حسم مارك كارني محافظ البنك المركزي السابق، الأحد، سباق الحزب الليبرالي الحاكم في كندا، ليصبح رئيساً للوزراء، خلفاً لجاستن ترودو الذي أعلن في يناير الماضي تنحيه عن قيادة الحزب ورئاسة الحكومة.
وقال رئيس الوزراء الكندي الجديد، إن "بلاده لن تكون أبداً جزءاً من الولايات المتحدة"، في معرض رده على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي يطالب فيها بأن تكون كندا، الولاية الأميركية 51، منتقداً الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب على بلاده، مشيراً إلى "الرسوم المضادة" التي أقرتها أوتاوا ستظل قائمة ما لم يقم الرئيس الأميركي بإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على كندا.
كما تعهد كارني (59 عاماً)، بإيجاد "شركاء تجاريين جدد"، بدلاً من الولايات المتحدة التي تعد أكبر شريك تجاري لبلاده، كما تعهد أيضاً بتأمين حدود البلاد، وواصل انتقاداته للرئيس الأميركي، عقب إعلان فوزه قائلاً: "ترمب يهاجم العمال والعائلات والأعمال الكندية، ولا يمكن أن نسمح له بالنجاح".
وتغلب كارني بنسبة 85.9% على وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند التي جاءت في المركز الثاني في سباق زعامة الحزب، وشارك بالتصويت أكثر من 150 ألفاً من أعضاء الحزب.
ووفق تقارير محلية حصل كارني على أكبر عدد من الأصوات المؤيدة من أعضاء الحزب، وأكبر قدر من الأموال التي تم جمعها لحملة انتخابية بين المرشحين الأربعة في الحزب. كما أعلن نحو ثلثي أعضاء حكومة ترودو دعمهم لمحافظ البنك المركزي السابق.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "ماينستريت" في أواخر فبراير الماضي، أن كارني يحظى بدعم 43% من الليبراليين، مقارنة مع 31% لأقرب منافسيه وهي وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند.
وسيتعين على رئيس الوزراء المقبل التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية على كندا، كما أنه ربما يواجه قريباً حزب المحافظين المعارض في انتخابات عامة.
وخلال الحملة الانتخابية بالحزب، قال كارني إنه يؤيد فرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة، واستراتيجية منسقة لتعزيز الاستثمار. كما اشتكى مراراً من أن معدل النمو في كندا في عهد ترودو لم يكن جيداً بما فيه الكفاية.
ورغم إمكانية الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة في الأيام المقبلة، فقد أكد جاستن ترودو، أنه يعتزم تسليم منصبه في غضون الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة لخليفته، ومن المقرر أن يتم انتخاب هذا الشخص من قبل أعضاء الحزب، وفي حال فاز كارني في سباق القيادة، فإنه لن يكون قد تم انتخابه من قبل الشعب الكندي عبر انتخابات عامة بعد.
سيناريو تكرر قبل 4 عقود
ويعد فوز كارني بالانتخابات الداخلية للحزب الحاكم ليصبح رئيساً للوزراء، سابقة هي الأولى من نوعها منذ 4 عقود، يتولى شخص غير منتخب بشكل مباشر منصب رئيس الوزراء.
وبحسب وكالة Canadian Press الكندية، فإن كندا شهدت سابقة مماثلة، منذ أكثر من أربعة عقود، عندما استقال والد رئيس الوزراء الحالي بيير ترودو.
وفي 29 فبراير 1984، أعلن رئيس الوزراء آنذاك بيير ترودو نيته التنحي، وفي 16 يونيو من العام ذاته، فاز جون تيرنر، الذي لم يكن عضواً في البرلمان في ذلك الوقت، أي غير مُنتخَب، في سباق قيادة الحزب الليبرالي الكندي في الجولة الثانية، متغلباً على جان كريتيان.
وبعد أسبوعين من فوزه، أدى تيرنر اليمين الدستورية كرئيس للوزراء، خلفاً لترودو الأب في 30 يونيو، ولاحقاً في 9 يوليو، حلّ تيرنر البرلمان ودعا إلى إجراء انتخابات عامة في 4 سبتمبر من نفس العام، إلا أن الليبراليين خسروا بأغلبية ساحقة أمام الحزب المحافظ التقدمي بقيادة بريان مولروني، الذي فاز بثلاثة أرباع المقاعد.
وتؤكد سجلات مجلس العموم الكندي، أن تيرنر، لم يكن عضواً في البرلمان أثناء فترة ولايته كرئيس للوزراء، ومع ذلك، فإنه كان عضواً سابقاً في البرلمان الفيدرالي، وهو ما لا ينطبق على كارني، كما فاز تيرنر بمقعده في دائرة فانكوفر كوادرا في انتخابات أُجريت بين عاميْ 1984 و1988، بينما كان زعيماً للمعارضة.