يزور الرئيس الأفغاني أشرف غني الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل، في توقيت تتسارع فيه وتيرة انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان، بموازاة تزايد المخاوف إزاء مستقبل البلاد.
وأعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي، الأحد، أن عبد الله عبد الله كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية في المحادثات مع حركة "طالبان"، سيرافق غني في الزيارة المقررة في 25 يونيو.
وأشارت ساكي في بيان إلى أن "زيارة الرئيس غني والدكتور عبد الله ستؤكد الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، في وقت يتواصل فيه الانسحاب العسكري".
وشدد البيت الأبيض على أن "الولايات المتحدة مستمرة بدعمها الكامل لعملية السلام الجارية، وتشجّع كل الفرقاء الأفغان على المشاركة الفاعلة في المفاوضات الرامية إلى وضع حد للنزاع"، مؤكداً أن الرئاسة الأميركية "مصممة على دعم الشعب الأفغاني".
جدول الأعمال المتوقع
ومن المتوقّع أن تتطرّق المحادثات بين الرئيس الأميركي جو بايدن وغني إلى مصير نحو 18 ألف أفغاني عملوا لدى القوات الأميركية، يأمل بعضهم بالحصول على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة، خشية التعرض لأعمال انتقامية من "طالبان" في حال عادت الحركة إلى الحكم في كابول.
ولا تحبذ إدارة بايدن نقلهم راهناً، وتفضل إعطاءهم تأشيرات خاصة، رغم أن البنتاغون أعلن منذ أسابيع أنه بدأ تحضيرات لعملية إجلاء كبيرة.
وكذلك ستتطرق المحادثات إلى ملف ضمان أمن مطار كابول.
وشدّد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سولفيان، في وقت سابق، على أن تركيا قدّمت "تعهّداً واضحاً" بتأدية "دور رائد" على هذا الصعيد.
ومنذ إعلان واشنطن عزمها الانسحاب، وتنفيذها نحو 50% من هذه العملية حتى الآن، تتفاقم مخاوف أفغان كثر يخشون عودة "طالبان" إلى السلطة، والعودة إلى النظام نفسه الذي أقامته الحركة في البلاد بين عامي 1996 و2001.
وفي موازاة الانسحاب الأميركي، يحقق عناصر "طالبان" تقدّماً ميدانياً في مواجهة القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ مايو بوتيرة تثير القلق، وهو ما دفع الرئيس الأفغاني إلى استبدال وزيري الداخلية والدفاع.
محاولات للطمأنة
وباتت حركة "طالبان" موجودة تقريباً في كل ولايات البلاد، وتطوّق مدناً كبيرة عدة، وهي استراتيجية سبق أن اتبعتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد، وفرض نظامها الذي أطيح به بعد الغزو الأميركي في العام 2001.
وخلال عام أوقعت سلسلة اغتيالات نُسبت إلى "طالبان"، عشرات القتلى في صفوف الشباب المتعلّمين من صحافيين وقضاة وجامعيين ونشطاء حقوقيين، ما دفع الفئات القادرة على المغادرة إلى الخروج من البلاد خوفاً من الاستهداف.
والأحد، سعى أحد مسؤولي وفد الحركة في المحادثات مع الحكومة في الدوحة، إلى الطمأنة بشأن أسلوب الحكم التي تعتزم "طالبان" إقامته في البلاد.
وأكد نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادر أن "طالبان ستصون حقوق كل مواطني هذا البلد، من رجال ونساء على ضوء تعاليم الإسلام وتقاليد المجتمع الأفغاني".
إلا أن المحادثات بشأن تقاسم السلطة والتي بدأت في العاصمة القطرية في سبتمبر الماضي بين "طالبان" والحكومة الأفغانية، تراوح مكانها.