارية، التي تقترب من درجة القنبلة، قد ارتفع بأكثر من 50% منذ انتخاب ترمب.

تصنيفات

قصص قد تهمك